Saturday 8th september,2003 11302العدد السبت 11 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قدّم له الدكتور عبدالعزيز الخويطر قدّم له الدكتور عبدالعزيز الخويطر
موسى السليم يصدر مجموعة من الأناشيد التربوية والوطنية في ديوان وسمه بأغلى وطن

«شعر الأناشيد قسم من أقسام الشعر، قائم بذاته، ينتصب في الميدان وحده، وله أهله، وله أكفياؤه، وله أبطاله، وله متخصصون، وليس كل شاعر يجيده، لأهله ملكة عرفوها فصقلوها، ودربوها، قدحوا زندها، وأذكوا أوارها، وأعلوا منارها، حتى تم لهم منها صورة ارتضوها فجاءوا يعرضون بضاعة مطلوبة، وسلعة مرغوبة، ومن ذا الذي لا يتطلع إلى أناشيد تمجد الوطن وتشيد بذكره وتفاخر بعزه، فتشحذ بذلك الهمم، ومن ذا الذي لا يرحب بأناشيد تذكي البطولة، وتحث على رفع قيمة المكتسبات الوطنية، وحماية الثوابت».
بهذه الكلمات استهل الدكتور عبدالعزيز الخويطر حديثه عن شعر الأناشيد في مقدمته لديوان الأستاذ موسى بن محمد السليم (أغلى وطن) الذي صدر عن نادي الطائف الأدبي، في المدينة التي ترنم فيها الشاعر السليم بقصائده الأولى حين كان طالباً في دار التوحيد المتوسطة والثانوية.
وعن ميزة الأناشيد يقول الدكتور الخويطر: «إنها في جانب مهم منها تخاطب الصغار من أبناء الوطن، وهم النبتة الغضة، القابلة للتعديل، والتشذيب والتهذيب، والتوجيه، فهم التربة الصالحة لزرع الأفكار الخيرة المنتقاة، ترسخ في أذهانهم، وتعمق في ذاكرتهم، فتتلون تصرفاتهم في مراحل نموهم القادمة، فيشيع نورها في أعمالهم عندما يكبرون يجذبهم إليها سهولة نطقها، ووضح معانيها، وسهولة حفظها، خاصة مع الترديد واختيار اللحن الجذاب».
ويحكي الدكتور الخويطر عن تجربته مع الأناشيد في مرحلة الطفولة والشباب، والأثر الذي كانت تحدثه كلمة «الوطن» في النفوس، وما ينغرس من الأمل في أن يكون هذا الطفل حامياً للوطن، ومبعداً عنه الضيم، دون تردد، أو نقص إيمان، ويعرف دوره في مجتمعه عندما يكبر، ويمثل لذلك بنماذج عديدة من الأبيات والأناشيد التي لا يزال يختزنها في ذاكرته منذ أيام الصغر.
وعندما اطلع الدكتور الخويطر على مسودة الديون لم تكن أناشيده جديدة عليه، كان يعلم أنها مجهود سنوات عديدة، وكان أثناءها كما يقول: «من المتابعين لما تنتجه قريحة الأستاذ السليم، وما كان ينسجه فكره بوحي من المناسبات التعليمية المتتابعة، وكان هو المدد لأناشيد مدارس الرياض، فلم تكن تحتاج إلى كبير عناء في البحث عمن يقابل حق حفل مناسباتها السنوية المتكررة، التي كان خادم الحرمين الشريفين يشرفها بحضوره، أو يُنيب عنه من يقوم بذلك، وكانت أناشيد الأستاذ موسى السليم تتصدر الحفل، وتواكبه، وتختمه».
وقد كان الأستاذ السليم نائباً لمدير عام مدارس الرياض للبنين والبنات ومديراً لمدارس البنين في الفترة من عام 1397هـ حتى نهاية عام 1410هـ.
وعن أناشيد الديوان يقول الدكتور الخويطر: «والناظر في هذه الأناشيد كالناظر في أناشيدنا في الماضي، يجد أنها تجسد الحقبة التي قيلت فيها، وتعبر عما في النفوس من إيمان، وولاء وطموح، وتطلع، فأول نشيد يؤكد الهوية الدينية، ويؤكد أن المنشد مسلم، ويحدد واجباته وما يتوقع منه، وولاؤه لإسلامه، وتمسكه بعقيدته يتبعهما ولاؤه لقادته، والإشادة بالوطن منبع المجد ومصدر الفخر، ثم، وهو يتحدث في مدرسته أن يرى فائدة قنديل العلم، وفوائد إشعاعه».
ويتتبع الدكتور الخويطر أناشيد الديوان، ويشير إلى الروضة، وهي النبتة الأولى ونشيدها الذي يتناسب مع سن من فيها، ويؤكد محبتهم لروضتهم، وهم يقضون فيها أسعد أيام حياتهم، ولا ينسى أنها البذرة الأولى للإشعاع الفكري.
وعن حفلات مدارس الرياض وما يمثله النشيد فيها من أهمية، يتحدث الدكتور الخويطر عن التمثيلية الشعرية (الأوبريت) المسماة «بناء الوطن» حيث حضر الحفل الذي قدمت فيه، ويقول: «تشهد موكباً مرّ بأنواع النشاط في البلاد وأشعل في كل جانب شمعة، والوطن يستمع للفئات التي تكونه ضياء بهيجاً، يسمع للزراع وللمهندسين والبحارة، وللصناع، وللأطباء، وللعسكريين، ولطلاب العلم، وختام هذه المشاهد مسك، وهو نهج جميل وفكرة صائبة، أحسن اختيارها وصياغتها الأستاذ موسى، وكانت ناجحة، ولا أزال أذكر القبول الذي واكب إلقاءها».
وفي لمحة سريعة يستعرض الدكتور الخويطر أناشيد الديوان، يقول: «والحديث عن الإسلام لا يمل، وفيه أجر وفيه أمل، لذا جاء نشيد «مسلمون» معبراً عما يراه المؤلف في هذا الاتجاه، وتتوالى العناوين، وتتوالى الأفكار تحتها، فمن إشادة بمدارس الرياض ودورها، إلى الأمة وحقها، ثم إلى الوطن، الوطن يشد المؤلف فلا يكاد يتركه إلى غيره حتى يعود إليه، ثم إلى (أوبريت) «مسيرة الخير» ليتحدث الشاعر عن نواح يجب أن تبرز في هذا الثوب القشيب، ثوب الشعر، وخاصة شعر النشيد، وهي مسرحية صافية شافية، يدلف إلى الرياض، ولا يتوقع أن ينسى أحدنا الرياض العاصمة وواجهة من الواجهات المضيئة في التنمية، ويؤكد التصاق الفرد بالأرض التي يقف عليها، فينفرد بحوار مبتكر بين الأرض والجيل، والطفولة بسمة تذكر بما في الناشئ من براءة، وما له من حق، وما يعلق عليه من أمل، ثم يعود إلى الحديث عن الوطن، وما يشيد إليه في نشيد عنوانه: (عرين الإباء)، وفلسطين في الذهن وفي القلب وفي الضمير، فيخصص لها لوحة شعرية مسرحية في «لغم أنا» ويدعو الله أن يحمي مصادر فخره: مجده، وطنه، عزه، حبه، عشقه لأرضه، يصوغه نشيداً في «حماك الله» ويعود للكيان والوطن في «الكيان الكبير» فيأتي بفكر جديد يدخل من زاوية غير الزوايا التي سبق أن مجّد الوطن منها.
ويتابع الدكتور الخويطر لمحته السريعة على أناشيد الديوان وينتقل إلى القسم الثاني منه الذي يبدأ بنشيد «بابا فهد» فيقول: «هو نشيد ألقي أمام خادم الحرمين الشريفين، رمزاً للولاء، والاعتراف بالفضل في رعايته لهذه المدارس (مدارس الرياض) التي أصبحت نموذجاً بين المدارس الأهلية والحكومية، ويعود الشاعر للمواطنة في نشيد «سعودية يا سعودية» وفي حفل سنوي يأتي الترحيب بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وهو حفل حافل جاء النشيد متمثلاً معه في الأهمية بما احتوى عليه من أفكار».
وفي لمحته السريعة على بقية الأناشيد يواصل الدكتور الخويطر ويقول: «وتأتي التفاتة مرحب بها، التفاتة موفقة، محورها أطفال الروضة، وتدور أفكارها حول «الطيور» وهو موضوع مناسب، ومتوقع، ويقفز الشاعر إلى موضوع مهم لا يجوز أن ينسى وهو الخليج، وصلتنا به، وما نوليه من نظرة، وما نحسبه له من حساب، وما نؤمله له من مستقبل، ثم يشد حب الوطن الشاعر فيعود إليه في نشيد «يا حلوة يا بلادي» وفي «ديرتي وروحي» ثم يعطي الخليج حقه مرة أخرى بإخلاص وقدرة، ثم يلتفت للمنتخب فيشركه في أناشيده في نشيد «لعبك طرب» ثم يقترب من نهاية مجموعته فلا ينسى الوطن الخالي، وهو ختام مسك ثان».
ويتألف الديوان الذي يقع في 158 صحفة من قسمين، يضم القسم الأول ثلاث تمثيليات شعرية (أوبريت) وهي: بناء الوطن، مسيرة الخير، والكيان الكبير، و15 نشيداً هي:
- أنا مسلم
- روضتي
- منبع الخير
- لا لن أضيع بلادنا
- مسلمون
- مدارس الرياض
- أمتي
- أغلى وطن
- رياض الخير
- يا أمنا الكبرى
- آمال الطفولة
- عرين الإباء
- لغم أنا
- كشافة العروبة
- حماك الله
أما القسم الثاني فيتكون من 11 نشيداً، وهي:
- بابا فهل (قام بأدائه طلاب وطالبات مرحلة الروضة والصفين الأول والثاني الابتدائي بمدارس الرياض في الحفل السنوي للمدارس عام 1409ه تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله .
- سعودية يا سعودية
- مليون هلا (وهو النشيد الذي قام طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية بمدارس الرياض للبنين والبنات بأدائه في حفل افتتاح مبنى المدارس بحي الناصرية عام 1402هـ الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وشرفه صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام).
- حب الطيور
- خليجنا يا عربي
- يا حلوة يا بلادي
- يا ديرتي وروحي
- وحدة خليجية
- لعبك طرب
- وطني الغالي
- عهد الوفاء
وعن تسمية الديوان أغلى وطن يقول الأستاذ موسى السليم: «سميته (أغلى وطن) لأن كل كلمة كتبت فعلاً من أجل العقيدة الكريمة لأغلى وطن، والتربة الطاهرة لأغلى وطن، والمسيرة العظيمة لأغلى وطن، وعرفاناً وامتناناً لأسمى قيادة رشيدة في أغلى وطن».
وحتى يتسنى لمن أراد الاستمتاع بأناشيد الديوان أصدر الأستاذ السليم إلى جانب الديوان اسطوانة مدمجة (CD ) تصدح بأصوات الطلاب وهم يؤدون الأناشيد، والجدير بالذكر أن الشاعر الأستاذ موسى السليم ونادي الطائف الأدبي قد جعلا دخل الديوان لصالح جمعية الأطفال المعوقين بالمملكة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved