* غزة - بلال محمد أبو دقة - الوكالات:
نجا الشيخ أحمد ياسين مؤسسة حركة «حماس» وزعيمها الروحي، ومدير مكتبه القيادي البارز في الحركة إسماعيل هنية من محاولة اغتيال إسرائيلية، حيث قصفت طائرات الجيش الإسرائيلي بعد ظهر أمس مبنى في مدينة غزة وصل إليه ياسين وهنية.
وقالت مصادر عليمة ل«الجزيرة»: أصيب الشيخ ياسين بجروح في ذراعه الأيمن نتيجة القصف.. وتم نقله إلى مكان آمن لتلقي العلاج.. وأكد إسماعيل هنية بعد نجاته من عملية الاغتيال أنه والشيخ ياسين نجيا من محاولة اغتيال إسرائيلية، كما أصيب جراء ذلك 15 فلسطينياً معظمهم من النساء والأطفال.
وكان ياسين هنية في زايرة خاصة لمنزل الدكتور مروان أبو راس من حركة حماس، ويبدو أنهما كانا خارج المبنى حين تمت الغارة..
وقال شهود عيان ل «الجزيرة»: عند الساعة الرابعة عصرا حلقت فجأة في سماء مدينة غزة طائرة حربية من طراز اف 16 وأطلقت صاروخين على مبنى مكون من طابقين بجوار برج القدس في حي الغفري شمال مدينة غزة.. وعلى الفور هرع إلى المكان مئات من المواطنين وسيارات الإسعاف والدفاع المدني مما حال دون اطلاق المروحيات الإسرائيلية المزيد من الصواريخ على المبنى الذي كان فيه قياديا حماس..وقال شهود عيان آخرون: أطلقت المروحيات الإسرائيلية الصواريخ على الطابق العلوي من المبنى مما أدى إلى تدميره بالكمل إلى جانب وقوع العديد من الإصابات في صفوف المواطنين خاصة الأطفال والنساء حيث تزامن القصف الإسرائيلي مع عودة الطلاب من المدارس.
وتأتي هذه المحاولة عقب تصريحات أكد فيها الشيخ ياسين أن حركته ستقوم بحسم ملف العملاء المتعاونين مع إسرائيل إذا لم تقم السلطة الفلسطينية بحسم هذا الموضوع.
وقال الناطق باسم حركة حماس الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي في تعقيبه على محاولة الاغتيال: لقد فتح الاحتلال بمحاولة الاغتيال هذه على نفسه أبواب جهنم.. ولا مكان لمفاوضات حول أي حل بعد محاولة الاغتيال سوى ردنا عليها والردود آتية، وإن حركة حماس لم تضعف بعد اغتيال نشطائها وقادتها، وما دامت إسرائيل لا تميز بين سياسي وبين ناشط ميداني ولا بين معاق وأي إنسان آخر، فإننا أيضاً لن نميز بشأن أي هدف إسرائيلي.
وتأتي محاولة الاغتيال بعد مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي اريئيل شارون، مساء الجمعة المسؤول الأعلى في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا بإدراج حركة المقاومة الإسلامية حماس في قائمة التنظيمات الإرهابية، وبوقف تحويل الأموال للحركة.
وجاءت هذه المحاولة الفاشلة لاغتيال قيادات حماس بعد ساعات من تقديم رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» استقالته أمام المجلس التشريعي.. ورجح صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين حدوث تصعيد عسكري إسرائيلي خاصة بعد أن قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إن انهيار حكومة عباس يعني انهيار خارطة الطريق.
كما وصفت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي الوضع في الأراضي الفلسطينية بعد استقالة محود عباس بالحساس والخطير..
وقد توعد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس السبت في تصريح صحافي رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بالانتقام بعد فشل محاولة الاغتيال الإسرائيلية التي تعرض لها في غزة وقال عنه إنه «سيدفع غاليا مع الشعب الإسرائيلي ثمن الجرائم» الإسرائيلية.
وقال الشيخ ياسين للصحافيين في مسجد المجمع الإسلامي لدى استقباله المهنئين بسلامته «طريقنا ينتهي بنهايتين أما النصر أو الشهادة وسنبقى على طريقنا مجاهدين ولن يستسلم شعبنا ولن يرفع إلا رايات الانتصار وسيزول هذا الكيان الغاصب» في إشارة إلى دولة إسرائيل.
وأضاف ياسين «ان رسالتنا لشارون أنه سيدفع ثمن كل هذه الجرائم وسيدفع الشعب الإسرائيلي معه الثمن غاليا».وتابع مؤسس حركة حماس «ان كتائبنا (في إشارة إلى كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس) لا تحتاج إلى ندائنا فهي وجدت لتحمي شعبنا ولتدافع عنه ولترد العدوان عنه».
وعن قول إسرائيل إنه كان في اجتماع لقيادة حماس لدى حصول الغارة الإسرائيلية قال الشيخ ياسين «هل من يزور صديقاً يعد لعملية؟» مضيفا «لقد فقدوا العقل والمنطق ومخابراتهم ضللتهم وما فعلوه هو غطاء يبررون به ضرب البيوت الآمنة ليبرروا خيبتهم».
وعلى الصعيد نفسه دعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أمس السبت « خلاياها في الأراضي الفلسطينية لإعلان حالة الاستنفار القصوى لضرب إسرائيل في كل مكان وبكل الوسائل المتاحة» ردا على محاولة اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين.وقالت الكتائب في بيان لها حصلت فرانس برس على نسخة منه «إننا ندعو خلايانا كافة في القدس والخليل ونابلس ورام الله وطول كرم وغزة ومدننا كافة وقرانا لإعلان حالة الاستنفار القصوى والتخطيط المميز والمنظم لضرب العدو في كل مكان وبكل الوسائل المتاحة».
واعتبر البيان أن «هذا الاجرام الذي تمثل بمحاولة اغتيال رأس الهرم السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ورمز الأمة العربية والإسلامية وكذلك القائد الكبير إسماعيل هنية بطائرات اف 16 الأمريكية ليمثل انعطافا كبيرا وخطيرا في مواجهة هذا العدو المجرم الإرهابي القاتل وردنا سيكون من نوع آخر لم تعهده إسرائيل من قبل».
وحملت الكتائب «الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس الأمريكي جورج بوش مسؤولية الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بما تقدمه له من دعم وإسناد كاملين على جميع المستويات ونعتبرها شريكا للصهاينة في كل جرائمهم».
كما هاجم البيان الموقف الأخير للاتحاد الأوروبي الذي اعتبر حماس حركة إرهابية وقال «إننا نستهجن الموقف الأخير للاتحاد الأوروبي الذي وفر غطاء لهذه الجريمة البشعة وأعطى الصهاينة مزيدا من الضوء الأخضر للاستفراد بشعبنا وقضيتنا».
|