Tuesday 9th september,2003 11303العدد الثلاثاء 12 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دعا الأمم المتحدة إلى تجاوز خلافات الماضي ونشر قوة ما بين 10 إلى 15 ألف جندي دعا الأمم المتحدة إلى تجاوز خلافات الماضي ونشر قوة ما بين 10 إلى 15 ألف جندي
بوش: طالب الكونغرس بـ 87 مليار دولار لإحلال الاستقرار وإعادة الإعمار في العراق وأفغانستان

  * واشنطن ـ ف ب:
دعا الرئيس الامريكي جورج بوش مساء الاثنين الأمم المتحدة إلى تجاوز خلافات الماضي ولعب دور أوسع في العراق وخصوصا عن طريق إرسال قوات، مؤكداً ان هذا البلد أصبح «الجبهة الرئيسية» في الحرب ضد الإرهاب.
كما دعا بوش الكونغرس إلى الموافقة على تخصيص 87 مليار دولار لتمويل عمليتي احلال الاستقرار واعادة الإعمار في العراق وأفغانستان.
وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض، أكد الرئيس الامريكي ان «أعضاء الأمم المتحدة لديهم الآن الفرصة والمسؤولية للقيام بدور أوسع للتأكد من تحول العراق إلى بلد حر وديموقراطي».
وأضاف «أعترف بأن كل أصدقائنا عارضوا قرارنا فرض تطبيق قرارات الأمم المتحدة وإبعاد صدام حسين عن السلطة لكننا لا نستطيع ان نترك خلافاتنا تعرقل واجباتنا الحالية».
ويشير بوش بذلك خصوصا إلى المعارضة التي عبرت عنها روسيا وفرنسا وألمانيا للحرب التي شنتها واشنطن ولندن على نظام صدام حسين في آذار ـ مارس الماضي ورأى بوش الأحد انها «واحدة من أسرع الحملات العسكرية وأكثرها إنسانية في التاريخ».
وكانت برلين وباريس عبرتا عن ارتياحهما لتقديم قرار جديد بشأن العراق إلى الأمم المتحدة، لكنهما رأتا انه غير كاف، وتطلب واشنطن التي تواجه صعوبات ميدانية كبيرة في العراق مساعدة لإعادة إعمار هذا البلد.
وقال الرئيس الامريكي ان هذا المشروع «يجب ان يشجع مجلس الحكم الانتقالي في العراق على وضع خطة وبرنامج زمني لصياغة دستور وتنظيم انتخابات حرة».
وأكد الرئيس الامريكي ان قرار اللجوء إلى المنظمة المتعددة الجنسيات اتخذ «لأن بعض الدول طلبت تفويضا واضحاً من الأمم المتحدة قبل إرسال قوات إلى العراق».
لكنه شدد على ان أي قوة تابعة للأمم المتحدة يمكن ان يتم إرسالها إلى العراق «ستقودها اميركا»، كما أعلن جورج بوش ان الأمن في العراق يتطلب نشر فرقة إضافية، ما بين 10 إلى 15 ألف رجل، لن يكونوا من الامريكيين بل متعددي الجنسيات.
وقال الرئيس بوش «ان قادتنا العسكريين في العراق يقولون لي ان العدد الحالي للقوات الاميركية (نحو 130 الفا) كاف للقيام بمهمتهم وينضم اليهم اكثر من 20 ألف جندي من 29 بلدا آخر».
وأضاف بوش «كي نتوزع العبء بشكل أوسع، ان قادتنا طلبوا ان يتم نشر فرقة ثالثة دولية في العراق».
وأمس الأول اعتبر وزير الخارجية الامريكي كولن باول ان القرار الجديد حول العراق الذي قدمته الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة لن يأتي بعدد إضافي كبير من القوات الأجنبية مشيراً إلى ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف رجل إضافي.
وأضاف «أرى ان عدد ما قد يتوفر سيكون بين عشرة إلى خمسة عشر ألف رجل إضافي».
ويوجد في العراق حاليا حوالي 156 ألف جندي، بينهم 130 ألف امريكي و10 آلاف بريطاني، وتسيطر بريطانيا على القسم الجنوبي من البلاد فيما تقود بولندا فرقة متعددة الجنسيات في الوسط الجنوبي وينتشر الامريكيون في الوسط وشمال العراق. وأعلن الرئيس الاميركي انه سيطلب مبلغاً قدره 87 مليار دولار للعراق وأفغانستان.
وقال الرئيس الامريكي «ان استراتيجيتنا في العراق ستتطلب موارد إضافية، ولذلك درسنا بالتحديد احتاجاتنا العسكرية وما يلزم لإعادة إعمار العراق وأفغانستان، وسألتمس قريبا من الكونغرس مبلغا قدره 87 مليار دولار».
وقال بوش ان هذا المبلغ سيغطي خصوصا الحاجات المالية الضرورية للعمليات المسلحة ولجمع المعلومات في العراق وأفغانستان وفي أماكن أخرى واعتبر ان كلفة هذه الحاجات «للعام المقبل» ستبلغ 66 مليار دولار.
ولم يفصل بوش توزيع هذه المبالغ.
وإذا ما سلمنا بالمعلومات التي تسربت إلى الصحف. فمعظم الأموال التي طلبها الرئيس بوش ستذهب إلى إعمار العراق وتمويل نشر القوات الامريكية في هذا البلد، وسيخصص مليار دولار واحد للعمليات العسكرية في أفغانستان.
وقال «إن هذه الميزانية ستسمح لنا بالوفاء بالتزامنا ومساعدة الشعبين العراقي والأفغاني لإعادة بناء بلادهما بعد عقود من القمع وسوء الإدارة».
وأضاف «سنقدم المال لمساعدتهم على تحسين الوضع الأمني، سنساعدهم على إعادة الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء وبناء مدارس جديدة وشق طرق وبناء عيادات طبية».
واعتبر ان «هذا الجهد ضروري لاستقرار هذه الدول وبالتالي لتأمين أمننا نفسه».
وقال الرئيس الامريكي «سنقوم الآن ومستقبلا بدعم قواتنا وسنفي بوعدنا الذي قطعناه إلى أكثر من 50 مليون أفغاني وعراقي».
وأضاف ان العراق بات «الجبهة الرئيسية» لمكافحة الإرهاب، موضحاً ان للاستراتيجية الامريكية «ثلاثة أهداف هي القضاء على الإرهابيين والحصول على دعم دول أخرى لإقامة عراق حر ومساعدة العراقيين على تولي مسؤولية الدفاع عن أنفسهم ومستقبلهم».
ورأى ان «انتصار الديموقراطية والتسامح في العراق وأفغانستان وأي مكان آخر سيشكل نكسة خطيرة للإرهاب الدولية».
لكن بوش اعترف أيضا بأن منفذي الهجمات الأخيرة على الجنود الامريكيين في العراق لديهم أهدافهم أيضا. وقال انه «ليس غضبا أعمى، الإرهابيون يريدون تحقيق هدف استراتيجي، فهم يريدون ان نغادر العراق قبل ان ننجز عملنا، انهم يريدون زعزعة إرادة العالم المتحضر».
وأضاف ان «الإرهابيين في الماضي ذكروا بيروت والصومال أمثلة وأكدوا ان إنزال خسائر بالامريكيين لن يسمح لهم (الاميركيون) بمواجهة التحدي، لكنهم (الإرهابيون) مخطئون حول هذه النقطة».
وتجنب بوش الاشارة إلى عدد كبير من المواضيع الحساسة من بينها عدم العثور على أسلحة للدمار الشامل في العراق حتى الآن.
واكتفى بالتأكيد مرات عدة ان النظام العراقي السابق «كان يدعم الإرهاب ويمتلك أسلحة للدمار الشامل استخدمها وتحدى لمدة 12 عاما المطالب الواضحة لمجلس الأمن الدولي».
كما لم يشر بوش إلى عودة القوات الامريكية التي تضم حوالي 130 ألف جندي والمتمركزة في العراق منذ عدة أشهر.
وقال بوش ان الشرق الأوسط يواجه احتمالين إما ان «يصبح مكانا للتقدم والسلام أو يقوم بتصدير العنف والإرهاب اللذين سيؤديان إلى مزيد من القتلى في امريكا والدول الحرة الأخرى».
وهي الإشارة غير المباشرة الوحيدة في خطاب بوش إلى الوضع في الشرق الأوسط.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved