يوقن أهل الايمان ان المرض من أقدار الله وابتلائه لبني البشر، بل إنه يكون نعمة في كثير من الأحيان، عندما يصبح من عناصر الصراع بين الانسان كمخلوق ضعيف وبين من هو أضعف منه.
وفي كل الاحوال لابد لكل إنسان من زيارة الطبيب يوما ما بحثا عن علاج أو رغبة في مزيد من الصحة أو طلبا للجمال والحسن.
ومن خلال خبرتي في المجال الطبي التي تمتد لأكثر من 23 سنة تبين لي ان كثيرا من المراجعين للعيادات لا يحسنون الاستفادة من زيارتهم للطبيب، حيث يضيع الكثير من الوقت والجهد فيما لا يفيد كثيرا، سواء من طرفه او طرف الطبيب المعالج، في حين كان من الممكن تفادي ذلك بخطوات بسيطة.
ومن ذلك يحتاج الأخ المراجع لترتيب اوراقه قبل دخوله على الطبيب، وان يعطي تاريخا واضحا وموجزا عن حالته الصحية، مع ذكر بداية المرض والاسباب المحتملة، لذلك ثم تطورات المرض مع الوقت من حيث التحسن او التفاقم. ثم ذكر الأعراض المصاحبة ومدى استعماله لأي أدوية او طرق علاج حتى لو كانت شعبية.
ويحتاج الأخ المراجع لتذكر حالات مماثلة في العائلة، اصابات سابقة بنفس المرض او بأمراض اخرى. كذلك موجز لتاريخ الشخص الطبي والجراحي. ثم يأتي بعد ذلك اسئلة خاصة من الطبيب يجب الاجابة عليها بكل صراحة، لأن ذلك يساعد من سرعة الوصول الى التشخيص الصحيح.
ونأتي الى المرحلة الثانية من الزيارة وهي الفحص السريري. وقد يحدث احيانا عدم اعطاء الطبيب الحرية في الفحص، حتى من بعض الرجال، مما يؤثر كثيرا في وقت التشخيص ويضطر الطبيب لمزيد من الوقت والتحاليل الطبية كان بالامكان توفيرها لو تعاون الاخ المراجع في ذلك.
ومن المفيد ان نوضح ان حصول التشخيص يكون على النحو التالي في اكثر الحالات المرضية:
* 70% من التاريخ المريض اي ان الاخ المراجع يمكن بكلامه ان يساعد في 70% من العلاج للتشخيص.
* 20% من الفحص السريري.
* 5% فقط من التحاليل والاشعاعات المكلفة.
* 5% من الحالات لا يعرف تشخيصها.
ربما يتضح لنا من كل ذلك مدى اهمية معرفة تاريخ المرض والفحص السريري ومدى عدم اهمية التحاليل والاشعة التي يطلبها كثير من الاخوة المراجعين.
باختصار: عليك - اخي الكريم - عدم الرهبة عند مقابلة الطبيب، فهو صديق يريد مساعدتك، كن صريحا وواضحا ورتب أوراقك جيدا قبل حضورك لعيادته. واسأل عن كل ما يدور في بالك واسأل عن حالتك ومدى تطورها ووسائل علاجها والوقاية من امثالها. كذلك اسأل بكل تفصيل عن تكاليف العلاج قبل البدء بها اذا كنت مراجعا لعيادة خاصة.
وفي حال حدوث اي نتائج غير متوقعة يجب الرجوع الى الطبيب المعالج فقد يكون ذلك جزءا من العلاج.
كفانا الله وإياكم شر الامراض ومتعنا واياكم بالصحة والعافية ودمتم بخير.
(*)استشاري الامراض الجلدية
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض
| 
