دائماً ما أسمع كلمة تتردد في أذني عند رؤيتي لإنسان معاق عقلياً أسمع الناس يقولون: مسكين يا حرام.
المشكلة ان هذا المسكين المشفق عليه بيده الصفقة الرابحة في معترك الحياة والممات.. لماذا ...؟ ببساطة شديدة هو إنسان ليس لديه عقل يحاسب عليه ويشغله بأمور معقدة أو مشاكل طويلة الأمد فكل ما في الأمر انه يصنع عالمه الخاص به لوحده يعيش فيه مع نفسه بأفكاره وتأملاته الخاصة ...
يصنع عالما صغيراً جداً لا يتسع إلا لشخص واحد ليس فيه شماعة لتعليق الأخطاء ولا أدراج لحفظ الهموم ولا شاشة ثرثارة تحمل عداداً يحصي عدد قتلى الحروب وضحايا المجاعات.. ألم أقل إن لديه العالم السحري الذي خلقت سماؤه من الحرية وأرضه من الصفاء والبراءة وسكانه طيور السعادة وأمطاره من الورد يخلو من ناطحات السحاب التي تحجب أشعة الشمس فشمسه تضرب كل جزء في أرضه كم هو محظوظ هذا المجنون فحتى بعد مماته لا ينتظره حساب ولا عقاب ...!
هو حر بجميع المقاييس فأحياناً يكون كتلة من المشاعر وأحياناً يكون وحشاً كاسراً يرفض كل شيء حوله وأحياناً طفلاً صغيراً متعلقا بأمه أو ألعابه.
ومع كل هذا التناقض لا أحد يحتج عليه لأنه هو الأفضل فنحن كل شيء فينا مهما كان صغيراً يظل غصة في الحناجر أو مشكلة تعاصر طويلاً لا يوجد لها الحل إلا من بعد أن تدفع ضريبة العقل ... ! فالنتيجة خسائر في خسائر ....!
حتى الحيوانات تحسده فهي لا تنعم بالراحة مثله تظل قابعة تحت ظل اللهاث والمناضلة من أجل البقاء وبينها تنافس على الماء والمكان وحتى فرض النفوذ الذي ليس من اختصاصها تتنافس عليه ....!
وفي النهاية الكل يموت لكن العبرة بمن عاش حياة أفضل.
|