* باريس - وهيب الوهيبي:
يشكل المعهد الأوروبي للدراسات الإنسانية بفرنسا صرحاً دعوياً لتأسيس التعليم الجامعي الشرعي كما يعد همزة وصل بين الجالية المسلمة والفكر الإسلامي الأصيل وساهم المعهد في تخريج أعداد كبيرة من الطلاب التي تمكنهم من القيام بمهمة الإمامة والتعليم في المراكز الإسلامية يجمعون بين العلم الشرعي وفقه الواقع الأوروبي، ويلبون حاجة المسلمين في أوروبا..
«الجزيرة» رافقت وفد الندوة العالمية للشباب الإسلامي لمقر المعهد بشاتو شينون بفرنسا الذي غادر إلى هناك لتنفيذ برامج دعوية وتربوية وأعدت هذا التقرير..
مؤسسة علمية
في البداية تحدث مدير الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية الدكتور زهير شكر محمود قائلاً: يعد المعهد الأوروبي للعلوم الانسانية مؤسسة علمية متخصصة في الدراسات الشرعية وأصول الدين وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالاضافة إلى تعليم القرآن الكريم، ويعتمد على مناهج معتمدة في الجامعات الإسلامية، كما يتابع هذه المناهج مجلس علمي يقوم بالتدريس فيه أساتذة متخصصون ويهدف المعهد الذي تأسس عام 1992م إلى إعداد دعاة وأساتذة وباحثين يجمعون بين العلم الشرعي وفقه الواقع الأوروبي ويلبون حاجة المسلمين في أوروبا من الأئمة والمربين والمعلمين. والمعهد في هذا كله يسعى إلى خدمة الجالية المسلمة في أوروبا من خلال التعليم والارشاد والتوجيه وفق منهج يجمع بين الأصالة والحداثة والاعتدال والوسطية.
ثلاثة فروع
أوضح الدكتور زهير أن المعهد من الناحية العملية يضم في شاتوشينون ثلاث مؤسسات علمية هي:
معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها ويساعد المعهد الطالب على ممارسة وتطبيق اللغة العربية كما يدرس بعض العلوم الشرعية التي تفي بتكوينه وإعداده للمرحلة التعليمية.
معهد القرآن الكريم وقد أنشىء المعهد استجابه لرغبة الكثير من الطلبة في حفظ القرآن الكريم خلال سنتين.
الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية وتمكن الكلية الطلاب الحاصلين على شهادة البكالوريوس أن يواصلوا دراستهم الشرعية في الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية في تخصصي الشريعة وأصول الدين وذلك خلال سنتين كاملتين.
وأشار إلى أن الدراسة في الكلية الأوروبية يمكن أن تكون انتظاماً كما يمكن أن تكون انتساباً «بالمراسلة» حيث يزود الطلبة بالكتب والمقررات ويقومون باجراء الامتحانات في عدة مراكز امتحانية موزعة في العديد من الأقطار الأوروبية.
تأهيل الطلاب
وأكد مدير الكلية للدراسات الإسلامية في معرض حديثه أن الكلية شهدت منذ تأسيسها تخريج «30» طالباً بنظام الانتظام وقرابه «80» طالباً بنظام الانتساب وهؤلاء تم إعدادهم ليكونوا دعاة وأساتذة وباحثين وأئمة مساجد لخدمة الجالية المسلمة في فرنسا.
الندوة العالمية
يذكر أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي كانت قد نظمت في الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية دورات تدريبية لمنسوبي الكلية بمشاركة وفد سعودي يمثل لجنة أوروبا حيث ساهم الوفد في اقامة دورة شرعية للمسلمين الفرنسيين تتضمن دروساً توضيحية في منهج العقيدة الإسلامية والحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية بالاضافة إلى برامج تربوية متنوعة لأبناء وأطفال المسلمين.
وقد شهد الوفد الحفل الختامي لتكريم الطلاب الفرنسيين الذين اتموا حفظ كتاب الله كاملاً أو بعض اجزائه حيث سلمت لهم الجوائز التشجيعية وشهادات التقدير.
شخصيات إسلامية تشارك
وقد حظيت الكلية ابان افتتاحها بحضور شخصيات دعوية وإسلامية من مختلف دول العالم منهم الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور عجيل النشمي عميد كلية الشريعة بجامعة الكويت والدكتور عصام البشير وزير الأوقاف والارشاد بالسودان والدكتور أحمد الراوي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ومعالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية الذي أكد في كلمته في افتتاح الكلية ترحيبه الكبير بهذه الكلية ورحب بالتعاون الوثيق بين الكلية والمملكة في جميع شؤونها كما تلقت الكلية خطابات اشادة من مسؤولي ودعاة من مختلف دول العالم الإسلامي.
|