Sunday 7th september,2003 11301العدد الأحد 10 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الجزيرة » تواصل معرفة الحقائق حول أسباب ارتفاع سوق الأسهم « الجزيرة » تواصل معرفة الحقائق حول أسباب ارتفاع سوق الأسهم
«هوامير» جدد يعملون وفق تشكيلات بالمليارات يحلقون بالمؤشر دون توقف
التركيز على سهم وجمعه بالملايين حتى حد معين ثم يتم البيع تدريجياً
راشد محمد الفوزان

المتابع لسوق الأسهم السعودي اليومي يشهد الآن القفزات الكبيرة لمؤشر الأسهم حتى انه تجاوز الآن (نهاية يوم الأربعاء الماضي) 4400 نقطة، وهو ما لم يتوقعه الكثير بأن يكسر هذه الحواجز بهذه السرعة، وإن كان بعض المحللين المدركين لأبعاد السوق السعودي يتوقعون أكثر من ذلك بكثير خلال الفترة القادمة، والسوق مستمر بشكل يومي، وبالتالي أسبوعياً بالارتفاع سواء الأسهم القيادية وهي المحك الحقيقي للسوق خاصة شركة سابك والاتصالات والكهرباء التي تشكل بمجملها التأثير الكبير على مؤشر سوق الأسهم السعودي، الذي نما بما يقارب الآن 66% وأكثر ويتوقع له الارتفاع المستمر وإن كان سيواجه بعض التصحيح ولكن سيستمر بتحليقه المستمر ولا أبالغ أن يصل 5000 نقطة خلال الأربع أشهر القادمة ومن مبررات ومعطيات منطقية وموضوعية للسوق سبق أن ذكرتها.
ما دفع سوق الأسهم السعودي لهذا الارتفاع عدة أسباب كما ذكرت، ولكن سأركز هنا على جانبين هما «الهوامير» الجدد أو صناع السوق الجديد التي أفضل استخدامها عن وصف «هوامير» أو الجيل الجديد ممن دخلوا سوق الأسهم هذا العام وسأفصل ذلك، وأيضاً الدور المهم والكبير لشركة الاتصالات برفع مستوى الوعي الاستثماري لدى المواطن أياً كان مستوى دخله لأن كل من اكتتب بهذه الشركة حقق ربحاً جيداً لا شك، وكل من انتظر حقق عوائد أكبر، فمن اكتتاب للسهم بسعر 170 ريالاً إلى سعر اليوم 420 ريال (إغلاق الأربعاء) نجد أن النسبة عالية جداً ما بين القيمة الاكتتابية والسوقية لم تتحقق بأي سوق مالية وقد تكون شبه نادرة، وحتى المضاربين أو المستثمرين الذين اشتروا السهم بعد الطرح في السوق في البداية حققوا أرباحاً طائلة ولا شك.
هذان العاملان اللذان أرى أنهما أحد المحاور الرئيسة والمهمة المؤثرة في رفع سوق الأسهم السعودي وبشكل جذري وحقيقي وعلى أرضية صلبة حقيقة وليست جميعها مضاربات وخاصة أن هناك أسهماً عالية السعر ليس متاحاً المضاربة بها، وهي من المؤثرات بالسوق كالبنوك وبعض قطاع الصناعة كسابك والجبس والتصنيع وصافولا والأسمنتات كاليمامة والجنوبية، والاتصالات هذه الشركات وصلت حدوداً سعرية عالية تجاوز أغلبها حد المضاربة عليها، لأن سهم المضاربة دائماً يفضل بأن يكون سعره أقل لكي يكون العائد والتجميع على السهم أكبر ويتاح للجميع الدخول فيه وهي دائماً أفضل إذا كانت أقل من 250 إلى 200 ريال لأنه يترك مساحة تذبذب عالية، ونجد أن الأسهم الرخيصة هي الأكثر إغراء للمضاربة وإن كان محدود التذبذب كمبلغ كأسهم المواشي واللجين وغيرها، وكل ما كان السهم رخيصاً أي أقل من 100 ريال كان مغرياً بالمضاربة بغض النظر عن أي تحليل مالي أو رؤية استثمارية خاصة أن الغالب منها بلا عوائد والأمثلة واضحة.
سوق الأسهم السعودي أضيف إليه هذا العام جيل جديد من الشباب السعودي بعضهم مستقل وآخر فتح قناة أخرى في الاستثمار أو المضاربة بالسوق من خلال الشركة التي يمثلها أو يملكها سواء شخصية أو عائلية وبدون تفصيل، وحين نعرف وبدون تحديد أشخاص أن فلاناً من الناس دخل بمبلغ أكثر من 200 ،1 مليون ريال، وآخر بما يقارب 700 مليون ريال، وآخر بـ500 مليون ريال، وهذه تمت حقيقة في السوق وليس هؤلاء فقط. هذا مثال فقط وغيره من مناطق المملكة، وهذه كلها ضخت في السوق بسحب كميات كبيرة بشراء أسهم سواء كانت مضاربة أو تداولا، وحين دخل هؤلاء السوق لعدة أسباب سواء من خلال تأثير شركة الاتصالات ورؤيتهم لأرباح كبيرة تتحقق أمامهم بدون أي جهد عدا تحليلك الشخصي وقراءتك السليمة وربط الأحداث وغيرها من وسائل التحليل للمحترفين، وجد هؤلاء أرقاماً فلكية من العوائد تتحقق، وحين يكون بعض منهم رجال عقار أو مصارف وغيره يلحظ فارق العائد على الاستثمار خاصة أن بعضهم وفي مجال نشاطهم يشهد ركوداً وثباتاً لا يحقق عوائد في أفضل الأحوال خلال العام إلا ما يقارب 15 إلى 20% وهي لا تقارن بسوق الأسهم السعودي الذي حقق الكثير من شهر مارس الماضي أو حتى خلال شهر يوليو وأغسطس ما لا يقل عن 20 إلى 30% وأقول شهرين وليس عاما، هؤلاء الصناع للسوق الجدد «الهوامير» ضخوا مبالغ كبيرة جداً، وأركز على هؤلاء ولا أتوسع بوسائل الضخ للسوق لأنها متعددة، لن يكونوا خارج السوق حين يحققون الأرباح والعوائد لأنهم أصبحوا مؤثرين خاصة أن السوق السعودي صغير وان قلنا إنه الأكبر في الوطن العربي، كذلك هؤلاء الجدد «الأذكياء والمميزين» يتميزون بروح المساندة بينهم بحيث يضعون تكتلاً بينهم حتى وإن لم يعرفوا بعض لكن بشيء من التنسيق والثقة «دور البنك مهم هنا» يتم التركيز على سهم معين وتبدأ رحلة تجميع، ولا استطيع وضع مثال لشركات محددة هنا حتى أعطي أنها مضاربة فقط أو غيره ويدركها المحلل والعارف ببواطن السوق، حين يضعون هؤلاء سعراً محدداً ما بين كذا إلى كذا تكون مرحلة التجميع للسهم وحسب ما يستهدف له بمعنى كم مليون سيتم جمعه وحين تنتهي مرحلة التجميع وتنتهي مهمة التجميع تبدأ مرحلة التصعيد للسهم وتكون هادئة جدا وغير متسرعة حتى لا يصل للنسبة بمرات متتالية وبعدها يهوي أو ينخفض بشدة وحين يتم «شد» السهم للأعلى وللسعر المستهدف تقريباً بتذبدب بسيط جداً تبدأ مرحلة التسريب أو ما يسميه المتعاملون بالسوق «التصريف له» ولكن ليس كالجيل السابق «القديم» وليس كلهم طبعاً، بأن يضخ كميته دفعة واحدة ويلبي جميع الطلبات بما يؤدي إلى انخفاض السعر والضرر الكبير للصغار والمتوسطين من المضاربين والمستثمرين، هؤلاء الجدد يختلف أسلوب قيادتهم للسوق حيث يصرفون السهم بسعر أعلى بهدوء وبكميات متدرجة بحركة سلسة لا تهوي بالسهم حتى يتولى قيادتها لاعب آخر كبير ويسلمه زمام هذه الكميات سواء لواحد أو عدة أشخاص حتى تنتهي كميته إن كان يستهدف الخروج، وهم لا يفضلون الخروج المطلق، بل التنويع وعدم اللعب بأسلوب هز السوق وفقد الثقة لأن فقد الثقة يعني سحب جميع الصغار إلى البيع وبالتالي العروض تتزايد بدون طلب حتى تتراجع.
إن سرد أسلوب المضاربين الجديد لن يكفي بقراءة واحدة هنا فهي تحتاج الكثير من التوضيح، ولكن ألخص النهج الذي يتبعون أنها سياسة واقعية هادئة تفضل عدم الاعتماد على أسلوب العمل على فقد الثقة بالسوق للصغار المتعاملين لأنهم هم من يدعمون السوق كمجموع، ولديهم القناعة بالربح الجيد ولا يفضل البيع بالأعلى جداً للسعر والشراء بأقل الأسعار، فهم كمن يقول لا تكره الربح لك أو لغيرك، ولا يتبعون سياسة الاحتفاظ بالسهم لمدد طويلة جداً حتى يتم خنق السوق، بل التدوير الهادئ والتنقل الهادئ بين الشركات، ويفضلون المضاربة على أكثر من شركة بوقت واحد قد تكون ثلاث أو أربع أو ست شركات والأسبوع التالي تتغير، وهذا يوضح تعددهم وتنوعهم في خططهم ورؤيتهم، والكثير من التفصيل يصعب حصره هنا، ولكن أختصر وصفهم بأنهم الصناع الجدد للسوق ومن حلّق بالمؤشر للأعلى وينتظر المزيد.
يجب ألا ننسى أو نتصور أن ارتفاع السوق لهذين السببين فقط «صناع السوق الجدد وشركات الاتصالات»، بل هناك عوامل كثيرة أخرى، ...حيث هناك عوامل دعم، كارتفاع السيولة، وانخفاض سعر الفائدة ونتائج الشركات وغيرها من الأسباب، السوق السعودي بخير مع تزايد مؤشر النمو الاقتصادي وقدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها أمام الشركات والمؤسسات وضخ مزيد من الأموال في الاقتصاد الوطني، وحين يكون مؤشر النمو للاقتصاد الذي يتوقع أن يكون 50 ،2 إلى 4% سيعني ذلك دفعة جيدة ومميزة للسوق ولم تأت هذه النسبة من النمو في الانفاق إلا بزيادة الإيرادات هذه السنة المميزة التي قد لا تتحقق مستقبلاً لظروف العراق النفطية وتعطل التصدير.
يردد الكثيرون أن السوق عند وصوله لـ4500 نقطة بأنه سيبدأ التصحيح وليس جني أرباح، ولا يمكن التنبؤ بدون تحليل حقيقي، لكن ألخص الرؤية وهي شخصية، بأن السوق مهما صحح أو تراجع سيبقى القيادي منها وذات العوائد الجيدة محافظة على أسعارها وإن تراجعت ستظل تصحح نفسها وهي مسألة وقت لا أكثر، والأسهم الممتازة لن تصل لها الهزات السعرية كما سيأتي لأسهم المضاربة التي بدون عوائد، وهذه تتراجع بدون تصحيح على أي حال وهي خطرة جداً وهي من تكبد الكثير الخسائر، والأفضل دائماً المضاربة بأسهم ذات العوائد فمهما يكن ستجد أنها تحقق لك العوائد بمرور الوقت سواء كقيمة سوقية أو عائد يوزع لمن يفضل الاستثمار والمضارب لن يخسر كثيراً حتى في أسهم العوائد متي كان الوقت هو الحكم وليس الإشاعة والقيل وقال فلان وأكد فلان وهي آفة السوق التي يستفيد منها الكثير والضحية هؤلاء الصغار التي تتبخر أموالهم أمامهم ولا يبقى لهم إلا الندم والحسرة، وبسبب بسيط جداً قال لي فلان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved