Saturday 8th september,2003 11302العدد السبت 11 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجزيرة تتابع وتحاول الوصول إلى النقطة التي سيصل إليها مؤشر سوق الأسهم الجزيرة تتابع وتحاول الوصول إلى النقطة التي سيصل إليها مؤشر سوق الأسهم
المضاربة المحركة للسوق وليس أداء الشركات
الارتفاع الكبير للسعر لا يتيح الفرصة للمضاربين في تحقيق أرباح عالية

* خالد الفريان (باحث استثمار)
تحدث مراقب آخر للسوق، وقد أخذ النظرة التشاؤمية للوضع وجازماً أن السوق وخلال أسابيع سوف يهبط بشدة كرجل هبط من أعلى قمة جبل وتناثرت أشلاؤه
الباحث في الاستثمار يطرح رؤيته حول ماسيخبئه القدر بالرغم من تفاؤل آخرين
حافة الهاوية: الذهاب لوحدة تداول الأسهم لكسب الخبرة!
الهاوية : اكتساب تلك الخبرة!
* أكاد أجزم بأن سوق الأسهم السعودي سيشهد خلال الأسابيع تراجعاً حاداً، وأن القشة التي ستقصم ظهر السوق، آتية قريباً، وقد تكون من اعلان الشركات نتائج الربع الثالث، في بدايات شهر أكتوبر. ومن المتوقع أن تنخفض أسعار أسهم الشركات ذات الأداء الضعيف، بنسب عالية، ولن يكون مستغرباً أن تصل إلى نصف قيمتها الحالية!!
* وهذا التوقع «المتشائم» يأتي بناء على استقراء للأحداث السياسية في المنطقة، وتحليل منطقي لعدة عوامل اقتصادية واستثمارية، وأهمها مسيرة السوق خلال الفترة الماضية.
* ففي 28/2/2003م (أي قبل ستة أشهر فقط) كانت قيمة مؤشر السوق الرئيس 2556 نقطة، وفي 28/8/2003م قفز المؤشر بصورة قياسية إلى 4245 نقطة بنسبة ارتفاع بلغت 66% وقد ارتفعت عدة شركات أكثر من الضعف، كما ارتفعت شركتان ضعفين ونصف!! (انظر الجدول المرفق) كما أنه لم ينخفض سعر أي شركة خلال تلك الفترة!
* ومن الأسباب المتداولة لتلك الارتفاعات:
* انتهاء الحرب الأمريكية على العراق.
* ارتفاع أسعار النفط، وارتفاع مستويات السيولة.
* صدور نظام السوق المالية.
* انخفاص معدلات الفائدة.
* عودة رؤوس أموال من الخارج.
* دخول مستثمرين خليجيين السوق.
* التوجه نحو تجزئة الأسهم.
* تحقيق أغلب الشركات - وبالذات القيادية أرباحاً جيدة.
ومن الواضح للمتابع لنمط حركة الأسعار نزولاً وارتفاعاً أن هناك مضاربين كباراً استغلوا تلك العوامل لرفع الأسعار بصورة عالية جداً، وقد تنقلوا من قطاع إلى آخر، ومن نوعية من الشركات إلى أخرى، وقد تبعهم بطبيعة الحال بقية المتعاملين في السوق.
وكان منطقياً أن ترتفع الشركات التي حققت أرباحاً بمعدلات قياسية وأهمها الاتصالات وسابك والراجحي (وهي الشركات التي من المتوقع ألا تنزل أسعارها مع النزول المتوقع للسوق) ولكن أن ترتفع الشركات الأخرى استجابة لذلك، فهذا مؤشر على التأثير الكبير للعوامل النفسية في قرارات المتعاملين، التي بدورها تستغل من قبل المضاربين (أحسن استغلال بالنسبة لهم، وأسوأ استغلال بالنسبة لصغار المتعاملين).
ومن أبرز الأمثلة التي توضح أن السوق هو سوق مضاربة وليس سوق مرابحة وأن ما يحرك السوق هو توجهات المضاربين أكثر من واقع أداء الشركات، ماحدث يوم 25 أغسطس فقد كان سعر شركة المواشي المكيرش 35ريالاً وارتفع إلى 38ريالاً، وفي عشر دقائق هبط إلى 32ريالا ( في عشر دقائق هبط لسعر بنسبة بلغت نحو 16%) ليعاود الارتفاع في اليومين التاليين ليتجاوز 40%.
فهل تغير أداء الشركة خلال دقائق؟ وهل تأكد الخبر الذي أدى إلى الارتفاع، وهو تخفيض رأس مال الشركة، ومن ثم تأكد أنه غير صحيح وعاد مرة أخرى ليتأكد أنه صحيح خلال دقائق؟ والإجابة على السؤالين بالتأكيد هي لا.
ليصبح المبرر الوحيد لتلك التقلبات القياسية، هو توجهات المضاربين، والمخيف في الوضع هو استجابة السوق السريعة لتلك التوجهات، مما يؤكد هشاشة الأسعار وقابليتها التامة للانهيار في اللحظة التي يقرر المضاربون ذلك أو جراء حدوث أزمة سياسية أو اقتصادية في المنطقة.
* ومن خلال تحليل مؤشرات أسهم عدة شركات والقيمة الدفترية لها ومعدلات أرباحها وأدائها الحالي والمتوقع مستقبلاً فإن قيمتها السوقية الحالية غير عادلة وأعلى بكثير مما تستحق، ومن الطبيعي أن تكون أسهم تلك الشركات معرضة للانهيار جراء هزة بسيطة في أسعار النفط أو في الظروف السياسية. وما يحدث في العراق من جهة وتداعيات الحرب على الإرهاب توحي بأن مثل تلك الهزة قد تحدث في أي وقت.
* من جهة أخرى فإن مستوى الأسعار المرتفع حالياً بصورة قياسية، لا يتيح مجالاً كبيراً لكبار المضاربين لتحقيق أرباح عالية مستقبلاً بعد أن تم «قشط» السوق وتحريك جميع الشركات تقريباً ولم يتبق إلا مجال محدود لهم للحركة، مما يحتم عليهم إعادة الأسعار إلى مستوى متوسط، وقد يكون أواخر شهر سبتمبر، حيث تبدأ تصلهم المعلومات «أولاً!» حول نتائج الربع الثالث، هو الوقت المناسب لبدء الانسحاب من الشركات ذات الأداء الضعيف مقارنة بالأسعار السوقية لأسهمها.
وذلك اما من خلال الانسحاب التدريجي، لتنزل الأسعار بصورة هادئة إلى مستويات معقولة، وإما من خلال الانسحاب السريع لتنزل الأسعار بصورة حادة، تؤدي إلى شبه انهيار للسوق، وليس من مصلحتهم القيام بالانسحاب السريع، ولكنهم قد يضطرون إليه، في حالة حدوث تغيير سلبي في العوامل السياسية والاقتصادية المؤثرة على السوق، وهذا للأسف ما توحي به الأجواء المحيطة، التي قد تأتي قريباً بالقشة التي تقصم ظهر السوق.
* وبناء على هذا التحليل فإن على صغار المستثمرين توخي الحذر وعدم الانجراف خلف الارتفاعات «الهشة» للشركات الخاسرة، وعدم الشراء في الشركات قبل التأكد من عدالة سعرها ومقارنة بمؤشراتها المالية وأدائها الحالي والمستقبلي.
* ومن المتوقع في حالة حدوث الانهيار -لاسمح الله- أن تكون أسهم الشركات التي ارتفعت مؤخراً بمعدلات عالية (انظر الجدول) هي الأكثر عرضة للانخفاض أولاً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved