Sunday 7th september,2003 11301العدد الأحد 10 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التربية والتماسك الاجتماعي التربية والتماسك الاجتماعي
منصور إبراهيم الدخيل/ مكتب التربية العربي لدول الخليج

لا يمكن لأي تربية ان تتم بمعزل عن التربية الاجتماعية فبيئة الطفل الاجتماعية هي الأساس في كل شيء فكلما كانت انماط التربية راسخة فيها استطعنا إقامة تماسك اجتماعي، فظاهرة الطلاق والمخدرات حتى المربية والخادمة المنزلية لو نظرنا اليها برؤية متأنية لوجدنا ان وجودها من أسبابه عدم وجود التنشئة الاجتماعية المثالية ولنا في اسلافنا القدوة في ذلك، فنظرة الى تكوين الأسرة عندهم نجدها تشمل الزوج والزوجة والأولاد وزوجاتهم بل أبعد من ذلك في بعض الأحيان تصل الى الأعمام وكل العناصر التي أشرت اليها مجتمعة وكل فرد من افراد هذه الأسرة يؤدي دوراً، ففي المزرعة تجد الرجال والنساء والأولاد صغارا وكبارا يعملون بكل جد ونشاط علماً بأنه لا يوجد في ذلك الوقت وسائل التقنية الحديثة التي يفترض عند جيل اليوم أن تكون عاملا مساعدا في اختفاء هذه الظواهر وتوفير الوقت الذي يجب أن ينصب في التنشئة الاجتماعية، واليوم عندما اتحدث عنها ليس الحكم مطلقا لأنه والحمد لله لا زال فئات من المجتمع لديهم التصاق بالبيئة المنزلية والاجتماعية وقد لمست ذلك بنفسي في بعض مدن وقرى وهجر المملكة سواء كان في طريقة الوجبات الغذائية التي يتم تناولها بالطريقة الاعتيادية القديمة حيث تختم بوجبة العشاء بعد صلاة المغرب مباشرة وبعد صلاة العشاء تجد جميع افراد الأسرة قد خلدوا الى الراحة والنوم وقد تحدثت إلى بعض أفراد هذه الأسر عن طريقة التعامل مع الأولاد وبالذات في هذا العصر عصر الانترنت والتلفزيون والإذاعات، فقال لي ان أبناءنا نشأوا في ظل هذه التربية المتماسكة ولا يوجد عندهم فراغ بذلك لأننا مرتبطون بهم، فمن هنا صرت أحدث نفسي وفي حالة استغراب هل يعقل ان يوجد هذا النمط من التربية وبالذات في هذا العصر عصر الحضارة المادية ولكن هذا ليس مستحيلا ونحن عندما نطالب بالتماسك الاجتماعي لا نطالب بالطريقة التي أشرت اليها عندما ضربت مثالا بذلك إنما أطالب بالشيء المعقول الذي يتلاءم مع هذا العصر وبواقعية حتى الذين يدعون ان توفير الوسائل الحديثة من كمبيوتر وألعاب الكترونية وإنترنت داخل المنازل تسهم في توفير بيئة اجتماعية هذا غير صحيح لأن لهذه الوسائل جوانب عكسية حتى لو انتقينا البرامج والألعاب الجيدة لسبب واحد فقط وهو قد نسهم في ايجاد العزلة والانفرادية بين افراد الأسرة لأن الطفل والشاب سوف يكونان منهمكين بهما وقبل ان اختم هذه المقالة يسرني ان اقدم الاقتراحات التالية:
1 الدقة في اختيار الزوج والزوجة الصالحة.
2 وأن يكون التوافق بين الزوجين فوق كل اعتبار.
3 تطبيق المنهج الاسلامي في التعامل داخل الأسرة.
4 الفحص قبل الزواج مهم جدا لتلافي الأمور التي تنتج مثل الإعاقة والعقم والامراض.
5 إبراز وسائل الإعلام للبيئة الاجتماعية المتماسكة من خلال زيارات ميدانية للأسر لحث الأسر الاخرى الاقتداء بها ومعرفة الأساليب التي تتبعها في التربية.
6 استغلال مناسبات الزواج والأعياد في توعية الاسرة في ضرورة التماسك الاجتماعي.
7 عدم اشتراط اهل الزوجة للمتقدم لابنتهم ان يسكن بيتا مستقلا عن أسرته.
8 الحد من ارتفاع غلاء المهور حتى يكون الزوجان بعيدين عن الضغوط المالية التي تهدد استقرار الاسرة.
9 استغلال المهرجانات الشعبية مثل الجنادرية في ترسيخ معنى الترابط الاجتماعي.
10 الترشيد في الوقت الذي يمضيه أفراد الأسرة مع التلفزيون والإنترنت والألعاب الأخرى الخاصة بالأطفال. والله الموفق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved