* الرباط - رويترز:
ألقت الشرطة المغربية القبض على عناصر تنتمي إلى السلفية الجهادية في الرباط التي تتهمها السلطات المغربية بالضلوع في تفجيرات الدر البيضاء في مايو/ ايار الماضي التي خلفت 45 قتيلا منهم 12 انتحاريا الذين نفذوا العمليات.
وقالت صحيفة الصباح المستقلة ان أحد هؤلاء العناصر له علاقة مباشرة بتنظيم القاعدة وانهم عملوا على استمالة أختين توأم لايتجاوزان 13 سنة كانا ينويان تفجير نفسيهما في سوق ممتاز لبيع الخمور تحت تأثير الدروس والتوجيهات التي كانا يتلقيانها.
وقالت الصحيفة ان الفتاتين التوأم كانتا حلقة الوصل في الكشف عن هذه العناصر التي لم تحدد عددهم عندما تقدمت احداهما بسؤال كتابي إلى خطيب مسجد في الرباط تلتمس حكم الشرع في الاقدام على «عملية استشهادية» مما كشف عن خطتهما.
ومن جهة أخرى افادت وكالة انباء المغرب العربي الرسمية القاء القبض على 24 شخصا منهم الاختان اللتان كانتا تنويان تفجير نفسيهما في أماكن محددة بما فيها سوق ممتاز وقد أحيلوا للبحث بينما أطلق سراح ثلاثة ومازال شخص في حالة فرار.
من ناحية أخرى صار اطلاق صفة الحزب الاسلامي مسألة معوقة لأي حزب سياسي في المغرب منذ التفجيرات الانتحارية التي قام بها متشددون في الدار البيضاء في مايو/ ايار.
ولهذا السبب لن ينافس حزب العدالة والتنمية وهو الحزب الاسلامي الشرعي الوحيد في المغرب وحزب المعارضة الرئيسي سوى على 20 في المائة من المقاعد على المستوى الوطني في الانتخابات المحلية التي تجرى الاسبوع القادم.
وقال سعد الدين عثماني نائب الامين العام لحزب العدالة والتنمية هذا قرار سياسي بسبب المخاوف الهائلة التي تثيرها صفة الاسلامي الان هنا وفي الخارج.
وسينتخب المغاربة نحو 23700 من أعضاء المجالس المحلية يوم 12 سبتمبر/ ايلول كما سينتخبون لاول مرة مجالس للمدن الكبرى وقال عثماني لرويترز في مقابلة ان الحزب سيقدم في هذه المدن مرشحين في 50 في المائة من الدوائر.
وأضاف مشيرا إلى محاولات معارضي حزب العدالة والتنمية لحظر الحزب بمقدرونا ان نفوز «ببلدية» الدار البيضاء لكننا لن نختار هذا الحل لان من شأنه ان يسمم المناخ السياسي... والمغرب لا يملك ان يضيع الوقت.
ودعا بعض الساسة ومن بينهم بعض اعضاء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الموالي للحكومة إلى حظر جميع المنظمات المتشددة في اعقاب الهجمات التي وقعت في 16 مايو/ ايار وقتل فيها 33 من المارة و12 مفجرا انتحاريا.
وألقت الحكومة المسؤولية عن التفجيرات على حركة الجهاد السلفي المحظورة، وقالت ان بعض أعضائها لهم صلات غير مباشرة مع القاعدة الا انها لم تقدم دليلا. وقضت محكمة باعدام أربعة من النشطاء الاسلاميين الشهر الماضي لتنظيم الهجمات.
وقال عثماني «47 عاما» وهو طبيب ومعالج نفسي «16 مايو شوش الامور» فيما يتعلق بصورة الاسلاميين في المغرب.
واحتل حزب العدالة والتنمية وهو حزب إسلامي معتدل وأدان بشدة تفجيرات مايو/ ايار المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية التي اجريت قبل عام.
وزاد عدد المقاعد التي يشغلها في مجلس النواب المؤلف من 325 مقعدا إلى ثلاثة امثاله حيث بلغ 42 مقعدا مقارنة مع 50 مقعدا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و48 مقعدا لحزب الاستقلال الذي يمثل يمين الوسط، واختار الحزب الا يشارك في حكومة رئيس الوزراء ادريس جطو.
وقال عثماني ان الاحزاب السياسية القديمة عفا عليها الزمان ولم تعد قادرة على مواكبة بواعث قلق المغاربة العاديين المتعلقة بالبطالة والفقر والفروق الاجتماعية الحادة.
وأضاف لم يعد يجتذب الناخبين هذه الايام سوى حزب العدالة والتنمية وخصوصا الناخبون الشبان.
وتابع: افترض اننا ادرنا غدا الدار البيضاء واغادير وغيرهما من المدن الكبرى فبوسعي ان أرى من الان عناوين الصحف.. الاسلاميون يستولون على المغرب.
وأردف لا نريد للمغرب ان يغدو كالجزائر.
وألغيت الجولة الثانية من الانتخابات العامة في الجزائر عام 1992 بعد ان باتت الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة الان على وشك الفوز بها، وعصفت بالبلاد منذ ذلك الحين موجة من العنف التي نسبت إلى متشددين وقتل فيها ما بين 100 و150 الف شخص.
ويرى عثماني انه لا حاجة للسعي لانشاء دولة إسلامية في المغرب «لان الاسلام هو بالفعل دين المغرب دستوريا».
|