* الرياض - مطر العتيبي:
أسمع بين حين وآخر من حديث المجالس ما يدور حول تقديم سن التقاعد للموظفين (مدنيين وعسكريين) خمس سنوات أو نحوها وتتفاوت الآراء حول ايجابيات وسلبيات مثل هذا الاجراء لو اتخذ قرار بشأنه وتم العمل به وحينما استمع لتلك الأفكار والآراء فإني أجمع جملة من الايجابيات التي يمكن ان يتم تحقيقها من وراء ذلك ومنها في المجال الأمني فإنه حينما يتقاعد أعداد من رجال الأمن واحلال أجيال أخرى مكانهم فإن شرائح متتالية من المجتمع تكون قد انخرطت في السلك العسكري والأمني وتشبعت بالتالي بالهم الأمني والحس الوطني وأدركت مدى أهمية التعامل مع الأحداث والمتغيرات بإخلاص وتقدير للمسؤولية الوطنية مع أخذ الاعتبار هنا أهمية الاستفادة القصوى من الخبرات والقدرات للمبدعين في هذا المجال بالتجديد لهم أو تمديد خدمتهم حسب مقتضيات الأحوال وما تتجه اللوائح والأنظمة ليكونوا يداً واحدة مع اخوانهم المدنيين صفا واحداً خلف قيادتهم الرشيدة الحكيمة الراعية لشؤونهم الساهرة على راحتهم وأمنهم.. كما ان من الفوائد ان الموظف حينما يتقاعد وهو يملك قدراً من الحيوية والنشاط يكون قد أتاح الفرصة لغيره ثم انه يكون بديلا ليد عاملة وافدة في مجالات متعددة فيما يناسبه من الأعمال وهي متوافرة بكثرة ولله الحمد، وحينما تتقاعد مجموعات من الموظفين والموظفات فإن فرصاً بالجملة ستفتح أمام مجموعات أخرى من المنتظرين لفرص التوظيف الذين أمضوا سنوات عدة على أمل ان يتحقق لهم شرف الخدمة في وطنهم وتوفير سبل العيش الكريم وإحساسهم بالتالي بأنهم أعضاء فاعلين في مجتمعهم متفاعلين معه في السراء والضراء ويهمه جداً استقرار أحواله وأحوال أسرته ويخشى على وظيفته واهتزاز مستوى معيشته وكل من يعيل ففي هذه الحالة سيكون عوناً لمجتمعه وقيادته الرشيدة في وجه المغرضين الساعين لخلق أنواع من البلبلة والفوضى وارتكاب أعمال مشينة بحق وطنهم ومجتمعهم ولا نشك بنزاهة ووطنية شبابنا حتى وان كانوا من المنتظرين لفرص العمل فإنهم أبناء هذا الوطن وحريصون على ما يلم الشمل ويوطد الأمن وكلهم - ولله الحمد - قد تربوا على أحسن أصول التربية المستمدة من الشرع الحكيم الذي يدعو لنشر الأمن والخير للناس كافة وكلما كان المواطن مستقراً في معيشته بين أهله ومواطنيه كان ذلك أدعى لحسن المواطنة ورص الصفوف أمام عبث العابثين وهم قلة ولله الحمد.
|