الحقيقة المغيبة
عبدالله سليمان الطليان الخرج

توماس فريدمن ذلك الصحفي الذي ما انفك على تصوير الصراع العربي الإسرائيلي على انه صراع حضاري واعطاء الواقع حقيقة تقوم على ان ما يسمى «إسرائيل» تريد التعاون الاقتصادي والعلمي للخروج من حالة التخلف التي تعيشها المنطقة أي ان كل عوامل الرخاء تمر عبر ما يسمى «إسرائيل» بفعل معونات ودعم دول الشمال فيحاول جاهدا تكوين صورة أمام العالم على ان هؤلاء المستوطنين على أرض فلسطين هم أفضل وأحسن في التعامل مع الأرض من خلال ما قاموا به من تطور حضاري وقفز من فوق الحقيقة التي تقول وبقوة ان الصراع عقائدي بحت ولا اعرف كيف يورد الكثير من افكاره التي يحاول بها اقناع الآخرين وذلك عندما يقول ان المسلمين لا يثورون على اضطهاد المسلمين في الهند ونحن نقول ان المسلمين هناك مواطنو دولة منذ فترة طويلة وليسوا شعباً تعرض لاحتلال وهجر من ارضه وجلب بدل منه مجموعات وفئات مختلفة من اليهود من كل انحاء العالم الذي أراد التخلص منهم فرماهم في قلب العالم العربي، ويفتخر كونه امريكيا وجد في بلاده كل الكرامة الإنسانية والعدالة التي توفرت له لنقل له من اين جاء أجدادك هل هم من ايرلندا أو ألمانيا أو إنجلترا لقد سحقوا الهنود الحمر فكانت رسالة واضحة لمعنى العدالة والإنسانية التي سوف تبقى للرجل الأبيض فقط ثانيا الثورة الحضارية التي تعيشها امريكا حاليا من أرسى معالمها هل هم اليهود ابدا عندما انتهت الحرب العالمية الثانية وانشئت محاكم نورنبرغ لمحاكمة القادة الألمان كان هناك ما يعرف بعودة «التنين» الذي سمح بموجبه على العفو عن بعض القادة الألمان الذين لهم باع طويل في الصناعة الحربية مقابل نقل خبراتهم وأفكارهم إلى الأرض الأمريكية فخرجت إلينا القنبلة الذرية والهيدروجينية على يد اوبنهيمر وغيره وتوالت الصناعات الحربية المتقدمة وأرسلت إلى المستوطنين على أرض فلسطين لكي تدمر تلك المنطقة وترهبها في استعراض للقوة التي بناها الألمان الذين تقولون عنهم انهم ابادوا الشعب اليهودي فخرجت لنا نازية جديدة أرادت تفريغ كل ما لديها من انتقام في شعب اعزل لا حول له ولا قوة وهم الفلسطينيون الذين يجري تصوير مقاومتهم على انها ارهاب فعندما يدخل اللص بيتك «ياتوماس» عليك ألا تقاوم بل عليك ان تحاور اللص كم من المسروقات سوف يأخذ أو يترك وهل سوف يبقيك على قيد الحياة أم لا؟ ولا تحاول قتله فإن ذلك يعد قمة الارهاب وهدراً للروح البشرية فعجباً.
وعوداً إلى مسألة تخلف العرب الذين تقول انهم يعلقون فشلهم ويستغلون شعوبهم بمسألة هذا الصراع فيما الشعوب الأخرى في سباق للحاق بركب التقدم والتنمية فنقول كم اخذ هذا الصراع من زمن وكم استنزف من قدرات بغض النظر عن الواقع السياسي العربي الذي وان كان يحتاج إلى اصلاح فإن هذا الصراع أسهم بشكل كبير في تمزيقه وتشتيته، وليس ينقص العرب العقلية المبتكرة الناجحة وهم موجودون لديك في بلدك وغيرها فالعقلية المبتكرة ليست مقصورة على جنس أو فئة معينة فلديك فاروق الباز واحمد زويل ساهما بشكل فعال في حقل الفضاء والعلوم، وهناك الكثير ولا اعتقد ان اليهود وحدهم هم الذين يملكون العبقرية الفذة والمبتكرة لكونهم يهوداً فأين انجازات اليهود الفلاشا الذين يعيشون في أكواخ داخل فلسطين المحتلة بعد ما جلبوا من خيام لذلك عليك ان تدرك ان تلك المجموعات الاستيطانية التي تعيش على أرض فلسطين تؤمن بالخرافات التاريخية التي توردها في كل محفل ولا تعطي اعتبارا لما انت تحاول ان تغرسه في ذهن كل فرد في مجتمعك وغيره من أجل تبرير شرعية احتلال الأرض التي سوف يبقى تحريرها راسخاً مع الزمن وان طال في قلب كل عربي ومسلم.