Saturday 8th september,2003 11302العدد السبت 11 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أمانة مدينة الدمام مطالبة بالتدخل بعد انطلاق أهم مسابقة رياضية في المملكة أمانة مدينة الدمام مطالبة بالتدخل بعد انطلاق أهم مسابقة رياضية في المملكة
«الحفريات» تحاصر استاد الأمير محمد بن فهد وتغلق أربعاً من بواباته
المشجعون يعانون الأمرين.. وأحدهم دار حول سور الملعب بحثاً عن بوابة للدخول

تحقيق مصور إعداد - سامي اليوسف
حاصرت «الحفريات» الخاصة بمشروع تحسين تقاطعات شارع الملك فهد بالدمام استاد الأمير محمد بن فهد تزامناً مع انطلاقة مباريات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم وذلك من جهتيه الغربية والشمالية لتغلق بسببها ما يقارب أربع بوابات رئيسية خاصة تلك المطلة على شارع بلال بن رباح والخاصة بدخول كبار الزوار «vip» ومسؤولي الاندية والجماهير الرياضية والاعلامية والحكام.. كما تضررت من اعمال المشروع بوابتا الدخول والخروج لسيارات المتفرجين المطلتين على الجهة الشمالية المقابلة لمجمع الواحة التجاري.
ومع انغلاق هذه البوابات الرئيسية سواء للجماهير وسياراتهم الخاصة.. أصبح التركيز أو الضغط الجماهيري للدخول منصباً على البوابتين الجنوبية والشرقية وهذه الاخيرة تطل على معهد الإدارة والشارع الأول الذي يعد أحد شرايين الطرق الرئيسية في الدمام.. الأمر الذي تسبب في حدوث ازدحام كبير عند الدخول لحضور المباراة أو الخروج من مواقف الاستاد عقب المباراة مما زاد في نسبة تكدس اعداد الجماهير.
وتوقع الحوادث المرورية «لاقدر الله» نتيجة تصادف الخروج من الاستاد في وقت الانطلاقة المسرعة للسيارات المتجهة إلى الخبر أو جنوب الدمام أو الاسكان بعد فتح الاشارة الضوئية عن تقاطع السكة الحديد مع مجمع الواحة التجاري في الشارع الاول.
ضعف الإقبال
* بخلاف ذلك فإن مثل هذه الاعمال «الحفريات» حول الاستاد قد اسهمت في قلة نسبة الحضور الجماهيري لمباراتي الاتفاق والهلال ثم القادسية والرياض يومي الخميس والجمعة الفائتين.
حيث بلغ الحضور الجماهيري للمباراة الاولى «3027» متفرجاً.. أي ثلاثة آلاف وسبع وعشرين متفرجاً فقط.
على الرغم من شعبية نادي الهلال وجماهيرية نادي الاتفاق في المنطقة الشرقية.. وعادة يتعدى الحضور الجماهيري هذا الرقم.. بل ان من حضر للمباراتين سواء من المشجعين أو الصحافيين للتغطية الإعلامية.. قد عانى الامرين.. فمن اوقف سيارته خارج الاستاد اضطر إلى الدوران على سور الاستاد لمسافة طويلة حتى دخوله.. بينما تأخر حضور البعض لازدحام المواقف والبوابات المفتوحة.. ولجهل البعض الآخر بأماكن الدخول الجديدة..!
اعتراف
نحن في «الجزيرة» بدورنا التقينا المسؤول الأول في استاد الأمير محمد بن فهد الاستاذ مرشد الخالدي مدير الأستاد بالنيابة في ظل غياب الاستاذ عبدالهادي سعد الدوسري لتمتعه باجازته السنوية حيث قال «لا شك ان مثل هذه الحفريات قد تسبب عزوفا جماهيرياً عن حضور مباريات الشرقية في الدوري المقامة في الاستاد نتيجة الازدحام وأزمة المواقف بالنسبة لسيارات الحضور من المتفرجين.. ففي السابق كنا في إدارة الاستاد نفتح خمس بوابات رئيسية لدخول الجماهير لضمان انسيابية دخولهم للمباريات والابتعاد عن الازدحام أو الضغط على البوابات الأخرى .
أما الآن في ظل وجود مثل هذه الاعمال فقد اضطررنا إلى فتح فقط ثلاثة بوابات تحديداً».
ويذكر الخالدي قصة المشجع الذي حضر لمشاهدة مباراة الاتفاق والهلال وهو أحد رواد المنصة حيث اضطر إلى المشي على قدميه حول سور الاستاد من جهة مجمع الواحة التجاري مروراً بالدرجة الثانية ووصولاً إلى طريق الملك فهد «ابن خلدون سابقاً» ثم الدخول. وبدورنا نتساءل: كم من الوقت استغرقه في المشي هذا المشجع؟!!
وكم من الوقت فاته من المباراة وأحداثها؟!
غياب التنسيق
وعندما وجهت سؤالاً مباشراً لمدير الاستاد بالنيابة مرشد الخالدي حول توفر عامل التنسيق بين امانة مدينة الدمام أو المقاول المنفذ لاعمال التحسينات من جهة.. وبين إدارة الاستاد من جهة اخرى.. اجاب بالنفي قائلاً: «لم يتم التنسيق أو الاتصال مع إدارة الاستاد بل فوجئت بهذه الحفريات مثلي مثل غيري من المواطنين أو المتفرجين.. وحقيقة لا أعلم متى تنتهي هذه الأعمال خاصة اننا اضطرننا أيضاً إلى تقليص عدد اكشاك البيع في الاستاد للجمهور قبل وبين شوطي المباراة وبعدها».
المواطن حسين اليامي كان له رأي صريح وجريء في الواقع جاء في قالب انتقاد مباشر بشكل واضح لامانة مدينة الدمام.. حيث قال: «لا شك ان كل مشروع يخدم المواطن هو محل ترحيب من الجميع غير ان المشكلة ان معظم الاجهزة الخدمية لا تأخذ مسألة التنسيق مع الجهات الاخرى في الحسبان أبداً.. وهذا المشروع الذي يحيط بالاستاد الرياضي من جهات المداخل والمواقف خير مثال.. فقد تعودنا من امانة مدينة الدمام اغفال جانب التنسيق إلى درجة لافتة.. ولو طرحت على المسؤولين فيها السؤال عن توقيت تنفيذ هذا المشروع لأخبروك ان الامر بإجراءات موافقة وزارة المالية على تكاليف المشروع وترسية هذا المشروع وهكذا.. أي أن التنسيق ليس له مكان في قاموسهم «والأمر خارج عن إرادتهم» وهذا بلاشك غير صحيح ولكنها البيروقراطية بكل «دمها الثقيل» ولكي أوكد كلامي.. فإن سكان مدينة الدمام يستغربون كل عام وتتملكهم الدهشة حين تقوم امانة مدينة الدمام بالتزامن مع بدء الموسم السياحي في الصيف بإغلاق الشوارع الرئيسية في الدمام لإجراء إصلاحات وحفريات وكلها أمور تهدف إلى التحسين والتطوير والصيانة ولكن لماذا بالتزامن مع بداية الموسم السياحي؟!.. إنه سؤال يستحق الاجابة من أمين مدينة الدمام فنحن ندرك جيداً ان الامانة لا تقصد الاساءة للموسم السياحي ولكنه غياب التنسيق لبرمجة مواعيد تنفيذ المشاريع من قبل الامانة خاصة».
شاهد ومعاناة
الصحافي علي اليوسف المحرر الرياضي بالزميلة اليوم شاركنا الرأي بقوله: «أعتقد ان اعمال الصيانة حول الملعب تجرى في وقت غير مناسب.. وكان من الضروري ان يتم التنسيق ما بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجهة المسؤلة عن هذه «الحفريات» لسرعة انجازها قبل انطلاق المباريات على الملعب.. وأنا كإعلامي حضرت مباراة الاتفاق والهلال في انطلاقة الدوري عانيت الكثير حتى وصلت الى داخل الملعب فالبوابة المخصصة لدخول الاعلاميين مغلقة كون اعمال الصيانة في الشارع المطلة عليه مستمرة وهذا ما دعاني إلى السير في عدة شوارع حتى وصلت إلى البوابة المناسبة لدخول الاعلاميين والتي يدخل منها ايضاً الفريقان وبعض المسؤولين والحكام من المنطقة اضافة إلى موازاة هذه البوابة.. بوابة دخول سيارات الجماهير للملعب..
وبالتالي فإن استمرارية هذه الحفريات والصيانة حول ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام خلال المباريات القادمة ربما يقلل من الحضور الجماهيري خاصة اذا علمنا ان الحضور في لقاء الهلال والاتفاق لا يوازي الطموح وبالتالي فإن نقصان الحضور مستقبلاً وارد وهذا الامر لن نستغرب.. اذا علمنا بظروف الملعب الرئيسي في المنطقة الشرقية الذي تقام عليه مباريات الدوري الممتاز.. وحل هذه المشكلة بيد رعاية الشباب من خلال التفاهم مع المسؤولين عن الصيانة حول الملعب لسرعة إنهاء هذه الاعمال لأن المنظر الذي نشاهده يدل على ان موضوع اغلاق الشارعين حول الملعب سيطول».
آراء سريعة
عضو شرف نادي القادسية الفعَّال أحمد بن عبدالله الزامل الذي حضر مباراة فريقه الأولى في الدوري امام الرياض في استاد الدمام.. قال ل «الجزيرة»:- «على حد علمي ان هذه الاعمال تندرج ضمن مشروع تحسين طريق الملك فهد بالدمام حيث سيتم بناء نفق وجسور لتسهيل المرور والحد من الازدحام.. لكن لا شك ان مثل هذه الاعمال سوف تأثر على مستوى الحضور الجماهيري لمباريات الدوري لفرق المنطقة الشرقية وهذا ما لمسته فعلياً في مباراتنا امام الرياض.. فلقد كان الحضور قليلاً..».
* الحكم الدولي عمر المهنا شاطر الزامل رأيهم في مسألة التأثير على اقبال الجماهير لحضور المباريات لكنه تحفظ عن الادلاء بالمزيد من الرأي أو التعليق..!!
* المشجع الهلالي «علي العلي» قال: صادف وجودي في الشرقية اقامة المباراة لفريقي المفضل ورغبت في حضورها في الملعب لكني فوجئت بالحفريات واعمال الصيانة التي اضطرتني للدوران حول الملعب ولاحظت غياب الوجود الامني لحظات الخروج بغياب الدوريات او رجال المرور لتنظيم الخروج منعاً للحوادث او الاصابات.
* المشجع الاتفاقي عبدالرحمن الزهراني أبدى امتعاضه من حضوره إلى الملعب في هذه الحاله بقوله: يبدو ان اعمال التحسينات تبدأ وتنتهي دونما تنسيق او ترتيب مع رعاية الشباب او الجهات الامنية الممثلة بالدوريات.. وبما ان هذه «الحفريات» ستأخذ وقتاً طويلاً لحين الانتهاء منها..يجب على المسؤولين توقع حدوث تدافع للجماهير عند الدخول أو الخروج أو وقوع بعض المناوشات من الجماهير الذين غالبيتهم من الشباب أو المراهقين الذين يتأثرون من الخسارة اضافة إلى وقوع حوادث سير عند الخروج من الملعب من بوابة معهد الادارة المطلة على الشارع الاول الذي يشهد حركة سير سريعة للسيارات ومكثفة في ايام الاربعاء والخميس والجمعة.. فالعملية تحتاج إلى وقفة جادة وتنسيق وترتيب من الجهات المعنية.
المحاصرة ستطول!
«الجزيرة» التقت العاملين في المشروع خلال فترة الظهيرة وغالبيتهم من العمالة الاسيوية..حيث التفوا حولنا وهم يشاهدون الزميل المصور يلتقط بعدسته عدداً من الصور لاعمال الحفر من زوايا مختلفة.
فكان ان توجهنا اليهم بسؤال: «متى ستنتهي هذه الاعمال؟!» بالانجليزية أولاً ثم بالعربية المكسرة التي يجيدونها..فأخذوا في البداية بالنظر إلى بعضهم البعض بعد ذلك تطوع احدهم بالرد قائلاً: «ممكن فيه.. ثمانية شهر»!
هكذا جاءت اجابته الصدمة بالنسبة لي.. ولأنني لست خبيراً في مثل هذه الاعمال استطيع القول إن المدة قابلة للنقصان أو الزيادة.. لأنني اشك في ان من اجابني قد فهم بالضبط ما أعنيه..!
لكن اللافت في الأمر.. الحاله المأساوية الصعبة التي يقضيها هؤلاء العمالة في «عز الصيف» أو في «آب اللهاب» حيث اشعة الشمس الحارقة دون ملاذ منها وقلة المياه مع فقدان نسبة كبيرة من السوائل عن طريق التعرق في ظل اجواء مشبعة بالرطوبة باختصار هذه العمالة الوافدة كانت تعيش وضعاً انسانياً صعباً.
خلاصة
* من خلال ما تقدم من ملاحظات وآراء نستطيع ان نوجز ابرز سلبيات او التأثيرات السلبية من جراء «الحفريات» المتعلقة بأعمال مشروع تحسين تقاطعات شارع الملك فهد حول استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام والتي تعد شركة الدرباس للطرق والصيانة المقاول المنفذ للمشروع بينما تعتبر شركة الواحة للتجارة والمقاولات هي مقاول الباط.. في النقاط التالية:
* عزوف الجماهير عن حضور مباريات الشرقية في الدوري الممتاز نتيجة اغلاق الشوارع المؤدية للاستاد.
* تقليص عدد البوابات والمداخل المؤدية للاستاد وبالتالي توقع الازدحام الجماهيري عند المباريات اثناء الدخول والخروج.
* تقليص عدد الاكشاك الخاصة ببيع المرطبات والوجبات الخفيفة للجمهور قبل وبعد وبين شوطي المباريات.
* ازمة مواقف متوقعة حول الاستاد وداخله.
* التأخر عن حضور المباريات في مواعيدها.
* احتمالات وقوع حوادث سير في الشارع الأول وطريق الملك فهد عند خروج الجماهير والسيارات من الاستاد في ظل غياب الدور الامني للدوريات كما حدث في مباراتي الاتفاق والهلال ثم القادسية والرياض.
* قد تتأخر سيارة الاسعاف عن الحضور المبكر للمباراة كما حدث في مباراة القادسية والرياض حيث وصلت السيارة بعد مرور «15» دقيقة «ربع ساعة» من الشوط الأول بسبب الازدحام عند البوابات وزحمة المرور في الشوارع المؤدية للاستاد..!
* العزوف الجماهيري سيؤثر على اثارة ومتعة مباريات الشرقية.
* بالتالي فإن المستوى الفني سيتأثر تبعاً للغياب الجماهيري.. كما حدث في المباراة الاولى في الدوري بين الاتفاق والهلال فالحضور لم يتجاوز «3027» متفرجاً.. لم يسهموا في اشعال الحماسه والاثارة في المباراة..!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved