Saturday 8th september,2003 11302العدد السبت 11 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفقيد الشيخ الفريان الفقيد الشيخ الفريان
خالد بن سعد العيد /مساعد أمين الصندوق في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض

لا يخفى على أحد ما لصاحب الفضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان - رحمه الله - رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض من مكانة.
ولقد تشرفت - ولله الحمد - بالعمل في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض منذ عام 1414هـ. وخلال هذه الفترة ذهبت مع فضيلة الشيخ وصاحبته في عدة سفرات، وذهبت معه إلى حفلات كثيرة ومحاضرات، خلاف ما أذهب اليه شبه يومي الى مكتبه الخاص، وخلال هذه المدة لاحظت على الشيخ عدة خصال لا تتوفر في كثير من الناس منها:
* حبه للمساكين وعطفه عليهم فلا يرد أحداً فيعطيهم على قدر ما معه. وإذا تأكد له حاجة الشخص «أيتام او لا يستطيع العمل فإنه يكتب للأمراء او التجار شفاعة لهم».
* حرصه على إفادة العاملين في الجمعية من مدرسين او موظفين او عمال بإنهاء طلباتهم في جميع الدوائر الحكومية فربما يكتب او يتصل بالهاتف، وفي أحيان يذهب بنفسه للشفاعة وإنهاء المعاملة.
* تقديره للعاملين في الجمعية من مدرسين او موظفين او عمال فيشاركهم في مناسباتهم الخاصة وحرصه على حضور تلك المناسبات، وزيارتهم في حال المرض ومواساتهم عند حلول مصيبة عليهم، فهو إلى وقت قريب يزور الشيخ ابن سنان وهو في غيبوبة منذ اكثر من سبع سنوات.
* من المواقف التي لا تنسى أن حصل خلاف بينه وبين احد المقاولين المقربين للشيخ - حدثني بها ذلك المقاول - فحصل بينهما مشادة شديدة على اثرها خرج المقاول إلى بيته غضبان جداً، وبعد يوم واحد يقول عندما عدت إلى البيت بعد صلاة الظهر اخبروني اهلي بأن الشيخ اتصل يسأل عني، فكأنما ماء بارد انسكب على جلدي فعرفت ان الشيخ لا يكن لأحد اي كره، وبعد صلاة العشاء اتصل على البيت فرديت على الهاتف فإذا به الشيخ - رحمه الله - يسأل عني وعن حالي وعائلتي وكيف اموري وقال: آتني غداً قبل صلاة الظهر فذهبت اليه وأدخلني مكتبه الخاص ومد في يدي اربعة آلاف ريال كنت في أمس الحاجة إليها فدعوت للشيخ وعرفت أن الشيخ لا مثيل له.
* تقديره لجميع فئات المجتمع وسماعه منهم، وحرصه على خدمتهم وإنها، امورهم «إما يكتب لهم تزكيات او يدلهم على الطريق الصحيح لإنهاء امورهم او يرسلهم لمن ينهي امورهم».
* تواضعه فلا يبالي أن يذهب «إما لحفل تحفيظ قرآن كريم، او محاضرة، او اي مناسبة» مع أي منتسب للجمعية فلا ينظر للسيارة سواء صغيرة او كبيرة فارهة او عادية.
* حرصه الشديد - رحمه الله - على حضور حفلات تحفيظ القرآن الكريم في أي مكان في الرياض او خارج الرياض، فلا يمانع من ذلك فهو يسأل هل لديه موعد «محاضرة او حفل او سفر للدعوة» فان كان لديه موعد فإنه ينيب من يحضر بدله.
فمن حرصه على ذلك أنه في أحيان كثيرة يذهب إلى الحفل او المحاضرة قبل الشخص الذي موكل بأخذه من بيته لانه تأخر عن الموعد المحدد فهو حريص جداً على دقة المواعيد.
* خلال عملي في الجمعية في مجال الرواتب كان حريصاً جداً على توزيعها قبل نهاية كل شهر، فإذا كلمته في مكتبه او بيته اخبره عن موعد توقيع المسيرات واعطائي حوالة الرواتب، لا يبالي أن آتي اليه في مكتبه او احد بيوته او مزرعته، بل في احد الايام وقع المسيرات بعد انتهاء درسه الاسبوعي بعد صلاة الظهر في جامع عتيقة، بل قبل تقريباً اربع سنوات كان الشيخ مريضاً في المستشفى فذهبت اليه فسألني عن الرواتب وقال هات بها غداً إلي لأوقعها، فذهبت فيها في الغد للمستشفى ووقعها مع سؤاله الدائم عن امور الجمعية وهو مريض «علماً بأن الشيخ عمليته في كف يده اليمنى».
* دوام الشيخ في الجمعية انه يذهب إلى مقر الجمعية الرئيس من الساعة العاشرة صباحاً الى ما بعد صلاة الظهر، ومن قبيل آذان المغرب إلى بعد صلاة العشاء يومياً بدون انقطاع مالم يكن لديه محاضرة. في أحيان كثيرة اذا كان الشيخ مسافراً وعودته قبل الظهر او قبل المغرب فإنه يتجه الى مقر الجمعية للنظر في المعاملات، وفي أحيان كثيرة يأخذ المعاملات الى بيته لينظر إليها واذا كان فيها شيء مهم فإنه يتصل ليسأل ويستفسر.
* يذهب الشيخ خلال السنة للدعوة خلال شهري رجب وشعبان وخلال شهري محرم وصفر يطوف مناطق المملكة يذكر وينصح مع العلم بأن الشيخ لديه درس اسبوعي ما بين الأذان والإقامة من صلاة الظهر في جامع عتيقة فهو حريص عليه جداً، فإذا ذهب إلى الدعوة تكون سفرته ما بعد صلاة الجمعة لانه خطيب ويعود يوم الاربعاء من كل اسبوع وهكذا كل اسبوع، علماً بأن سفره على حسابه الخاص.
* الشيخ لا يعرف إجازة «خميس او جمعة» «رمضان او عيد» بل كثير من المدرسين يذهب إلى الشيخ في يومي الخميس او الجمعة وبرنامج الشيخ في شهر رمضان المبارك في الجمعية من قبيل اذان الظهر حتى نهاية صلاة التراويح، اما العشر الأواخر فيعتكف في معتكفه الملحق بمسجده، وخلال هذا الشهر المبارك يشارك الشيخ العاملين في الجمعية بكل تواضع طعام الافطار والعشاء. مع حرصه على توزيع بعض الصدقات على الفقراء والمساكين وتكون في هذا الشهر بشكل كبير وكثيف ويكون فيه ازدحام كبير عند مسجده المقابل لمعهد القرآن الكريم.
* حرصه الشديد على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع الاحوال، فلو جاء فقير يطلب صدقة وعليه بعض التقصير «إسبال، او حليق» فانه ينصحه ويرشده فإن كان مسبلاً فإنه يعطيه عشرة ريالات لتقصير ثوبه اولاً ثم يأتي اليه مرة اخرى ليعطيه مما تيسر.
وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم. للصغير والكبير المدير والوزير القريب والبعيد.
* حبه الشديد للخير فلا يبالي أن يتجه من المطار إلى موقع الحفل الخاص بأي حلقة لتحفيظ القرآن الكريم. ومنها انه كان في سفر ويوجد حفل في الدلم وهي تبعد حوالي 100 كم من المطار، فطلب منهم استقباله في المطار فتوجه من المطار الى الدلم لحضور الحفل.
ومن المواقف ان الشيخ كان مريضاً بالانفلونزا، وعنده محاضرة صباحاً في المصانع الحربية في الخرج وعندما اتصلت على بيته للاطمئنان على صحته اخبرت انه ذهب الى المحاضرة، فبطريقتي حصلت على رقم جوال الذي معه فكلمته وكلمت الشيخ وسألته عن حاله وان صحته لا تسمسح له بالسفر اخبرني - رحمه الله - انه على موعد مسبق مع الإخوة وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «سافروا تصحوا».
* سافرت مع الشيخ سفرات ولم يأت وقت صلاة وننزل نصلي الا وبعد كل صلاة يلقي الشيخ نصيحة للحاضرين. علماً بأن الشيخ عند ركوبه السيارة سواء في سفر او داخل الرياض حريض جداً على سماع اذاعة القرآن الكريم فيطلب من السائق مباشرة تشغيل الاذاعة وكان يتمنى - رحمه الله - ان يكون القراء في الاذاعة من الشباب خريجي الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
* من خلال حضوري مع الشيخ لكثير من حفلات تحفيظ القرآن الكريم والمحاضرات فان الشيخ في كلمته دائماً يثني ويدعو لولاة الامر ويشكرهم على ما يبذلونه في خدمة الاسلام والمسلمين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved