* غزة - بلال أبو دقة:
حذَّر وزير الأسرى والمحررين الفلسطيني هشام عبدالرازق من خطورة الأوضاع الاعتقالية لأسرى فلسطين، حيث قامت مديرية السجون الإسرائيلية العامة بافتتاح عدة أقسام جديدة للعزل في معتقلات بغرض استفزاز الأسرى وعزل قيادات الحركة الأسيرة.
وقال الوزير الفلسطيني لــ «الجزيرة» شنت إدارة السجون الإسرائيلية حملة وهجمة مسعورة على كافة إنجازات الحركة الأسيرة في ظل منع الزيارات وسحب الشروط الإنسانية للحياة مثل تخفيض ساعات الخروج في الهواء الطلق (الفورة) وفصل غرف الزيارة بالزجاج وسحب الأدوات الكهربائية إضافة إلى رداءة الطعام والشراب المقدم من قبل مديرية السجون.
* إضراب أسيرين حتى الشهادة
هذا ويدخل إضراب الأسيرين موسى دودين وأحمد البرغوثي يومه الحادي والعشرين، أمام ما وصفه رئيس نادي الأسير عيسى قراقع: لا مبالاة وعدم اكتراث حكومة الاحتلال وادارة مصلحة سجونها التي لم تنقل الأسيرين إلى المستشفى بعد تدهور وضعهما الصحي ودخولهما في غيبوبة تامة.
ويكتسب الإضراب الذي يخوضه الاثنان أهميته كونهما أول أسيرين في تاريح الحركة الأسيرة منذ عام 1967م يستخدمان أسلوب الامتناع عن شرب الماء إضافة للامتناع عن تناول الطعام في إضرابهما، وهو كما يقول قراقع (تعبير عن الشروع في اضراب استشهادي حتى الموت إذا لم تتحقق مطالبهما بإنهاء عزلهما الانفرادي الذي فرض عليهما منذ 8 شهور)..
ويعتبر ذلك اكبر احتجاج يسجل في تاريخ الحركة الأسيرة منذ سياسة العزل التي أطلق عليها الأسرى (الموت البطيء) وهي سياسة تتبعها إدارة السجون منذ بداية الاحتلال وبأشكال مختلفة هدفها فرض أقسى عقوبة جسدية ونفسية واجتماعية على الأسير الفلسطيني.
ويلقب دودين بأمير الزنازين لقضائه معظم حكمه معزولا في الزنازين وكان اعتقل بتاريخ العشرين من ديسمبر 1992م وهو مريض ومهدد بفقدان البصر وبحاجة لإجراء عملية جراحية.
أما أحمد البرغوثي فقد اعتقل يوم الخامس عشر من ابريل 2002م مع النائب الأسير مروان البرغوثي وحكم مؤخراً بالسجن 11 مؤبداً.
وسبق أن خاض الاثنان اضرابا مفتوحاً عن الطعام استمر 28 يوما وفي الأيام الأخيرة من ذلك الإضراب امتنعا عن شرب ا لماء واخذ الجلوكوز، وعلقا إضرابهما بعد تلقيهما وعدا من مصلحة السجون بحضور مندوب للصليب الأحمر بإنهاء عزلهما خلال شهر وهو ما لم يحدث ما دفعهما للشروع بالإضراب من جديد..
قبور للأحياء
والعزل هو احتجاز الأسير أو مجموعة من الأسرى في زنازين أو اقسام بعيدا عن زملائهم الأسرى، فهو عزل اجتماعي بحيث يعيش الأسير وحده أو وسط عدد محدود جداً من الأسرى بدلا من العيش مع عدد كبير داخل السجن وهو عزل اعتقالي يحول دون مساهمة الأسير المعزول بأي حركة أو نشاط أو تفاعل مع باقي الأسرى في السجن وتقليص حركة وحرية الأسير من خلال حصره في زنزانة صغيرة وابعاده عن أية تطورات تحدث داخل السجون أو خارجها.
وكان المعتقل المضرب عن الطعام موسى دودين وصف زنازين العزل في سجن الرملة بأنها قبور للأحياء: زنازين ضيقة مليئة بالحشرات والجرذان السمينة.. مغلقة ومظلمة وتفتقد للتهوية ومليئة بالرطوبة وفيها يتعرض الأسير للإهانات اليومية ويقدم له طعام لا يصلح للحيوان.
ويوجد خمسة عشر أسيراً فرضت عليهم أيضا عقوبة العزل من سجون الاحتلال على رأسهم نائبا المجلس التشريعي مروان البرغوثي وحسام خضر، ويقضي بعض الأسرى سنوات طويلة في زنازين العزل مثل الأسير حسن سلامة المعزول في سجن شطة وهو مضرب عن الطعام منذ الخامس عشر من الشهر الماضي وهو محكوم بــ 48 مؤبدا و30 سنة أمضى 3 سنوات في العزل.
وكان مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية والمعتقل منذ عام وأربعة شهور قد وصف زنزانة عزل مقيم فيها بأنها مقبرة للأحياء، حيث قال أمام المحكمة الإسرائيلية: إنهم يريدون قتلي بعزلي في زنزانة مليئة بالصراصير والجرذان وتفتقد للضوء وللتهوية..
ويقول عيسى قراقع: يفتح دودين والبرغوثي ملفات العزل بقوة من خلال إضرابهما الاستشهادي فهما يقدمان نفسيهما قربانا في سبيل ان تنتهي هذه المأساة بحق الأسرى.
أسير مصاب في غرفة العناية الفائقة التركيز
هذا ويقبع الأسير محمد سواركة (55 عاماً) فاقدا للوعي في قسم العناية المكثفة في مستشفى هداسا عين كارم بالقدس المحتلة منذ اصابته بأعيرة نارية من الوحدات الخاصة الإسرائيلية يوم التاسع عشر من الشهر الماضي وأحد هذه الأعيرة اخترق البطن وخرج من ظهره وأدى ذلك إلى تمزق أمعائه وأجزاء أخرى من بطنه، ويعتبر سواركة اقدم مطلوب فلسطيني لقوات الاحتلال تطارده هذه القوات منذ السبعينيات واستطاع الفرار إلى خارج الوطن وعاد متسللا عام 1993م حتى تم إلقاء القبض عليه في عملية خاصة شرق بيت لحم في الصحراء الممتدة حتى البحر الميت في التاسع عشر من الشهر الماضي.
وحسب الاطباء فان الأسير سواركة المتزوج والذي يعيل طفلين إذا قدر له الله الشفاء فانه سيعيش مع اعاقة جسدية أو شلل في النصف الأسفل من جسمه.
مولود فلسطيني يطلق صرخته الأولى في سجون الاحتلال
هذا وأطلق مولود رضيع أولى صرخاته داخل معتقل إسرائيلي، فلم يجد من يحتضنه أو يرضعه، حتى بعد أن سلمته إدارة السجون لأمه في اليوم الثاني من ولادته لم تتمكن من إرضاعه لشدة ما لحق بجسدها من جروح وآلام طوال فترة اعتقالها.
الأسير الرضيع وائل طه البالغ من العمر ستة شهور يقبع مع والدته الأسيرة ميرفت طه البالغة من العمر (19 عاماً) منذ ولادته في سجن نفي تريتسا للنساء، ويعاني الطفل وأمه ظروف السجن القاسية والمؤلمة.
وقالت الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين في تقرير تلقت «الجزيرة» نسخة منه: إن الأسيرة ميرفت طه تواجه مصاعب وانتهاكات جسيمة كغيرها من الأسيرات البالغ عددهن (77) أسيرة، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع المحامين من زيارتها منذ فترة طويلة.
وقد أعربت الأسيرة الفلسطينية عن قلقها من تأثير أوضاع المعتقل على رضيعها وائل وان معاناتها تزيد بسبب إمكانيات السجن، وقلة خبرتها في التعامل مع الاطفال، لا وسيما انه المولود الأول لها، يشار إلى أن الأسيرة طه اعتقلت وهي حامل في شهرها الثاني أواخر مايو العام الماضي في مدينة القدس المحتلة.
|