Saturday 8th september,2003 11302العدد السبت 11 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وجهة نظر لا تفسد للود قضية وجهة نظر لا تفسد للود قضية
ما زال الاختلاف قائماً بيني وبين مهدي حول الإرشاد

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وعزيزتي الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت رد الاخ ضيف الله مهدي من بيشة في عدد الجزيرة 11285 ليوم الجمعة 24/6/1424هـ تحت عنوان مهام الارشاد الطلابي في المدارس على موضوع سبق لي ان كتبته تحت عنوان «حول الإرشاد الطلابي» الاختلاف في الآراء لا يفسد للود قضية. مشاركة مني في موضوع سابق عن الارشاد سبق للأخ ضيف الله ان كتبه في عدد الجزيرة 11212 عن الارشاد الطلابي تحت عنوان «دعوني أحدثكم عن الارشاد والتوجيه» والدور المطلوب من المرشد ورغبة مني في توضيح بعض النقاط التي وردت في رد الاخ ضيف الله مهدي للفائدة مع التأكيد على ان الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولا يتوجب ان يخرج احدنا عن اللباقة وحسن الرد بدلا من الانفعال باعطاء امثلة قد يستشف منها عدم الرضا والتهكم من الرأي الآخر فما نطرحه ليس قرآنا منزلا او حديثا شريفا، واذا لم يلتزم التربويون بذلك فمن يلتزم به من غيرهم لانهم القدوة الحسنة في كل شيء، وقد اسفت جدا لما ورد من الاخ ضيف الله مهدي عندما ضرب مثلا بالرجل الذي صلى بوضوء الأمس او الذي بدأ يغسل رجله.
سعادة رئيس التحرير: تأكيدا لما سبق لي ان كتبته في موضوعي السابق لابد لي اولا من ذكر بعض المسلمات التي لا يمكن لأحد انكارها وهي:
1- لا يوجد في جميع مدارسنا مرشدون طلابيون متفرغون وخاصة مدارس القرى والهجر.
2- الكثير من المرشدين في المدارس غير متخصصين في مجال الارشاد.
3- في بعض المدارس الكبيرة ان لم يكن معظمها لا يوجد الا مرشد طلابي واحد علما بأن المدارس الكبيرة تحتاج الى أكثر من مرشد.
4- عدد مشرفي الارشاد الطلابي في الادارات التعليمية غير كاف لتغطية زيارات المدارس وخاصة مدارس القرى والهجر.
5- الارشاد الطلابي غير مفعل كما يجب والدليل على ذلك:
أ- كثرة السلوكيات الخطأ بين الطلاب من شرب الدخان واستخدام الشمة والهروب من المدارس وضعف الكثير من الطلاب دراسيا واستخدام بعض الطلاب للمخدرات.. الخ.
ب - لا يستطيع المرشد الطلابي غير المتخصص ان يقوم بدوره المطلوب.
ج - سياسة الوزارة هي طالب ادبي وثلاثة طلاب علمي، فالمرشد هنا لا يمكنه ان يتحرك بحرية هذا اذا تحرك. لتوجيه الطلاب للتخصص الذي يرغبون فيه.
د - لا يزود الطالب بعد تخرجه من الثانوية من الارشاد بخطاب موجه الي الجامعات او الكليات التي يرغب الطالب الالتحاق بها بتوجيه تفيد بالتخصص الذي يرغبه لذلك.
لايوجد أثر ملموس للإرشاد الطلابي بعد وقبل تخرج الطالب في الثانوية
هـ - تقوم المدارس بتسليم ملف الطالب بعد تخرجه الى الطالب او الى ولي امره، والواجب ان يحول الى الجامعة او الكلية التي يلتحق بها، وتسليمه للطالب او لولي امره يؤدي الى ضياع بعض الاوراق المهمة به.
و - لا تقوم المدارس بمتابعة الطلاب بارسال المراقب الى ولي امر الطالب في منزله او عمله لإشعار ولي الامر بالغياب او مستوى ابنه، فلا زلت اذكر عندما كنت ادرس في المرحلة الابتدائية كان مراقب المدرسة يذهب الى منازل الطلاب بخطابات من المدرسة الى اولياء الامور.
حضرت اجتماعا لاولياء أمور الطلاب في مدرسة ثانوية عدد طلابها يتجاوز الالف طالب، وكان عدد الحضور مخجلا في حدود مائة طالب مع اولياء امورهم فهل يعني هذا ان الارشاد الطلابي مفعل؟ وكان الاجتماع بعد صلاة المغرب اي ليس في وقت الدوام.
سعادة رئيس التحرير ما سبق مسلمات وسأذكر فيما يلي
بعض الردود على ما أورده الاخ ضيف الله مهدي:
1- ذكر الاخ ضيف الله انني لم أقرأ بداية مقاله لأعرف خبراته ولو رجع الى مقالي لوجد انني قلت قرأت موضوعا جيدا وقيما، واكدت ان الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية هذا من جهة، ومن جهة اخرى اذا كان الاخ ضيف الله خدم في الارشاد مدة طويلة فقد خدمت في التعليم مدة تزيد عن ثلاثين عاما تؤهلني للمشاركة في ابداء الرأي والمشاركة في المواضيع التربوية التي تخص الطلاب والمدارس.
2- موضوع مساعدة الطلاب لاختيار التخصص من قبل المرشد غير مفعل ويصعب تحقيقه لان سياسة التعليم تنص على طالب للادبي وثلاثة طلاب للعلمي ممثلا لدينا عشرون طالبا في الصف الاول نجحوا كلهم للصف الثاني ورغبة 12 منهم ادبي فهنا لا يمكن للمرشد الطلابي ان يحقق رغبتهم كلهم، وعليه اختيار فقط خمسة طلاب فقط وبقية الطلاب وعددهم 15 طالباً يحولون الى العلمي رغبوا ام لم يرغبوا فأين تفعيل دور الارشاد الطلابي هنا؟ فبرنامج الارشاد التعليمي الذي ذكره الاخ ضيف الله لا يتحقق على أرض الواقع.
3- ذكر الاخ ضيف الله ان الجامعات لا تعرف رغبات الطلاب وانه لا توجد بين الجامعات والكليات والمدارس علاقات فأين دور الارشاد الطلابي؟ فلماذا لا يوجد الارشاد الطلابي هذه العلاقة المهمة في حياة الطلاب ولماذا لا يزود الارشاد الطلابي الطلاب بعد المرحلة التوجيهية بخطابات الى الجامعات والكليات عبارة عن توصيات عن ميول ورغبات الطالب المتخرج من المرحلة الثانوية ليقدمها مع اوراقه للجامعة او الكلية التي يرغبها لعل وعسى ان تساعده في القبول في القسم الذي يرغبه وهذه الورقة لا تكلف شيئا لتصعب على الارشاد ثم لماذا لا يحول ملف الطالب رسميا الى الجامعة او الكلية التي التحق بها لتكون الصورة واضحة امام الكلية او الجامعة التي التحق بها للطالب.
4- ذكر الاخ ضيف الله ويصر على ان المرشد الطلابي هو الذي يكتشف مواهب الطلاب والحقيقة انه قد يشارك في اكتشاف المواهب، ولكن الذي يكتشف المواهب لدى الطلاب هم المعلمون اولا ثم قسم النشاط الطلابي ببرامجه المتعددة وامكاناته المالية التي تفوق برامج وامكانات الارشاد الطلابي.
فبرامج النشاط كبيرة جدا تزيد عن الاربعين برنامجا في كل ادارة وميزانيته في بعض الادارات تصل الى المليون او اكثر بالاضافة الى المصارف الاخرى من دخل المقاصف المدرسية بينما برامج الارشاد قد لا تتجاوز 15 برنامجا وميزانيته لا تتجاوز المائة وخمسين الفا قد تزيد، وقد تنقص قليلا حسب كبر وصغر كل ادارة تعليمية.
5- ذكر الاخ ضيف الله بأن النشاط الطلابي ومراكز الموهوبين جاءت متأخرة واوافقه على ان مراكز الموهوبين حديثة التأسيس واولها مركز الموهوبين في الطائف حيث بدأت فكرته عام 1416هـ ثم تطورت الفكرة وبدأ يعمل في حدود عام 1418هـ وليس عام 1419هـ وهو يهتم برعاية الموهوبين ولديه برامج كثيرة في هذا المجال.
اما النشاط الطلابي فهو قديم وكان الارشاد الطلابي جزءا من النشاط الطلابي حتى عام 1401هـ حيث تأسست الادارة العامة للارشاد الطلابي وما زلت اذكر انني عندما تعينت مدرسا عام 1391هـ لم يكن في المدارس ما يسمى بالارشاد الطلابي ولكن يوجد فيها نشاط طلابي وقد ساهمت بالاشراف عليه.
6- قسم الثقافة التابع لادارة الثقافة والمكتبات في الهيكل الجديد من مهامه رعاية وتبني الموهوبين ونشر انتاجهم لذلك يشارك في اكتشاف الموهوبين عدة جهات وليس الارشاد وحده ولو رجعنا الى اهم اعمال الارشاد الطلابي تكريم المتفوقين دراسيا ورعاية الاول ودراسة حالات بعض الطلابي كالمتأخرين دراسيا او المصابين ببعض الامراض النفسية.
7- الروابط بين المدرسة والبيت ليست كما يجب بل هي في اضيق الحدود وليس لها التأثير المطلوب وانشغال اولياء الامور ليس عذرا لتقصير الارشاد فلماذا لا يتم زيارة اولياء الامور في منازلهم او عملهم لاطلاعهم على احوال ومستوى اولادهم وما ينطبق على المدن ينطبق على القرى والهجر.
8- ذكر الاخ ضيف الله انني جردت المرشد الطلابي من كل شيء وانا اؤمن بالتخصص اولا: ثم انني قلت ان المرشد والمعلم قدوة حسنة لطلابه في سلوكياته اما امور نشر الوعي الديني فهي من مهام المتخصصين في التربية الاسلامية ومن اختصاص قسم التوعية الاسلامية، فكلنا جميعا نحتاج الى التوعية من المختصين انطلاقا من قوله تعالى {(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) } الآية.
ولم نصل الى ما وصلنا اليه من اختلافات في الكثير من أمورنا الدنيوية والدينية الا لأن كل شخص نصب نفسه عالما وفقيها يحلل ويحرم لذلك اكرر جميع المعلمين والمشرفين والمرشدين ومديري المدارس ووكلائها قدوة حسنة في سلوكياتهم وتعاملهم مع طلابهم ومجتمعاتهم ولكن لا يتصدى للافتاء سوى المختصين حتى لا نشوش على عقول ابنائنا وبناتنا.
9- ذكر الاخ ضيف الله بأن المرشد الطلابي اكثر التصاقا واحتكاكا بالطلاب.
والصحيح ان المعلمين هم اكثر احتكاكا والتصاقا بالطلاب فهم الذين يدرسون ويتعاونون مع النشاط الطلابي ويقومون بالاشراف على كثير من برامجه فلكل فصل رائد من المعلمين ولكل جماعة من جماعات النشاط رئيس من المعلمين والطلاب الذين يشاركون من الانشطة الطلابية الكثيرة يشارك معهم معلمون لايام او شهور اما المرشد الطلابي فيحول له بعض الطلاب الذين لديهم بعض المشاكل السلوكية او الصعوبات التعليمية او النفسية.
وفي الختام ارجو واتمنى ان يحقق الارشاد الطلابي دوره فيما هو مطلوب منه كما يجب.

محمد صالح الداود
ص ب 2795

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved