* هامبورج - دوجلاس ساتون - (د.ب.أ):
يأتي فصل الخريف في ألمانيا بالريح القوية والمستمرة التي يعول قطاع طاقة الرياح عليها عادة في جني معظم أرباحه، لكن شعورا بالقلق يسود أوساط ملاك
ومشغلي محطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح في ألمانيا هذه الايام، فجأة وبعد عقد من التوسع القوي الذي جعل من ألمانيا الدولة رقم واحد في العالم في
مجال توليد الكهرباء من الرياح، تواجه الصناعة انتقادات شديدة من جانب السياسيين الالمان الذين يطالبون صراحة بخفض المساندة المالية الحكومية لقطاع
طاقة الرياح، وتصب الصناعة جام غضبها على وزير الاقتصاد فولفجانج كليمنت المشتبك في خلاف محتدم مع وزير البيئة يورجن تريتن بسبب خطط
لتعديل قانون الطاقة المتجددة لخفض الدعم الحكومي لقطاع طاقة الرياح.
وحذر يان ريسبنز المدير الاداري لشركة ويندنرجياجنتور لطاقة الرياح في بريمرهافن من أن إجراء أي تعديلات كبيرة في القواعد الخاصة بالدعم سيكون
خطأ سياسيا فادحا في الوقت الحالي.
وقال إن أكثر من 100 عام من النجاح في التكنولوجيا وحماية المناخ يمكن أن يتبخر قبل وقت قصير من تحقيق طاقة الرياح لاختراق السوق الطاقة
الدولية.. إن استثمار مجتمعنا في طاقة الرياح هو استثمار في المستقبل سيكون مربحا على المدى المتوسط، لكن كليمنت وغيره من السياسيين لا يتفقون مع
هذا الرأي.
ويحذر الوزير الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي من أن قطاع طاقة الرياح بدأ يكون عقلية تقوم على الدعم بعد عقد من الدعم ا لحكومي السخي.
وأضاف الوزير إننا ندعم طاقة الرياح بنفس المستوى الذي ندعم به الفحم تقريبا مشيراً إلى أن الدولة تعتزم أيضا الشروع في خفض الدعم المقدم
لصناعةالفحم. وتناقلت وسائل الاعلام الالمانية أنباء عن أن الحكومة ربما تفكر في خفض الدعم لقطاع طاقة الرياح بنسبة تصل 15 بالمائة عام 2005 في
حين كانت الخطط السابقة تقضي بتقليص الدعم بنسبة 5.1 في المائة فقط سنويا.
وينتظر أن ترحب شركات الكهرباء بخطط حكومة برلين حيث إنها تشكو منذ سنوات من النفقات الاضافية التي تتحملها لشراء الكهرباء المولدة من طاقة
الرياح، وينص قانون الطاقة المتجددة على أن تدفع شركات الكهرباء9.8 سنتا تقريبامقابل كل كيلووات- ساعة لمحطات طاقة الرياح، وهو ثمن يزيد على
ثلاثة أضعاف ثمن شراء الكهرباء المولدة من الفحم أو الغاز أو بواسطة المحطات النووية.
ومع تشغيل المزيد من محطات طاقة الرياح سنويا تتزايد التكاليف بالنسبة لشركات الكهرباء، وبلغ حجم الدعم الذي حصلت عليه تلك المحطات عام
2002 حوالي 3.1 ملياريورو (4.1 مليار دولار)، وبفضل الاسعار «السخية» المحددة بموجب قانون الطاقة المتجددة شهدت صناعة طاقة الرياح توسعا
مذهلا، وأظهرت إحصائية لاتحاد طاقة الرياح الالماني أن البلاد كان بها 548 محطة لطاقة الرياح عام 1990 تولد 68 ميجاوات من الكهرباء.
وبنهاية العام الحالي سيكون في ألمانيا 278 ،14 محطة لطاقة الرياح تولد1282.3 ميجاوات من الكهرباء وهو ما يعادل ما تنتجه 25 محطة طاقة تقليدية
تعمل بالفحم وثلث ما ينتج على مستوى العالم من طاقة الرياح.
وقال هاينرش بارتلت المدير الاداري لاتحاد طاقة الرياح إنه إذا مضى كليمنت قدما في خططه فإنها ستكون ضربة قاتلة لصناعتنا محذرا من أن 000.130
وظيفة في القطاع ستكون أيضا في مهب الريح.
|