* القاهرة ـ مكتب الجزيرة ـ محمد العجمي:
وسط مخاوف الفشل يعقد المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية يوم الأربعاء القادم في المكسيك ولمدة أربعة أيام خاصة ان مفاوضات تحرير التجارة تقترب
من مرحلة حرجة قد تؤدي إلى فشل الوزراء في التوصل إلى اتفاق لخفض حواجز التجارة التي تؤثر سلبياً على الدول النامية خاصة منتجاتها الزراعية والمصنعة
ذات الكثافة العمالية مما يؤدي إلى ضياع فرص متاحة وزيادة معدلات الفقر في الدول النامية.ويكتسب هذا المؤتمر أهمية خاصة على المستوى المحلي والعالمي.
فعلى المستوى المحلي تشارك المملكة العربية السعودية كمراقب وهي في طريقها لكسب المزيد من تأييد الدول نحو انضمامها للمنظمة كعضو خاصة بعد
الاتفاق التاريخي الذي وقعته المملكة الأسبوع الماضي مع الاتحاد الأوروبي والذي يعطي المملكة دفعة نحو الانضمام للمنظمة العالمية للتجارة بحلول العام القادم
كما يرى الخبراء.
المستوى العالمي
أما على المستوى العالمي فيأتي المؤتمر الوزاري أمام تحدٍ واضح للاقتصاد العالمي الذي تعرض لسلسلة من الأحداث العالمية التي أدت إلى انخفاض معدلات
النمو واستمرار حالة الركود. وطبقاً لما يراه الخبراء فان عدم التوصل إلى اتفاق داخل المنظمة سيفقد العالم فرصة ثمينة لحفز النمو ونجاحه سيؤدي إلى تحقيق
مكاسب لاقتصاديات الدول النامية والمتقدمة وانتشال عشرات الملايين من براثن الفقر.
وما يدعو للتشاؤم هو قضية الدعم الذي تقدمه الدول الصناعية لمزارعيها والتعريفات الجمركية التي تواجهها المنتجات الزراعية والمصنعة للدول النامية في
الدول الصناعية وأعباء براءات اختراع الأدوية على الدول الفقيرة وهذه العوامل كانت السبب في فشل المحادثات غير الرسمية التي عقدت في مونتريال نهاية
يوليو الماضي وحضره مسؤولو التجارة من دول العالم.
وإذا كانت المنظمة قد أعلنت عن كسر الجمود والتوصل إلى اتفاق على إتاحة استيراد أدوية رخيصة للدول الفقيرة شرط ان تكون وفق نظام الترخيص
الإجباري وذلك في حالة عدم قدرتها على تصنيع هذه الأدوية محلياً فان التحدي الحقيقي أمام منظمة التجارة العالمية هو التوصل إلى حل للقضايا
الأخرى خاصة ان الكرة الآن في ملعب الدول الصناعية والتي تسيطر على ثلثي السوق الدولية.
ورغم مؤشرات التشاؤم إلا أن البنك الدولي يؤكد على ضرورة تحقيق نجاح في المفاوضات مما يؤدي ذلك إلى مكاسب للدول النامية والدول الصناعية
تتراوح بين 290 و520 مليار دولار إلى جانب إنقاذ 144 مليون إنسان من الفقر بحلول عام 2015م.فهل تحقق مفاوضات الأربعاء القادم نجاحاً
يحقق مطالب الدول النامية؟ وهل تنجح المملكة في ان تكون عضواً في منظمة التجارة العالمية؟.
|