Saturday 8th september,2003 11302العدد السبت 11 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
من أسقط حكومة أبومازن؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

استقالة محمود عباس والمحاولة الفاشلة لاغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ضربتان في العمق أتتا على ما تبقى من خطة بوش المسماة بخارطة الطريق.
الآن يلتفت الرئيس الأمريكي جورج بوش نحو مستشاريه بحثاً عن حلٍّ ينقذ خطته.. وليس أبومازن الذي ورطه في مهمة قضت على تاريخ الرجل النضالي.
أبو مازن ظل وحتى قبل ساعات من تقديم استقالته يحاول الاستنجاد بالأمريكيين، فقد أجرى اتصالات بمستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي كونداليزا رايس محاولاً دفع الأمريكيين إلى اتخاذ خطوات ملموسة لدعم موقفه بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الفلسطينيين وخاصة اغتيال القادة منهم وهدم المنازل واجتياح القوات للمدن والقرى إلا أن كونداليزا رايس لم تكلف نفسها حتى مجرد إطلاق تصريح يشعر الإسرائيليين بأن واشنطن غير راضية عن التصعيد الذي تقوم به قواتها.. بل حتى نفي ما أعلنته وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن رايس وكولن باول يؤيدان خطة إسرائيلية بإبعاد عرفات من وطنه.
وهكذا باءت كل محاولات محمود عباس بالفشل ولم يفلح بانتزاع أي موقف أمريكي لوقف الاستهتار الإسرائيلي.. ولهذا فقد حزم أمره على أن يقدم استقالته إلى الرئيس عرفات.. وأثناء توجهه إلى مبنى المجلس التشريعي في رام الله كادت الدموع تطفر من عيني أبومازن وهو يسمع هتافات أنصار فتح وبعضهم ممن يرتدون ملابس مقاتلي كتائب الأقصى وهم يتهمونه بالخيانة والعمالة.
الموقف الأمريكي السلبي.. والمواقف الإسرائيلية العدائية، وهتافات أنصار فتح جعلت أبو مازن يحزم أمره ويصر على استقالته بلا رجعة. وكأن إسرائيل وبالذات شارون ينتظر هذه الخطوة، فأعطيت الأوامر إلى فرق الاغتيال الإسرائيلية لتنفيذ عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس، حيث هاجمت طائرات الإف 16 المقاتلة بالصواريخ منزلاً كان الشيخ يزور صاحبه مع مدير مكتبه اسماعيل هنية، ولولا لطف الله لفقد الشيخ حياته، وعندها تكون إسرائيل قد أشعلت حريقاً لا يعلم إلا الله الى أي مدى ستمتد نيرانه؟؟!!
عموماً جريمة محاولة اغتيال الشيخ أحمد ياسين وتوقيتها بعد دقائق من تقديم محمود عباس استقالته تؤكِّد الرغبة الأكيدة لدى شارون وحكومته في إفشال خطة بوش ودفن خارطة الطريق التي ولدت مثل حكومة أبومازن بلا حياة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved