Tuesday 9th september,2003 11303العدد الثلاثاء 12 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
مسامرة حول كتاب «سياحة في فكر الأمير» «2»
شاكر سليمان شكوري

.. ولم يقدم صاحب السياحة لكتابه، مكتفياً بالإهداء المكثف «إليكم.. يا كل العطائين.. المستنيرين.. الجادين في خدمة انتماءاتهم، الباذلين ـ بلا من ولا سأم ـ من أجل ترقية الحياة».
وهو يقول ـ كلما سئل عن عدم تقديمه للكتاب ـ بأنه اكتفى بتقديم شخصية الأمير، كما تراكمت في أعماقه تأثيراتها عبر أكثر من عقود ثلاثة قضاها ـ في غير موقع ـ مواكباً ملحمة التنمية في عسير ولم يكن له أن يزيد عن تلك الكلمات التي اختزل فيها ـ جاهداً ـ وصف الصورة العملاقة لرائد بهذه القامة في الإدارة والتنمية والسياحة والشعر والفن.. والفكر، وقد نذر الأمير نفسه لتحقيق الغرض الإلهي من الخلق، والمختصر في العبادة وترقية الحياة.. طاعة الله وعبادة الواحد الأحد، وترقية الحياة لخلقه على أرضه.
ويقول الأديب أحمد فتحي إن الهدف من جمع هذه المادة ـ كما قدم في ختام إهدائه ـ هو تقديم فكر الأمير ـ خالصاً ـ ليكون للأجيال مثلا وقدوة !
ولست أوافقه على عدم التقديم للكتاب، لأنه في ثنايا هذا التقديم ما كان من الممكن أن يثري هذا العمل أكثر وأكثر، من خلال حكايات المشاهد المعاشة التي حظي فيها بالاقتراب من سمو الأمير، ولما كان من إضافة تضفيها طزاجة تلك الأحداث إلى الكتاب ورونقه !
وإذا تعدينا الإهداء، سوف نجد مادة الكتاب مقسومة إلى فصول ستة، أولها بعنوان «مناسبات.. وكلمات» يستهله الجامع بمقالة نشرتها ـ قبل خمس سنوات تقريبا ـ صحيفة الأنباء الكويتية لسمو الأمير بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، وقد حالفه التوفيق بهذا الاستهلال، فما أحوجنا اليوم، خاصة جيل الشباب الذي لم يعانِ، ولم يعرف ـ على نحو الحقيقة ـ كيف قام هذا الصرح الشامخ، ما أحوجنا اليوم إلى وقفة استرجاع لشريط الماضي لنقارن ونعرف على وجه اليقين كيف كان الحال قبل نحو قرن من الزمان، حيث خرج من رحم التاريخ رجل ـ كما يقول الأمير ـ ظل يرنو بعين ملؤها الحسرة والألم إلى الوطن القريب البعيد السليب أسيرا، قد تبدلت أحواله ـ ما بين الدولتين ـ فعاش من بعد أمنه فزعاً مفزعاً، تعمه الفوضى ويمزقه الشتات، يسوده الظلم وتتنازعه الأهواء، وتعيث فيه عصابات النهب والسلب.. وتتفشى في أرجائه البدع والخرافات.. وتسوده شريعة الغاب، حى ضيوف الرحمن لم يكن أحدهم يأمن على نفسه أو ماله من شذاذ الآفاق، حتى خربت سمعة البلاد، وهي مهد الرسالة وأرض الهداية ووطن الأمن والأمان !
لم يعد كثير من الشباب خاصة يتذكر واقعاً غضاً لما يمض عليه بعد القرن الواحد، حين خرج الملك المؤسس عبدالعزيز من الكويت ـ في وجه كل ما تفشى في أرض الجزيرة ـ بأربعين رجلاً، وثلاثين بندقية «عتيقة»، ومئتي ريال هي كل ميزانية «السرية» التي فتح بها البلاد، وأقام الشرع الحنيف وأبطل ما عداه، وبنى وأبناؤه من بعده دولة عصرية لها ثقلها الإقليمي والدولي مهما «جاهد» المضلِّلون والمضلَّلون!!
وفي الحلقة القادمة ـ إن شاء الله- نناقش التصنيف العام لموضوعات الكتاب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved