* الرياض - وسيلة محمود الحلبي:
وطن بلا ذاكرة وطن بلا هوية، لا يعني شيئاً.
لذلك فإن عملية التوثيق مهمة للغاية حيث تحفظ تراث الشعوب وحضارتها وتاريخها وثقافتها وحقوقها ويتجلى ذلك واضحا في حفظ الحق العربي الفلسطيني حيث برزت أهمية الوثائق في تثبيت حقهم في الأرض والتراب والتاريخ.
لهذا الهدف أقيم في العاصمة السورية دمشق «معرض التوثيق» مؤخرا الذي شاركت فيه الدول العربية من خلال مراكز التوثيق وبنوك المعلومات ومراكز البحوث التي احتوت الكثير من الوثائق المهمة والمعلومات النادرة عن تاريخ الأمة العربية وحضارتها.
وقد كان لمشاركة المملكة العربية السعودية أثر كبير فقد اوضح الشيخ عبد اللطيف بن سعود البابطين رئيس مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة بالمملكة انه بدأ بجمع الكتب والمخطوطات والوثائق منذ 55 عاما وكانت الغاية من اقامة مثل هذا المركز نشر العلم والمعرفة بالمجان لمن يريد. حيث يحتوي المركز على كتب تراثية قيمة في مجالات شتى العلم والمعرفة كالطب والرياضيات والحساب وعلم النجوم والفلك والفقه والادب. وهناك 400 ألف مجلد يعود عمر بعض المخطوطات الى عام 390هـ الى جانب وجود مكتبة للاطفال ومكتبة للنساء وللمركز موقع على شبكة الانترنت.
ويرى الشيخ عبد اللطيف البابطين ان الوثيقة هي خير ما يؤتمن عليه الانسان ليحفظها للأجيال القادمة ففيها تثبيت لتاريخ الامة وتراثها وحضارتها.
ومن جمهورية مصر العربية شاركت دار الوثائق القومية بنماذج من الوثائق والسجلات والملفات التي يعود بعضها الى عام 808 هجرية وقد قال الاستاذ محمود فودة ان الدار تهتم بالوثائق وحفظها ويعود تأسيسها الى ايام محمد علي باشا الذي فكر بإقامة دار يحفظ فيها الوثائق المصرية لانه كان لا يجد الوثيقة التي يريد بسبب نقلها الى الاستانة الامر الذي احدث اضطرابا في ادارة العلاقات المصرية الخارجية لعدم توفر نصوص المعاهدات والاتفاقيات ولذلك احدث دار المحفوظات العمومية ووضع فيها جميع الوثائق الادارية التي تحولت مع الزمن الى توثيق حقيقي لتاريخ مصر، وفي الدار توجد عدة انواع من هذه الوثائق، فهناك الوثائق التي على شكل «رول» وهي خاصة بحجج الاداء والسلاطين، وتبدأ من عام 808 هجرية والسجلات التي دونت فيها هذه الوثائق بالاضافة الى سجلات المحاكم وسجلات البيع والشراء ومجموعة من الملفات في مختلف المواضيع وتعتبر دار الوثائق القومية من اغنى دور الوثائق بالمنطقة العربية بموجوداتها، وحول رأيه في اهمية الوثيقة قال الاستاذ فودة: إن الوثيقة مهمة جدا لاثبات حقوق الناس داخل البلد وخارجه ولاثبات حقوق الدولة وهي تنطق بالصدق دون محاباة.
ومن الامارات العربية شارك مركز الوثائق والبحوث بديوان رئيس الدولة في فعاليات هذا المعرض بعدد من الوثائق والمخطوطات والخرائط القديمة.هذا وقد أوضح السيد «عدنان الفلاسي» من دولة الامارات ان هذه هي المشاركة الاولى للمركز بهذه التظاهرة القومية التي جاءت بتوجيه من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان رئيس مكتب صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مركز الوثائق والبحوث.
واوضح ان هذا المركز تأسس عام 1968م ويحتوي على وثائق تاريخية تتعلق بالمنطقة محليا وخليجيا وعربيا ومنها ما يعود الى القرن السادس عشر الميلادي هي عبارة عن مخطوطات وخرائط للمنطقة منذ الاحتلال البرتغالي حتى اليوم.
وفيها معظم المراسلات مع المعهد البريطاني في المنطقة، وايضا الوثائق التاريخية التي تعكس عمق وطيب العلاقة الاخوية بين دولة الامارات العربية والجمهورية العربية السورية، كما يتوفر في المركز 12 ارشيفا خاصا كالارشيف البرتغالي والعثماني والبريطاني والفرنسي والامريكي وغيرهم كما يوجد للمركز موقع خاص على شبكة الانترنت تقوم بتحميله كافة الوثائق الموجودة، وهناك الجديد من الكتب التي يصدرها المركز باللغتين العربية والانجليزية.
واضاف الاستاذ عدنان الفلاسي ان هذا المعرض يحفزنا على توثيق مآثر امتنا ومعالم الشهود الحضاري في شخصيتها الشامخة.
وستبقى دولة الامارات داعية الى وحدة الصف العربي والتعاون في جميع الميادين لتصل الى تحقيق التقدم والرخاء للامة العربية، فالتوثيق لماضينا المجيد ضرورة حيوية وتسخير الثروات لامتلاك ناصية العلوم والمعلومات واستثمارها سيعلن الى تحقيق طموحات اجيالنا القادمة.وقد شارك من سورية الحاضنة لهذا المعرض «معرض التوثيق القومي الخامس» قسم التوثيق وبنك معلومات الامة التابع للمؤتمر العام للأحزاب العربية الذي يضم في عضويته 88 حزبا عربيا بما فيهم احزاب الجبهة الوطنية التقدمية في سورية.
وقد اوضح امين عام المؤتمر الدكتور عبد العزيز السيد احمد ان للمشاركة في هذا المعرض اهمية كبيرة تكمن في انه يؤرخ التطور الفكري السياسي العربي منذ قرن مضى وحتى الآن وهو يؤرخ للصراع العربي الصهيوني ومواجهة العرب للمشروع الصهيوني مقابل المشروع النهضوي الحضاري للامة العربية.
|