* العواصم - الوكالات:
تعهدت الولايات المتحدة باستمرار جهود السلام في الشرق الأوسط في الوقت الذي صدم فيه رئيس الوزراء الفلسطيني محمود العالم بتقديم استقالته.
وعبّر الاتحاد الأوروبي عن انزعاجه ولمحت إسرائيل إلى انها لن تتعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ودعا الزعماء العرب إلى الوحدة الفلسطينية في الوقت الذي اتخذ فيه عباس قراره في صراع على السلطة مع عرفات الذي يمكن أن يكون ضربة قاتلة لخطة «خريطة الطريق» للسلام التي تدعمها الولايات المتحدة.
وامتنع مسؤولون أمريكيون يدعمون عباس المعتدل الذي يستطيعون التعامل معه بان يكون الامر قد حسم بشأن استقالة عباس.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية رفض ذكر اسمه في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن على عرفات «لسنا متأكدين أن هذه هي نهاية الامر.» وتتهم إسرائيل عرفات باذكاء العنف وهو ما ينفيه عرفات.
وقال توم ريدج وزير الأمن الداخلي الامريكي للصحفيين في سيرنوبيو شمالي ايطاليا «واضح جدا بالنسبة لنا في الولايات المتحدة أن عرفات لم يوفر سبيلاً للسلام في السنوات الكثيرة الماضية».
واضاف ريدج «اشك أن تعوق استقالة عباس الرئيس الامريكي جورج بوش والمجتمع الدولي عن الجهود الرامية إلى اعادة الاطراف إلى طاولة المفاوضات».
ويسود اعتقاد على نطاق واسع بان عرفات يشعر بالقلق من القاء اللوم عليه في انهيار عملية صنع السلام ومن تهديدات إسرائيلية بابعاده.
وقالت إسرائيل انها لن تقبل عودة تسيير عرفات للامور اليومية للسلطة الفلسطينية «او أي شخص يجري مزايداته».
وقال بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية «ان (عرفات) جزء من المشكلة وليس الحل. انه سبب مباشر يهدد الاستقرار في المنطقة».
وقال الاتحاد الاوروبي الذي انضم إلى واشنطن والامم المتحدة وروسيا في تأييد ما يسمى «خريطة الطريق» للسلام انه انزعج بسبب استقالة عباس.
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان الاتحاد «منزعج بقوة بسبب الخطر الجدي للفوضى في رئاسة (السلطة) التنفيذية الفلسطينية».
والقت بعض دول الاتحاد الاوروبي في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الذي يضم 15 دولة في ريفا ديل جاردا بإيطاليا اللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في رحيله.
وقالت انا ليند وزيرة خارجية السويد ان عباس اعطي «قبلة الموت» عندما قررت الولايات المتحدة وإسرائيل أن تتعامل معه فقط وليس مع عرفات.
وقال المستشار الالماني جيرهارد شرودر لتلفزيون (زد دي اف) «عباس هو شخص يرمز إلى الآمال لدى الجميع بشأن عملية السلام. اذا لم تنجح الجهود لإبقائه في المنصب فسوف يكون ذلك عاملا سلبيا لعملية السلام».
وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر انه من المهم جدا بالنسبة للقادة الفلسطينيين أن يتغلبوا على الموقف الصعب الراهن حتى يستطيع الجميع التركيز على الموقف الصعب الذي تواجهه فلسطين بسبب الهجمات الإسرائيلية الاستفزازية.
وردد وزير الخارجية الاردني مروان المعشر وجهة النظر هذه حيث ناشد القيادة الفلسطينية «توحيد الصف الفلسطيني وتجاوز الخلافات والترفع عنها في هذه اللحظات التاريخية».
وانضم القادة العرب إلى النشطاء الفلسطينيين في التنديد بهجوم صاروخي إسرائيلي اصيب فيه الزعيم الروحي لحماس الشيخ احمد ياسين بإصابات طفيفة وحذر من هجمات انتقامية ضد الدولة اليهودية.
وقال هشام يوسف المتحدث باسم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن الشيخ ياسين هو احد الرموز التي تحظى بالاحترام الشديد في الاراضي الفلسطينية المحتلة. واضاف انه لذلك يمكن توقع رد فعل متناسب مع مستوى الاحترام تجاهه في الاراضي المحتلة.
ونقلت وكالة بترا الحكومية الاردنية عن المعشر قوله «التصعيد الإسرائيلي تهديد خطير لعملية السلام وامر مرفوض مهما كانت اسبابه ودوافعه.» وحث البيت الابيض على التزام الهدوء في الشرق الأوسط بعد استقالة محمود عباس واصابة الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس في هجوم صاروخي إسرائيلي.
واثارت استقالة عباس الذي كانت الولايات المتحدة تعول عليه في المساعدة على احلال السلام صدمة في شتى انحاء العالم ومخاوف من احتمال تفجر موجة جديدة من العنف في الشرق الأوسط.
وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض في بيان «نحن نتابع الأحداث في المنطقة عن كثب وممثلونا على اتصال بجميع الاطراف المعنية».
واضاف «في هذه اللحظة الحرجة من المهم أن تتبصر جميع الاطراف في عواقب افعالها».
وقال مكليلان إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بخطة السلام.
وتابع «ما زلنا ملتزمين بتنفيذ خريطة الطريق والعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية التي تسعى للسلام ومع شركائنا في الرباعي لتحقيق الرؤية التي عرضها الرئيس يوم 24 يونيو (حزيران) 2002».
|