* أبو ديس - الضفة الغربية - الوكالات:
طالب أحمد قريع المرشح لمنصب رئيس الوزراء الفلسطيني امس الاثنين بضمانات أمريكية وأوروبية بمساندة عملية السلام قبل قبوله المنصب.
وأضاف قريع «أبو علاء» لرويترز: «لم أتول رئاسة الوزراء بعد... أريد أن أرى الأمريكيين وأعرف أي نوع من الضمانات سيقدمونه».
وقال في تصريحات باللغة الانجليزية من مكتبه في قرية أبو ديس بالضفة الغربية والقريبة من القدس «أريد أن أرى الاوروبيين وأعرف ما نوع الضمانات والدعم... الذي سيقدمونه، لست مستعدا للفشل. أريد أن أعرف ما اذا كان السلام ممكنا أم لا».
وأكد صائب عريقات انه من الصعب ان تنجح اي حكومة فلسطينية في ظل استمرار «الاعتداءات» الإسرائيلية مطالبا بوقف «العدوان» ورفع الحصار عن الرئيس ياسر عرفات.
وقال عريقات: انه «من الصعب نجاح اي حكومة يتم تشكيلها اذا استمرت اسرائيل بالتصرف مع السلطة الفلسطينية وكأنها شيء من الماضي ومواصلة الاعتداءات وبناء الجدار العنصري والاغتيالات ومصادرة الاراضي والاعتقالات والتنكر لخارطة الطرق».
وشدد عريقات على انه: «يتوجب على اسرائيل وقف كل اعتداءاتها وممارساتها العدوانية ورفع الحصار عن الرئيس عرفات وتنفيذ خارطة الطريق وهي الامور التي يجب توفرها لنجاح الحكومة القادمة».
وانتقد: «استمرار اللجنة الرباعية الدولية بعدم إلزام اسرائيل تنفيذ التزاماتها ووقف التصعيد العسكري والاغتيالات».
واعرب عريقات عن امله: ان «يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن لتجاوز الخلافات الداخلية» موضحا انه حال اتمام موافقة احمد قريع ابو علاء رئيس المجلس التشريعي على تكليفه لتشكيل الحكومة هو بحاجة الى خمسة اسابيع (كحد اقصى) لتشكيلها وعرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة».
وكان عرفات كلف قريع تشكيل الحكومة الفلسطينية.
وقريع أحد الشخصيات التي برزت في مفاوضات السلام مع اسرائيل ورشحه الرئيس ياسر عرفات أمس الاول لتولي رئاسة الوزراء خلفا لمحمود عباس الذي قدم استقالته يوم السبت وسط صراع على السلطة مع عرفات.
وينظر الى قريع على نطاق واسع على أنه شخصية معتدلة كما أنه أحد مهندسي اتفاقات أوسلو للسلام عام 1993 وهي مؤهلات من شأنها أن تعززه لدى الولايات المتحدة وتبعث الآمال بانقاذ خطة «خارطة الطريق» للسلام التي تدعمها واشنطن.
ووافقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح على هذا القرار في وقت لاحق ويتعين على عرفات في المرحلة المقبلة السعي للحصول على موافقة قريع.
وقال مسؤولون اسرائيليون ان قرار عباس بالاستقالة ضربة لآمال السلام وجددوا الدعوة الى طرد عرفات، وعين عرفات عباس في ابريل نيسان تحت ضغوط دولية من اجل الاصلاح.
وصرح مسؤول فلسطيني بأن قريع يدرس الاقتراح. واضاف ان من المتوقع ان يرد اوائل هذا الاسبوع.
وتحرص الولايات المتحدة الوسيط الرئيسي للسلام في الشرق الاوسط على ان يتولى رئيس وزراء قوي شؤون السلطة الفلسطينية ويسيطر على قوى الامن الفلسطينية بدلا من عرفات الذي تتهمه واشنطن بإثارة اعمال العنف. وينفي عرفات ذلك.
وقالت كوندوليزا رايس مستشارة البيت الابيض للامن القومي: ان عرفات اعاق جهود عباس للسيطرة على قوات الامن، وحثت السلطة الفلسطينية على: «ان يكون هناك رئيس وزراء يتمتع بالسلطة وان يتركوه يعمل».
واوضح الاتحاد الاوروبي الذي ساعد في اعداد «خارطة الطريق» الى جانب روسيا والامم المتحدة انه سيقبل قريع.
وقال مسؤول السياسة الخارجية والامنية الاوروبي خافيير سولانا: «سنبذل اقصى ما بوسعنا لكي نتغلب على هذه اللحظة الصعبة...وللتأكد من تنفيذ خارطة الطريق. سندافع عنها ليلا ونهارا».
ورحب دينيس روس المبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الاوسط بقريع ولكنه اضاف: «القضية ليست هي من هو رئيس الوزراء، ولكن القضية هي ما اذا كان عرفات سيعوقه».
من جهة اخرى حملت مفوضة فلسطين في باريس ليلى شهيد امس الاثنين الولايات المتحدة مسؤولية استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس بسبب فشلها في الإيفاء بوعدها بالضغط على اسرائيل للحصول على تنازلات كافية.
وقالت شهيد في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» ان الاستقالة كانت نتيجة «يأس (عباس) من قدرته على الحصول على احترام الأمريكيين لخارطة الطريق بعد ان اخفقوا في الايفاء بوعدهم لممارسة الضغط على اسرائيل».
وتوقعت شهيد «حلقة جهنمية من العنف» حيث سيسعى الفلسطينيون الى الانتقام من حملة اسرائيل لاغتيال قادة حركة حماس المتشددة، وقالت: ان «الرغبة في قتل قادة حماس الواحد تلو الآخر استفزاز، يجب توقع رد رهيب من حماس يؤدي بدوره الى عملية عسكرية اسرائيلية جديدة».
واوضحت: ان «الاسرائيليين يرغبون في اشعال حرب اهلية بين الفلسطينيين لكنها لعبة خطيرة سيدفعون هم ايضا ثمنها لانها ستخلق وضعا من الفوضى التامة في المناطق (الفلسطينية) حيث يعيش 400 ألف مستوطن اسرائيلي».
|