Tuesday 9th september,2003 11303العدد الثلاثاء 12 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
أبو العلاء.. الخيار الأفضل لأطراف اللعبة..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

قد يكون أحمد قريع «أبو العلاء» الخيار الأفضل بعد أن تعذر استمرار محمود عباس «أبومازن» في رئاسة الحكومة الفلسطينية.
وهو الخيار الأفضل ليس لياسر عرفات وكل الرفاق القدامى الملتفين حول «الرمز الفلسطيني» بل أيضاً هو الأفضل بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين إذا كانوا فعلاً مهتمين بإنجاح خطة الطريق وإعادة الحياة لها بعد أن نقلتها استقالة محمود عباس إلى غرفة الإنعاش وكادت محاولة إسرائيلية لاغتيال أحمد ياسين أن تقضي عليها تماماً.
فالسيد أحمد قريع هو ثالث ثلاثة في هرم القيادة الفلسطينية الحالية وبعد ابتعاد محمود عباس باستقالته من اللجنة المركزية لحركة فتح وعزوفه عن رئاسة الحكومة «تسلق» أبو العلاء السلم وأصبح يحتل المقعد الثاني بعد عرفات مباشرة.
والرجل أيضاً مقبول لدى الأمريكيين والإسرائيليين على حدٍ سواء، إذ يعرفونه جيداً وسبق أن تفاوض معهم، بل يعد أول من فتح باب التفاوض مع الأمريكيين والإسرائيليين فهو الذي رأس الوفد الفلسطيني في أوائل التسعينات إلى المفاوضات السرية في أوسلو التي انتهت بتوقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993م، حيث يُعد هو وسلفه محمود عباس «أبومازن» مهندسي اتفاقيات أوسلو.
وهو أيضاً من القادة السياسيين الفلسطينيين الذين كانت نشاطاتهم منصبة على خدمة القضية الفلسطينية عن طريق تقديم الدعم والتنظيم للشئون المالية والاقتصادية، وبهذه الحالة لا يشكل تاريخه التنظيمي أي حساسية بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين، فهو ليس مثل عرفات قائداً ميدانياً ولم ينفذ عمليات فدائية، فقد كان دوره منصباً على إنشاء وإدارة المؤسسات المالية والاقتصادية بحكم خبرته كمصرفي حيث ترك البنوك ليتفرغ لخدمة الثورة الفلسطينية فأنشأ وأدار مؤسسة «صامد» الفلسطينية التي كانت تهتم بإعداد الشباب الفلسطيني للمهن الصناعية وإنشاء صناعة فلسطينية لرعاية الأسر، ثم أشرف على مشروع الإسكان لبناء منازل للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم، وأنشأ وأدار مؤسسة الإقراض الفلسطينية لتقديم القروض للمحتاجين من الفلسطينيين، ولهذا فقد كان قبل انتخابه عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني وبعد نجاحه في الانتخابات عن محافظة القدس، المستشار الاقتصادي الأبرز لدى الرئيس عرفات. وقد أهلته خدماته في تكوين المؤسسات الاقتصادية الفلسطينية في أن ينتخب عضواً في المجلس الثوري ثم في اللجنة المركزية لحركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية.
وهكذا فالرجل يحظى بثقة عرفات ومعروف عنه أنه لا يزاحم «الكبار» ليتجاوزهم كما أنه متحفظ ولا يندفع وصامت لا يعرف سره وكل هذه المواصفات تروق لعرفات الذي يخشى أن يستخدم أحد رفاقه وخلصائه لإقصائه أو حتى تهميشه.
اما الأمريكيون والإسرائيليون فيرون فيه شريكاً أنجز معهم ما يمكن أن نطلق عليه البداية الفعلية للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الأمريكية، وتوصل معهم بالإضافة إلى اتفاقيات أوسلو إلى صياغة مذكرة واي ريفر. ولهذا فلا أعتقد أنهم يعارضون تكليفه بدلاً من محمود عباس الذي أحرقوه سياسياً بعدم التعاون معه.
ولكن هل يكفي أن يختار عرفات أحمد قريع مطمئناً، ويرضى الأمريكيون والإسرائيليون به، حتى ينجح فيما فشل فيه محمود عباس..؟
ذلك يعود إلى أحمد قريع نفسه أولاً، ثم إلى درجة دعم الأمريكيين له وتعاون الإسرائيليين معه.

وللموضع بقية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved