فيما ينشغل الفلسطينيون في ترتيب وساطة بين ياسر عرفات وأبو مازن، تنشط إسرائيل لتنفيذ مخططها بإعادة احتلال كل فلسطين على الطريقة الأمريكية التي تمت في العراق.
الإسرائيليون حتى الآن اغتالوا اثني عشر من القادة الميدانيين من أعضاء حركة حماس، وتمت عمليات الاغتيال بواسطة الصواريخ التي أطلقت من طائرات الأباتشي على سيارات المطلوبين دون الأخذ في اعتبار وجود مدنيين في الشوارع، مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من الأطفال والمسنين، ومع هذا لم نسمع أي احتجاج أو اعتراض على هذه الهمجية الإسرائيلية سواء من الأعضاء المبجلين في اللجنة الرباعية التي تبنت خطة الرئيس جورج بوش الابن والمسماة بخارطة الطريق، ولا من أيٍّ من الدول الأوروبية التي يبحث وزراء الخارجية والمالية فيها تجميد أموال المؤسسات والأفراد الذين يتعاملون مع حركتي حماس والجهاد.
أما في واشنطن فقد وصلها دوف فايغلاس مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي جنرال الإرهاب آرييل شارون، وأجرى سلسلة اجتماعات مع وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليزارايس، وقد ذكر التلفزيون الإسرائيلي العام أن فايغلاس بحث مع من التقاهم قيام إسرائيل بإبعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.. وكشف مراسل التلفزيون في واشنطن عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تشاطر إسرائيل موقفها من هذه النقطة، ولم تعد تعارض فكرة إبعاد الزعيم التاريخي للفلسطينيين.
وهكذا فإن الخطط الإسرائيلية تتواصل لتطويق الفلسطينيين وقياداتهم، فبالإضافة إلى تنفيذ الاغتيالات التي أصبحت يومياً، أصبحت خطة إبعاد الزعيم الرمز الفلسطيني ياسر عرفات جاهزة للتنفيذ.. وإن الإسرائيليين وبعد أن حصلوا على الضوء الأخضر من واشنطن من خلال مقابلات مدير مكتب شارون إذ تتخوف الأوساط الفلسطينية الشعبية والرسمية من أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ستقدم على هذه الحماقة في الأيام القليلة المقبلة خاصة وأن الظروف الدولية تساعدهم على ذلك وأن الفلسطينيين منشغلون بخلافاتهم الداخلية.
|