Tuesday 9th september,2003 11303العدد الثلاثاء 12 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«الطاقة البكتيرية» هي مصدر الطاقة المستقبلية «الطاقة البكتيرية» هي مصدر الطاقة المستقبلية

* باريس - ريتشارد انغهام - (ا.ف.ب):
عندما يتوقف هاتفك الجوال الذي تعتمد عليه في حياتك الاجتماعية والمهنية ويصبح مجرد قطعة من البلاستيك والسليكون تدرك ان البطارية قد نفدت.
لكن الحل بسيط: خذ ملعقة صغيرة من السكر وافتح هاتفك وضع السكر في البطارية وتصبح على صلة بالعالم مرة أخرى بفضل اختراع «البطارية
البكتيرية» الذي سيصبح حقيقة في المستقبل القريب.
ويعكف عالمان على العمل على هذا الاختراع في الولايات المتحدة ويقولان انهما اخترعا اول «بطارية بكتيرية» فعالة في العالم اثناء عملهما على المشروع
الذي تدعمه وزارة الدفاع الامريكية.
ويقول العالمان الباحثان في جامعة مساتشوستس الهندي سوديس تشوندري والاميركي ديريك لافلي ان مصدر الطاقة في البطارية هو بكتيريا تعيش تحت
الارض تأكل السكر وتحول الطاقة الموجودة فيه الى كهرباء.
وأجرى الباحثان تجربة على نموذج اولي من تلك البطارية بحيث عملت دون اية مشكلة ودون اعادة شحنها لحوالي 25 يوما وكانت رخيصة التكاليف، وفي
مقابلة مع وكالة فرانس برس قال لافلي: ان البكتيريا المستخدمة هي مادة حية فريدة واستعرض عددا من استخداماتها المحتملة، والبكتيريا المستخدمة هي
بكتيريا «رودوفيراكس فيريدوسينز» الموجودة في الرواسب الخالية من الهواء تحت الارض في موقع في اويتسر باي بفرجينيا.
وقام العالمان اللذان نشرت ابحاثهما امس الاحد في مجلة «نيتشر بيوتكنولوجي» العلمية المتخصصة بإحضار اناء صغير مقسم الى جزأين يفصل بينهما غشاء
ويحتويان على قطب كهربائي من الجرافيت، وفي أحد جزأي الاناء وضعت بكتيريا «رودوفيراكس فيريدوسينز» في سائل الغلوكوز، وقامت البكتيريا
بتكسير الجلوكوز وتحويله الى ثاني اكسيد الكربون والكترونات (شحنات كهربائية سالبة).
وانتقلت الالكترونات الى القطب الكهربائي المجاور وهو القطب الموجب وانتقلت في دائرة خارجية الى القطب السالب ما يعني توليد الطاقة الكهربائية، ولا
يعتبر الوقود الميكروبيولوجي شيئا جديدا الا ان توليده واجه مشاكل كبيرة بالاضافة الى انه كان باهظ التكاليف.
وقال لافلي ان هذا النوع من الوقود عادة ما يولد حوالي «10 في المائة أو أقل» مما يجعله بالغ التكلفة بالنسبة للطاقة التي يوفرها، وأفضل اداء لتلك الطاقة لم
يتعد 50 في المائة إلا ان ذلك لم يتم سوى بفضل مواد كيماوية وسيطة تتسلل عبر غلاف الخلية وتلتقط الالكترونات الحرة وتنقلها الى القطب الموجب، إلا
ان هذه المواد الكيماوية الوسيطة مكلفة ويجب اعادة توفيرها باستمرار مما يجعلها غير ملائمة كمصدر بسيط ودائم للطاقة، ولم يولد النموذج الاولي لبطارية
لافلي وتشوندري سوى كمية ضئيلة من التيار الكهربائي تكفي لتشغيل آلة حاسبة أو اضواء شجرة عيد الميلاد، ولكنها تعتبر حدثا كبيرا إذ انها دليل على
امكانية تطبيق المفهوم، وتبلغ فاعلية الطاقة في البطارية 83 في المائة مما يشير الى انه اذا تم التغلب على العوائق الهندسية وتم وضع تقنيات للتصنيع فيمكن ان
تكون تلك البطارية صغيرة بحجم البطاريات المستخدمة في المنازل، وتعمل هذه البطاريات بالاضافة الى الجلوكوز بسكر الفواكه الفركتوز والسكروز المتوفر
في قصب السكر وشمندر السكري، وحتى بمادة الزيلوز وهي مادة سكرية تستخلص من الخشب والقش.وبالاضافة الى ذلك فإن هذه البكتيريا قوية وقادرة
على النمو في درجات حرارة تتراوح بين 4و30 درجة مئوية.
ويستخدم الوقود بأكمله بحيث لا ينتج عن العملية سوى عنصر ملوث واحد هو ثاني أكسيد الكربون الذي يزيد من الاحتباس الحراري إلا ان لافلي يقول
ان تأثير مخلفات هذا الوقود على الاحتباس الحراري يقل كثيرا عن تأثير الوقود الحفري.
وأضاف: على المدى القصير أعتقد ان استخدام هذه البطارية سيكون لاعادة شحن البطاريات التي يمكن استخدامها في الهواتف الجوالة، ويمكن استخدام
هذه التكنولوجيا كذلك في الاماكن التي يصعب فيها تشغيل البطاريات أو يعتبر ذلك مكلفا طبقا للافلي الذي يوضح ان وزارة الدفاع الامريكية مهتمة بهذه
التكنولوجيا لامداد الميكروفونات تحت المائية واجهزة رصد السفن والغواصات بالطاقة.
أما بالنسبة لمن يعيشون في مجتمعات فقيرة أو نائية فيمكن تعديل الاقطاب الكهربائية بحيث تستخدم مخلفات الكربوهيدرات من حيوانات المزارع أو المجاري
لشحن البطاريات لتشغيل الثلاجات والافران.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved