|
|
لا حديث لدى معظم الناس في الأيام الماضية إلا عن سوبر ستار العرب فقد ملأ الدنيا وشغل الناس.. واعتقد وبصراحة لو ان قدسنا الشريف قد تحرر من أيدي المغتصبين لما كانت كل تلك الضجة على ذلك المستوى.. قرأت في جريدة «الجزيرة» العدد 11283 تاريخ 22 من جمادى الآخرة 1424هـ خبراً مفاده ان علماء الدين في الأردن ينتقدون الضجة الإعلامية المصاحبة لسوبر ستار العرب ويطالبون بما هو أهم من مستقبل ديانا كرزون الفني والأغرب من ذلك ما قرأته في نفس الخبر ان دولة الأردن قامت بوضع شاشات كبيرة في الساحات العامة لمتابعة الحدث مباشرة.. فأحببت التعليق على هذا الموضوع وأقول مستعيناً بالله: عندما تنقلب الأمور وتتبعثر الأشياء وينعدم المنطق ويختفي صوت العقل وتضيع العدالة بل ويموت حتى الوازع الديني ويتهلهل الضمير الإنساني.. عند ذلك يوضع كل شيء في غير مكانه الصحيح وعندها تصبح القمة قاعا والقاع قمة وعندها أيضاً يتحول كل شيء سلبي لا قيمة له ولا اهمية إلى شيء إيجابي له كل القيمة وكل الأهمية.. للأسف هذه هي الحقيقة المؤلمة في هذا الزمن المقلوب وفي هذا العصر العجيب الغريب بكل شيء فيه.. يا ترى أين العيب وفيمن؟ وما هي الأسباب التي قلبت الأمور رأساً على عقب؟ هل هي الرغبة في الفوز وتحقيق المصالح الشخصية بأي طريقة كانت؟ وحب التفوق على الآخرين بأي شكل كان؟ وبأية طريقة حتى لو كانت غير مشروعة.. قد يلومني البعض إذا قلت بأن المجتمع وأفراده هم السبب في ذلك والمجتمع هو الذي يستطيع ان يجعل من هذه الأشياء الدنيا ان تصبح في القمة.. والعكس صحيح.. ان تصبح بين يوم وليلة تتربع على القمة ويكون لك شأن عظيم وصيت ذائع وتحيط بك الشهرة والمجد من كل مكان وتكون الأجدر والأحق بكل شيء دون ان تبذل أي مجهود يذكر ودون ان يكون لك أي فائدة في أي ناحية من نواحي الحياة للتقدم والازدهار والتطور والاختراع والنماء.. أقول ان تكون كذلك فبالتأكيد هذا ليس ذنبك فأنت تريد كل ذلك وربما لا يهمك من أين جاء ولا كيف جاء؟ ولكن المسؤول من اعطاك الحق في ذلك وجعلك تتفوق على أعظم الناس إبداعاً وإنتاجاً واختراعاً بل وتلغي حتى جهودهم وصورهم من عقول الآخرين.. يا ترى هل لكثرة مصائبنا وكوارثنا ومآسينا وما ترتب عليها من ضغوط نفسية مؤلمة جعلتنا نتجه إلى هذا الاتجاه بقصد التغيير والتنفيس أم انها العصبية العربية والتي تقول ان الأهم ان يكون انا أحد من الناس في القمة ويبرز الآخرون بغض النظر عن المجال الذي سيبدع فيه.. فعلاً أجد نفسي حزيناً وأنا أقول ان هذا الزمان زمان اللهو والعبث والغناء والتمايل، زمن انقلاب الأمور وزمن الحناجر سواء ما كان منها كما يقولون ألماسياً أو حتى خشبياً.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |