رجل الجمارك هو أول شخص تلتقي به ليشكل لك الصورة عن البلد الذي تنوي زيارته.
لقد عانى السائح السعودي كثيراً من العاملين في إدارات الجمارك، وخاصة عندما يسافر بالبر بين الدول العربية، إلا أن تلك الدول ومحاولة منها لجذب السائح السعودي، غيرت من اسلوب تعامل رجال الجمارك، وتعطيل الإجراءات الذي كان يحدث في السابق، فلم يعد السائح السعودي يقف كثيراً ويواجه العناء أمام ادارات الجمارك كما كان في السابق. وأصبح دخوله للعديد من الدول العربية سهلاً وسريعاً مقارنة بالسنوات الماضية.
إن إدارات الجمارك في العديد من مطاراتنا ومنافذنا تعد مثالاً يحتذى للإدارات الأخرى، ومن يصل إلى مطار الرياض مثلاً أو الظهران أو منفذ البطحاء أو جسر الملك فهد يرى ذلك واضحاً وجلياً إلا أن بعض المنافذ الحدودية وخاصة منفذ (الحديثة) مازال يعطي صورة غير جيدة عن موظفي الجمارك وإدارة الجمارك بشكل عام. فقد روى لي أحد الذين قدموا من سوريا قصته مع رجل الجمارك السعودي في منفذ (الحديثة) وكيف كان تعامله الفظ!!
قصة صاحبنا هذا الذي يحتفظ باسم موظف الجمارك تبدأ عندما وصل الى ذلك الموظف الذي بدأ عملية التفتيش للسيارة ليخرج جميع الملابس والأغراض ويلقي ببعض المستلزمات على الأرض.
تحف خشبية ثمينة يلقيها ذلك الموظف على الأرض فتتعرض للخدش والكسر بحجة التفتيش.. وعندما سأله صاحبنا عن سبب ذلك قال أنت في منفذ (الحديثة) وليس في أي منفذ آخر.. ماذا يعني ذلك الموظف بكلامه وهل معنى ان يكون منفذ (الحديثة) بهذه الأهمية لارتباطه بالعديد من دول العالم ان تكون المعاملة بهذا الأسلوب الفظ!!
يقول والكلام لصاحبنا: كان لدى بناتي الصغار ألعاب صغيرة وأشرطة (CD) خاصة بألعاب الأطفال حيث يتوفر في سيارتي شاشة عرض فيديو فصادر جميع الأشرطة والألعاب ولم يترك شريطاً واحداً فظلت ابنتي الصغيرة تبكي وتتوسل إليه باعادة أشرطها وألعابها إلا أنه رفض ذلك وهدد بأن يفكك كل أجزاء السيارة اذا أصر صاحب السيارة على استعادة تلك الاشرطة والألعاب!! التي رماها بكل استهتار على الأرض دون ان يراعي مشاعر الأطفال.
ويضيف والكلام لصاحبنا: لا أدري لماذا لم يطلب مني ان أعرض عليه تلك الأشرطة من خلال شاشة العرض الموجودة في سيارتي.. فكلها أشرطة وألعاب أطفال تباع لدينا في السوق ولكنه وبفظاظته وسوء تعامله ألقى بها على الأرض بكل استهتار على مرأى من أطفالي الصغار الذين ظلوا يبكون في حرقة أمام هذا المنظر المؤلم!!
ويضيف والكلام لصاحبنا: ان ذلك الموظف ظل يعاملنا بأسلوب غير حضاري واستفزازي حتى انتهى من عملية التفتيش التي أثمرت عن تلف الكثير من الهدايا وبعثرة العفش الذي ظلت اعيده إلى وضعه السابق واقوم بترتيبه وتحميله في السيارة من دون أن يتحرك ذلك الموظف أو يطلب من العمال مساعدتي في إعادة الشنط إلى وضعها السابق.. مدة طويلة قضيتها أمام ذلك الموظف.. استنزف فيها أعصابي وتعرض فيها أطفالي للقهر لتتشكل لديَّ صورة قاتمة عن موظف الجمارك السعودي.. إلى هنا انتهى كلام صاحبنا.
ان قصة هذا السائح تعود بنا إلى الموقف الدرامي الذي عالجه المسلسل الاجتماعي الناجح طاش ما طاش عند حدود بعض الدول العربية وكيف يكون تعامل الكثير منهم عندما يقابلون السائح السعودي.. فلم تعد تلك الممارسات يقابلها السائح السعودي في خروجه إلى دول أخرى بل أضحت واقعاً جسده موظف الجمارك السعودي ومع مواطن سعودي آخر عندما قدم إلى بلده التي من المفترض ان يجد فيها من الموظفين ممن يقابله كل بشاشة واحترام.
نحن لا نطلب من موظف الجمارك ان يتخلى عن مسؤولياته أو ان يثق في كل مواطن يمر عبر الجمرك.. بل نشدد على أهمية الاحتراس والتدقيق خاصة في منفذ يربط الكثير من دول العالم.. خصوصاً ونحن في فترة تستلزم منا الحذر والحيطة.. ولكن وفي نفس الوقت على من يتولى هذه المسؤولية من رجال الجمارك ان يتعامل بذوق واحترام مع القادمين وان يحافظ على مشاعرهم وممتلكاتهم من التلف.
ان ادارات الجمارك تقدم جهوداً كبيرة والعاملون فيها يعكسون صورة طيبة عن الإنسان السعودي.. ولكن ما حدث في جمرك الحديثة شيء آخر!.
|