واشنطن وحلفاؤها يفكرون في إعطاء بيونغ يانغ «وعوداً أمنية»
كوريا الشمالية تكشف عن صاروخ بعيد المدى في ذكرى تأسيسها

* واشنطن - سول - الوكالات:
تجري كوريا الشمالية أول عرض عسكري ضخم منذ عشر سنوات احتفالاً بالذكرى الخامسة والخمسين لقيامها وقالت صحيفة كورية جنوبية أمس الاثنين ان بيونج يانج قد تستغل الحدث في عرض صاروخ جديد بعيد المدى.
ويوافق اليوم الثلاثاء ذكرى تأسيس كوريا الشمالية الشيوعية عام 1948.
ويتوقع محللون في مجال الدفاع وكذلك وسائل الإعلام بكوريا الجنوبية أن تبدر عن الشمال لفتة ما وان كان من غير المرجح أن تتمثل هذه اللفتة في إجراء تجربة صاروخية لأن هذا قد يقضي على المحادثات الرامية لإنهاء الأزمة النووية بالمنطقة.
وذكرت صحيفة تشوسون ايلبو الكورية الجنوبية البارزة ان الشمال أتم في العام الماضي تطوير صاروخ جديد بعيد المدى.ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك في إطار جهود كوريا الشمالية المعلنة لتعزيز قوة الردع النووي.
وقالت الصحيفة اليومية نقلا عن مصدر لم تذكر اسمه «من المتوقع استعراض هذا الصاروخ لأول مرة في الذكرى الخامسة والخمسين لقيام كوريا الشمالية... تتابع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الموقف عن كثب».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية «ليس لدينا معلومات عن مدى اختلاف هذا الصاروخ عن غيره أو عما يمكن أن يحدث في العرض اليوم ... هذا حدث حساس جدا في وقت يحاول فيه المجتمع الدولي مواصلة المحادثات السداسية».
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت الشهر الماضي محادثات في بكين بشأن أهدافها النووية ضمت الصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وقالت صحيفة تشوسون ايلبو ان الصاروخ الجديد يتراوح مداه بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف كيلومتر وهو ما يتجاوز مدى الصاروخ تايبودونج -1 الذي أطلقته كوريا الشمالية فوق اليابان عام 1998.
وكان الشمال قد اختبر اطلاق صاروخ أصغر بكثير قبل يوم واحد من تولي الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون مهام منصبه في فبراير/ شباط.
وقال محللون دفاعيون انه لم يظهر ما يدل على أن كوريا الشمالية اختبرت إطلاق صاروخ جديد أو أنها توشك على ذلك، وأضافوا ان من المعروف أن الشمال يطور صاروخ تايبودونج -2 وهو صاروخ يمكن أن يصل مداه للولايات المتحدة لكنهم قالوا ان بيونج يانج لم تختبر إطلاقه.
وقالت الصحيفة ان الصاروخ الجديد «مختلف تماماً» عن تايبودونج -2 لكنها لم تذكر تفاصيل.
وخلال محادثات بكين هدد الوفد الكوري الشمالي باختبار قنبلة نووية أو اختبار إطلاق صاروخ إذا لم تغير الولايات المتحدة موقفها من الشمال.
وأجرت بيونجيانج آخر عرض عسكري كبير في أبريل نيسان عام 1992 وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية ان اقتصاد بيونج يانج المتداعي من بين أسباب عدم إجراء أي عروض من هذا النوع طوال هذه الفترة.
من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الامريكي كولن باول الأحد ان الولايات المتحدة ستبحث مع حلفائها في إعطاء كوريا الشمالية «وعوداً أمنية» لقاء تخلي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي العسكري.
وقال باول في حديث لشبكة التلفزيون الامريكية «اي بي سي» انه سيكون على الولايات المتحدة والدول التي تدعمها ان «تقرر في الأسابيع المقبلة نوع الوعود الأمنية التي يمكن ان تعطيها للكوريين الشماليين».
وأكدت مرات عدة ان الولايات المتحدة لا تعتزم مهاجمة كوريا الشمالية لكنها ترفض إبرام معاهدة اعتداء مع هذا البلد.
من جانب آخر توجه ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأقصى الروسي، قنسطنطين بوليكوفسكي أمس جواً إلى كوريا الشمالية حيث سيلتقي رئيس البلاد كيم يونغ ايل.
ويحمل بوليكوفسكي للرئيس الكوري الشمالي رسالة تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة الذكرى الـ 55 لإنشاء جمهورية كوريا الشمالية.
وعلى جدول أعمال اللقاء أيضا العلاقات الاقتصادية الثنائية وخصوصا بناء خط سكة حديد.
ويعود آخر لقاء بين الممثل الروسي والرئيس الكوري الشمالي إلى آب ـ اغسطس عام 2002. وكان قد رافقه أيضا في رحلة بالقطار استمرت ثلاثة أسابيع بين بيونغ يانغ وموسكو.
وتأتي زيارة بوليكوفسكي إلى بيونغ يانغ بعد المحادثات السداسية «الصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وروسيا» التي جرت الأسبوع الماضي في بكين لاقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي.
ولم تفض هذه المحادثات الا إلى اتفاق على مواصلتها.