عنوان الفصل التاسع من الكتاب: «جرائم ضد السلام وجرائم حرب ضد الإنسانية». وقد بدأه المؤلف بقوله: إن الحرب أعنف الجرائم التي ترتكبها الإنسانية ضد نفسها. ثم أوضح مدى التباين بين حكم القانون وسيف القوة، كما أوضح قوانين النزاع المسلح. وتكلم عن محكمة نورمبرج التي كونت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لمحاكمة مجرمي الحرب، مبيناً أهم بنودها، كما تكلم عن معاهدة جنيف الخاصة بالحرب وأسرى الحرب، محاولاً في كلامه عن هذه وتلك أن يظهر أن أمريكا لم تلتفت إلى ما تفرضانه من التزامات، وقد اختتم هذا الفصل بقوله:
إن جرائم الولايات المتحدة الأمريكية ضد السلام بدأت عندما شرعت في تخطيطها لمهاجمة العراق، وإنها خططت لتدمير هذه البلاد وعملت لتفادي أي مفاوضات جادة لمنع حدوث ما خططت له، وإنه يجب أن تكون هناك محاسبة على مثل هذه الأعمال إن كان يراد أن يشهد العالم عدالة وسلاماً.
وإشارة المؤلف إلى بداية جرائم أمريكا ضد السلام لا تعني - بطبيعة الحال - أن تلك الجرائم ضد السلام لم تبدأ إلا في الوقت الذي أشار إليه، وإنما قال ذلك لأنه بصدد الحديث عن المنطقة، وإلا فلو لم تكن من جرائم تلك الدولة إلا مساندة الكيان الصهيوني في جرائمه ضد الفلسطينيين بخاصة والعرب بعامة لتبين أن جرائمها قديمة الحدوث.
وأما عنوان الفصل العاشر فيشبه مدلوله مدلول العبارات الأخيرة من الفصل السابق له، إذ هو «العمل من أجل السلام وتحمل المسؤولية». وقد ذكر في هذا الفصل أن نشطاء السلام اجتمعوا في منتصف أغسطس، عام 1990م، بنيويورك لتكوين تحالف يهدف إلى ايقاف أمريكا عن التدخل في الشرق الأوسط، ثم بين جهوده هو ومن وقف معه لجعل قوات صدام حسين تنسحب من الكويت دون دخول أمريكا حرباً معها، كما بين ما قام به من أجل تكوين محكمة تحاكم دعاة الحرب.
وعنوان الفصل الحادي عشر من الكتاب: «الحريق هذه المرة» وقد بدأه المؤلف بقوله: إن الحرب هي الوسيلة الوحيدة التي رأت إدارة بوش أنها تحقق أهدافها السرية في الشرق الأوسط، وتؤسس سيطرة لا تنازع على مصادر الثروة النفطية الهائلة في المنطقة. وقد فصل في ايضاح ذلك كل التفصيل، مورداً ما رآه من أدلة مقنعة على صحة ما ذكره، ومفنداً ادعاءات الحكومة الأمريكية التي لا تؤيدها الحقائق والوقائع.
واختتم هذا الفصل بقوله: إن التحدي أمام الذين يؤمنون بالحلم الأمريكي هو أن يعطوا معنى لمضامينه، ويكافحوا لتحقيقها، ويصمموا على ان تقال الحقيقة للأمريكيين وحكومتهم حول ما يجب أن يفعل. إن أمريكا يمكن أن تصبح تقريباً وفق ما قالته عن نفسها دائماً، وان فعلت فإن جيلاً جديداً قد يصبح قادراً على أن يحرر هذه الأمة المكونة من الهنود والمهاجرين والمهددة للعالم الآن، وأن تؤسس ديمقراطية قادرة على تحقيق الحرية والعدل الاجتماعي والسلام. ولعمل ذلك يجب أن نقول الحقيقة ونتعهد بتحقيق الحلم.
أما الفصل الثاني عشر من الكتاب، وهو آخر فصوله، فعنوانه: «رؤية للسلام». وقد استهله المؤلف بقوله: إن التأييد الشعبي الأمريكي لما عمل بالعراق من رعب وموت وعدم انسانية أعظم تهديداً للمستقبل من كل ما عمل، وإن الإعلام قاد الرأي العام الأمريكي بسهولة ليحتفل بما ارتكب، ولم ينته عام 1991م إلا وقد بدأت أمريكا تهدد كوبا وهاييتي والعراق وليبيا وكوريا الشمالية وباكستان وسوريا وفيتنام إن لم تستجب لمطالبها.
وقد ساعد فشل النظام التعليمي الأمريكي والاعلام، والمؤسسات الديمقراطية، في جعل ذلك ممكن التحقيق.
ولضمان تحقيق السلام والعدل الاجتماعي وتفادي عدوان أمريكا مستقبلاً يذكر المؤلف ان لجنة التحقيق التي تكونت للنظر فيما قامت به الحكومة الأمريكية ضد العراق، وضعت عدة اقتراحات عناوينها كما يأتي:
1- اقتراحات لمواجهة الحاجات الضرورية في الخليج.
2- اقتراحات لضمان مستقبل السلام في العالم.
3- اصلاحات لتفادي الحرب وجرائمها والعسكرة.
4- اصلاح الأمم المتحدة لتحقيق القانون الدولي والقوى الديمقراطية.
5- اصلاحات لتحقيق العدل الاجتماعي والاقتصادي وحماية البيئة والمصادر الطبيعية.
6- اصلاحات لتحرير الولايات المتحدة من العسكرة، والحكومة غير الدستورية -حسب رأيه-، وتسلط ذوي الثروة، والمحتكرين، وتدخل الحكومة بشؤون غيرها من الدول والشعوب.
7- اصلاح أجهزة الإعلام العالمية.
8- اصلاحات لجعل الأفراد والمجموعات الخاصة والمنظمات غير الحكومية مسؤولة عن السلام والعدل الاجتماعي.
وقد أبدى المؤلف رأيه في تنفيذ تلك المقترحات، واحداً بعد الآخر، بما يجعلها جديرة بالتقدير والاحترام.
أما ملاحق الكتاب فأحد عشر هي:
1- رسالة إلى الرئيس بوش بتاريخ 12/2/1991م. وقد أشار فيها إلى رحلته إلى العراق للتحقيق في الضرر الذي لحق بالحياة المدنية هناك نتيجة القصف والمقاطعة والحصار، وفصل ما رآه للرئيس تفصيلاً واضحاً كل الوضوح.
2- رسالة إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بتاريخ 13/4/1991م. وقد ذكر اللجنة بما يجب عليها اتخاذه من اجراءات للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها الحكومة الأمريكية ضد العراق.
3- دعوى باتهام الرئيس بوش بارتكاب جرائم حرب ذكر منها 19 تهمة.
4- قائمة بالأمكنة التي تمت فيها الشهادات والمقابلات من قبل لجنة التحقيق التي تكونت للنظر في الجرائم المرتكبة.
5- الحكم النهائي لمحكمة جرائم الحرب العالمية.
6- قضاة محكمة جرائم الحرب العالمية، وعددهم اثنان وعشرون من دول مختلفة.
7- رسالة إلى الرئيس بوش بتاريخ 4/3/1992م أشار في بدايتها إلى ارسال لجنة التحقيق إليه رسالة مشتملة على التهم الموجهة ضده، وأخبره ان المحكمة أدانته بها، كما أدانت نائبه كويل، ووزير دفاعه تشيني، ورئيس قواته باول، ورئيس الاستخبارات المركزية وبستر والجنرال شوارزكوف.
8- رسالة إلى سكرتير الأمم المتحدة، بطرس غالي بتاريخ مارس 1992م، وقد ذكر فيها له قرار المحكمة المذكورة وأشار إلى أن الأمم المتحدة استخدمت من قبل أمريكا أداة ضد الشعب العراقي. وحثه ليعمل كل ما في وسعه لئلا يحدث مثل ذلك مستقبلاً.
9- رسالة إلى أجهزة الاعلام في مارس 1992م أورد فيها ما رآه من تحيزها للعدوان، وما توصلت إليه المحكمة المشار إليها سابقاً من حكم.
10- رسالة إلى مجلس الأمن في مارس 1992م يخبرهم فيها بالحكم الذي توصلت إليه المحكمة حول الجرائم التي ارتكبتها الحكومة الأمريكية ضد العراق، ويطرح عليهم أسئلة قوية حول مواقفهم من تلك الجرائم وما يمكن أن يتخذوه لئلا تتكرر أمثالها.
11- مختارات من القانون الدولي، وبخاصة مواد من معاهدة جنيف، ومحكمة نورمبرج، وميثاق الأمم المتحدة.
وإذا كان المؤلف رمزي كلارك، قد ذكر ما ذكر من الأعمال التي ارتكبتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1991م فكيف به لو تكلم عما ارتكبته الحكومة الأمريكية الحالية في أفغانستان والعراق، وما اتخذته من موقف مؤيد كل التأييد للجرائم الفظيعة التي يرتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني؟
|