مخطوطات باكو العربية في «الفيصل»

صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل لهذا الشهر زاخرا بكثير من الموضوعات الادبية والعلمية والفنية تصدره التحقيق الذي أعده تركي بن ابراهيم القهيدان بعنوان «لينة: آثار وآبار»، واوضح فيه ان لينة تعد من اهم المواقع الاثرية في شمال المملكة العربية السعودية، وقد عرفت بهذا الاسم منذ الزمن القديم ربما تعود الى نبي الله سليمان، كما انها ملتقى طرق، ثم تحدث عن آثارها، وقدم لمحة تاريخية عنها، وتساءل هل جن سليمان حفرت آبار لينة؟، وقدم وصفا عاما ومشاهدات ميدانية، وتحدث عن آثار لينة المهملة وآبارها التي تشكل خطورة على زائريها، وختم التحقيق بالنتائج والتوصيات التي من ضمنها توجيه الدعوة الى المختصين بالآثار والباحثين لزيارة هذا الموقع، واجراء دراسات عنه، حتى يمكن استثماره في مجال السياحة.
ومن القضايا المعاصرة في العدد مقالة الدكتورة خيرية ابراهيم السقاف «التربية والصحافة» التي اوضحت فيها ان العلاقة بين التربية والاعلام، وبين التربويين والصحافة هي علاقة تعلم مستمر هدفها المواطن والوطن، كما ان الصحافة واجهة لوعي الانسان، ممثلة لمدى رسوخه في تجربة الوعي، او وقوفه على هامشها، وبهذه القدرة لها على التمازج والتداخل والمشاركة في حياة الناس، غدت سلطة مشاركة للسلطات كلها، وهي التي تعمل على تكوين الرأي والموقف والاتجاه.
وتناولت سعاد رحائم دور المرأة في مجتمعها من خلال مقالتها «الشهود الحضاري ودور المرأة في التنمية» فأوضحت ان للمرأة البالغة اهلية كاملة في الولاية الذاتية على نفسها، اذ لا يملك وليها إجبارها على الزواج ممن لا تريد، كما ان لها ولاية على اموالها وغير ذلك من الولايات الاخرى، كما تناولت ما حققته المرأة من النمو الاقتصادي الهائل الذي أسهمت به في رفع المستوى المعيشي لأسرتها ولبلدها، وختمت الموضوع ببعض التوصيات.
وكان موضوع نوزاد عبد الرحمن الهيتي عن «الموارد المائية في دول مجلس التعاون الخليجي: الواقع الراهن والتحديات المستقبلية» الذي شرح فيه ما تعانيه دول المجلس من ضغوط شديدة على مواردها المائية المتاحة، متوقعا ان تزداد الحالة سوءا في العشرين عاما القادمة من القرن الحالي، نتيجة لتوقع زيادة في الطلب على المياه بمعدلات مرتفعة لمواكبة النمو السكاني المطرد مما ينعكس سلباً على مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج العربي، ما لم تتخذ دول المجلس اجراءات مؤثرة على الصعيد المؤسسي والاقتصادي والاجتماعي والتشريعي لوضع سياسة مائية تهدف الى تخفيض استهلاك المياه والحد من تبذيرها وتلوثها وترشيد استخدامها، وتوفير موارد مائية اضافة لضمان استمرارها لمصلحة الاجيال القادمة.
وفي مجال الادب ناقش عبد التواب يوسف «ادب ذوي الاحتياجات الخاصة عنهم ولهم» وتحدث عن هذه الفئة في الادب قديما وحديثا، وحقوقها والوثائق الصادرة بشأنها، وادبيات ذوي الاحتياجات الخاصة وادبهم: ما عليهم وما هو لهم، وأوضح ان رعاية الاحتياجات الخاصة ليست وليدة حنان وعطف وشفقة، وليست استثمارا او استغلالا للمشاعر الفياضة تجاههم، وانما هي حق لهم، وواجب على من نراهم «اسوياء».
وجاء الموضوع الرئيس في العدد عن «المخطوطات العربية في باكو» اعدته عائدة قاسم شاهلار، وباكو هي احدى مدن اذربيجان العريقة والغنية بعدد وافر من المخطوطات الاسلامية النادرة في مختلف فروع العلم، وأوضحت الكاتبة كيف دافعت هذه المدينة عن هذا التراث العلمي ضد النظام الشيوعي ما يقرب من السبعين عاما، وما بذله علماؤها من جهد في سبيل جمعه وتصنيفه وفهرسته وصيانته. ثم تحدثت عن مكتبة معهد المخطوطات الاكاديمية العلوم لاذربيجان التي تعد معقلا للمخطوطات النادرة التي تقدر بنحو 12 الف مخطوطة، وتناولت اهم المخطوطات، ودور المعهد في حفظ التراث العربي الاسلامي في تلك البقاع.
وفي مجال الفنون جاء الحديث عن «التكعيبية في فن الرسم» بقلم فاضل كمال الدين، فتناول مصدر نشوءالتكعيبية، وماهية المذهب التكعيبي وخصائصه، والتكعيبيون المتصلبون والمتساهلون.
ومن قصائد العدد: «حبيبتي» و«قبلة» لسعد البواردي، و«البحر يروي سيرة السندباد» لعبد الله بن صالح الوشمي، و«الزهر.. والهدايا» لعميرش لمين، و«قبس» لاحمد الخير.
وجاءت قصص العدد تحت عناوين: «هواجس» لحسب الله يحيى، و«ثور المصلحة» لمتولي الشافعي، و«خطر يوم الاحد» لروبرت بنتشلي، ترجمة: زهير شفيق رومية.
وجاء في باب قراءات، مراجعة لكتاب «حق التضحية بالآخر: امريكا والابادات الجماعية تأليف: منير العكس، قدمه نايف الظيط، وكشف فيه ان يهودية المستعمرين الانجليز هي التي ارست الثوابت الخمسة التي رافقت التاريخ الامريكي في كل محطاته وهي: المعنى الاسرائيلي لأمريكا وعقيدة الاختيار الالهي والتفوق العرقي والثقافي، والدور الخلاصي للعالم، وقدرية التوسع غير النهائي وحق التضحية بالآخر.
وقدم محمد رجب السامرائي قراءة في كتاب «المرأة في أدب العصر العباسي» تأليف الدكتورة واجدة مجيد الله الاطرقجي، وقد قالت المؤلفة ان اختيارها لهذا الموضوع لتصويب الرأي القائل إن العصر العباسي كان بجملته عصرا شمله تيار التحلل والتفسخ، وقد عمدت المؤلفة الى استقصاء الادوار التي قامت بها الحرائر في السياسة التي كانت تتصف في أغلبها بالحكمة وبعد النظر، وتتسم بالايمان والاصالة، وتضمن الكتاب عرضا لصورة الجواري في الأدب، وكانت في اكثر ما ظهر لنا صورة المخلوق الجميل الذي ملأ قلوب الشعراء، وحرك عواطفهم فتوسعوا في الغزل.
وكتب الدكتور صلاح محيي الدين محمد عن استاذ الاعلام «عبد اللطيف حمزة: العالم الفقيه ورائد الاعلام الاسلامي الحديث وتعرض لتاريخ هذا الرائد الفقيه الذي عاش الهم، وحمل الراية منذ الاربعينيات، والادوار الريادية التي اطلع بها.
ومن الابواب الثابتة: «رسائلكم»، و«ردود وتعقيبات»، والمسابقة التي رصدت عددا من الجوائز القيمة للفائزين، و«الملف الثقافي» الذي يتابع الحركة الثقافية العربية والعالمية خلال الشهر، وختم العدد ب«خاتمة المطاف» وكانت بعنوان «الموت في مأساة هاملت» بقلم د. أحمد زياد محبك.