لو سألت معظم الأطفال ماذا تتمنى أن تصبح إذا كبرت لقال لك بملء فيه دكتور. والغريب أن الطفل إذا تجاوز حد الأدب قالوا له اعقل وإلا وديناك للدكتور، وإذا أراد الأهل تشجيع ابنهم قالوا له ادرس عشان تصير دكتور قد الدنيا.
فالطب هو مستقبل وأداة عقاب وثواب.
الغريب أنك لو سألت بعض الأطباء لقالوا لك لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا لما أصبحنا أطباء لعدة أسباب ليس المقام هنا لذكرها.
وجزء ليس بالقليل من هؤلاء هم الذين دخلوا كلية الطب لإرضاء أهلهم فقط وليس لرغبة أكيدة عندهم، وهذا بسبب خطأ اجتماعي في تفخيم أو تحجيم بعض الوظائف بطريقة غير مباشرة فهم يضخمون من منزلة الطبيب لدرجة أنهم لا يقبلون منه الخطأ فينعكس ذلك سلباً على أدائه.
أعرف أحد الزملاء في الثانوية العامة كان متميزاً في الفيزياء والرياضيات وبسبب نسبته المرتفعة في الثانوية العامة توجه لكلية الطب وبسبب بعض الضغوط الاجتماعية كان مصيره الفشل بعد أن أضاع عدة سنوات، وما زلت أذكر صديقاً لي في المرحلة المتوسطة قال لي بالحرف الواحد أنا أريد أن أكون (000000) رغم أنه كان الأول على الفصل وبالفعل توجه إلى القسم الأدبي في الثانوية العامة وحقق ما يريد من نجاح.
أعجبني كثيراً لأنه كان يعرف ما يريد رغم صغر سنه ذلك الوقت، العديد من أبنائنا وللأسف لا يعرف ما يريد حتى اللحظة الأخيرة من كتابة استمارة الرغبات في الجامعة، وقد شاهدنا هذا كثيراً وللأسف، وأعتقد أن ذلك بسبب التربية التواكلية فهو قد تعود أن تتخذ له كل القرارات في حياته الدراسية، بل أحياناً الاجتماعية وللأسف.
فنصيحتي لكل أب هو أن يحاول أن يزرع في ذهن ابنه الجرأة في اتخاذ القرار وتحديد المستقبل.
وكم من شاعر ومبدع أدبي خسره مجتمعنا وضاع بين ذرات الأكسجين والهايدروجين بسبب رغبة أبيه أن يكون تختور.
(*)استشاري أمراض طب وجراحة
الجلد والعلاج بالليزر
|