Saturday 8th september,2003 11302العدد السبت 11 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يعرض ما يحدث من المرضى والمراجعين يعرض ما يحدث من المرضى والمراجعين
في طوارئ المستشفى يوجد طبيب!!

يده على رأسه ملطخة بالدماء.. رأسه مفلوعة ومعه اثنان أو ثلاثة من أصحابه في مدخل الطوارئ.. يدخل القسم لا يريد أن يكلم أحداً ولا أحد يكلمه.. الأطباء والممرضون مشغولون مع حالات أخرى أشد خطورة ولكنه لا يريد أن يقتنع بالرغم من محاولات رجل الأمن المسكين الخاص بالمستشفى بإقناعهم.. يحدث إرباكاً وفوضى ويحاول اختلاق معركة أخرى يتضارب فيها مع الأطباء أو رجال الأمن غير التي أتى منها ومفلع فيها رأسه.. أصحابه يحاولون فرض رأيهم على الجميع وكأن من أمامهم من أطباء كراتين مجوفة لا تفهم وهم الذين يعرفون ويعلمون وغيرهم ضائعون..
وهكذا مثل هذه المشاهد تتكرر دائماً ولا أقول يومياً في كل ساعة تقريباً.. كل مريض يأتي حتى لو أنه يشتكي من رشح بسيط يرى أن حالته هي الأخطر والتي لا يمكن أن تنتظر مع الآخرين وبمجرد انتظاره ولو لبضع دقائق يعتبره تسيباً واهمالاً من المستشفى وتضييعاً لوقته الثمين.
يأتي إلى الطوارئ وقد وضع في نفسه مسبقاً أن جميع المستشفيات تهمل مرضاها ولن يجد من يعطيه العلاج اللازم ولا العناية الكافية.. وان الطبيب والممرض ورجل الأمن المسكين لن يستطيعوا فعل شيء ضده لو أنه تنرفز عليهم أو استعرض عضلاته قليلاً إن لم يعجبه شيء.. وبكل بساطة لأن المدير والإدارة وعلى رأسهم الوزارة ستكون مع المريض دائماً ضد منسوبيها مهما كان السبب وهو في مأمن لأن القاعدة تقول: المريض على حق دائماً..
شخص وضيع خريج الشوارع والسجون يأتي للطوارئ فاقداً لعقله ثملاً يطول بلسانه ويده أطباء حملوا أعلى الشهادات وهبوا أوقاتهم وعلمهم لخدمة الناس ويكونون عرضة لمثل هؤلاء ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئاً!!
أو آخر يرى أنه فوق الجميع متكبراً متغطرساً يعتقد أن الكل يجب أن يكون تحت امرته ورهن اشارته وفي خدمة مريضه.. وخطة العلاج يجب أن تسير على مزاجه.. تصوير أشعة أو محلول أو ابرة أو تنويم أو خروج أو غير ذلك فما يمليه عليهم يجب أن ينفذ ويا ويل من يعارض!!
حال من يعمل في الطوارئ حال تدعو للشفقة لا قوة تسنده على مريضه ولا رادع يردع مريضه عنه.. وهو المسكين في فوهة المدفع يهادي ويسترضي ويقنع ويكذب أحياناً ليخلص نفسه.. أما رجل الأمن الذي من المفترض أن يمنع أولئك العناتر فهو لا يستطيع تحريك ساكن فلو تصادم مع أحدهم فلا أحد يقف معه وفي النهاية تدور الدائرة عليه ويمكن أن يخسر وظيفته التي قد لا يتجاوز راتبها الألفي ريال إذن لماذا يدخل نفسه في معارك هو في غنى عنها يمكن أن تنشب بين الطبيب والمريض وليس بينه وبين المريض.. ويكون هو شاهداً على أحدهم لا مشهوداً عليه.. إن اعطاء هؤلاء صلاحيات أكثر وثقة أكبر ودعماً أقوى من مسؤوليهم لضرورة يجب أن تتخذ لتعود للطبيب هيبته ووقاره وليسير العمل في الطوارئ على الوجه العلمي المطلوب لا حسب ما يراه المريض وذووه..
الوضع مخزٍ ومزرٍ في نفس الوقت ويحتاج إلى وقفة عاجلة من المسؤولين فشعور الطبيب بالأمان في عمله وأنه يعالج مريضه وفقاً لما يمليه عليه علمه وضميره وامكانات المستشفى دون أي ضغط خارجي عليه لهو ضرورة ليقدم خدمة أفضل وعلاجاً أنجح ونرتقي بخدماتنا الصحية إلى المستوى الذين نصبو إليه.

د. عبدالعزيز النخيلان الشمري
www.drabdulaziz.jeeran.com

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved