* واشنطن - نيويورك - الوكالات:
أعرب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول مساء الجمعة عن رغبته في ان تقدم فرنسا والمانيا اقتراحات ملموسة حول قرار جديد في الامم المتحدة بدلا من توجيه انتقادات للمشروع الأمريكي.
وفي تصريح صحافي عقب لقائه بنظيره المكسيكي لويس ارنستو دربز قال باول ان الرئيس الفرنسي والمستشار الالماني قالا انهما يعتبران (مشروع القارا) كخطوة ايجابية ولكنها لا تذهب بعيدا كما يريدان.
وأضاف باول: سمعت تعليقاتهما واود حاليا ان أرى ما سيقترحان وما سيقترح ممثلهما في نيويورك.
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر اعلنا الخميس ان مشروع القرار الأمريكي لن يذهب بعيدا كي يتمكن من تسليم الحكم للعراقيين بشكل سريع.
وأعلن الرئيس شيراك الخميس ان مشروع القرار الأمريكي حول العراق بعيد إلى حد ما عن الاولويات الفرنسية المتعلقة بنقل السلطة إلى حكومة عراقية، وذلك في ختام لقاء غير رسمي مع المستشار الالماني غيرهارد شرودر في درسدن شرق المانيا.
وقال شرودر من جانبه: ان مشروع القرار الأمريكي «غير كاف» وانه «لا يمثل تقدما كافيا».
وبحسب مصادر دبلوماسية فرنسية ان النص الأمريكي لا يقدم على اجراء تغييرات كافية لمواجهة شدة تازم الوضع في العراق، وتعتبر باريس انه يركز خصوصا على البعد الأمني ولا يأخذ بالحسبان الحاجات السياسية في هذا البلد.
ولكن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أعلن في كلمة القاها في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأمريكية أن مشروع القرار الأمريكي المقدم إلى الأمم المتحدة سيساعد على تنظيم انتخابات حرة في العراق.
وقال باول أمام جمع من الطلاب والاساتذة: في هذا القرار سندعو مجلس الحكم العراقي إلى تقديم خطة وروزنامة تسمح لهم باعداد دستور وتطوير مؤسسات سياسية واجراء انتخابات حرة، وأعلن السفير البريطاني في الامم المتحدة امير جونس باري عقب اجتماع مجلس الأمن الدولي ان أعضاء المجلس تبادلوا وجهات النظر بشكل جيد وبطريقة غير رسمية حول مشروع القرار الأمريكي الخاص بالعراق.
وأضاف السفير البريطاني الذي يتولى خلال شهر ايلول/ سبتمبر رئاسة المجلس انه يجب في المرحلة القادمة على صاحب المشروع ان يقدمه رسميا.
وفي تصريح صحافي عقب المشاورات التي جرت في اجتماع مغلق اضاف جونس باري انه طلب من زملائه الا يتحدثوا عن المواقف التي تم التعبير عنها خلال المحادثات.
وقال: ان الهدف هو اشراك أكبر عدد ممكن من الأشخاص في المناقشات لزيادة فرص التوصل إلى اتفاق يحظى بتأييد واسع.
ووصف السفير البريطاني أيضا المحادثات التي بدأت بعرض مساعد الامين العام المكلف دائرة الشؤون السياسية كيران بريندرغاست الإجراءات الأمنية القائمة لحماية العاملين مع الامم المتحدة في العراق بأنها كانت «جيدة».
وأوضح جونس باري ان بريندرغاست عبر أيضا عن قلق الامين العام (كوفي انان) بشان سلامة موظفي الامم المتحدة في العراق وأضاف انه اعلن بوضوح انه في حال عدم قدرة الامم المتحدة من التملص من التزاماتها في العراق فلا بد لها من ان تاخذ بالحسبان مستوى الأمن الذي يمكن توفيره لتحديد عدد موظفيها في هذا البلد.
وبعد الاعتداء على مقر الامم المتحدة في بغداد بدأ البحث على أعلى المستويات في الامم المتحدة في مسالة ما إذا كان بامكان الامم المتحدة البقاء في العراق حيث الوضع الأمني في تدهور ودور المنظمة الدولية يبقى غامضا.
من جهة أخرى أعلن متحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس الأمريكي جورج بوش سيلقي خطابا للامة مساء اليوم الاحد يتمحور حول العراق، وأوضح ان بوش سيلقي خطابه في واشنطن.
وقال المتحدث سكوت ماكليلان في انديانابوليس (انديانا) حيث قام الرئيس بوش بزيارة: ان الرئيس يعتقد ان الوقت مناسب ليتحدث للشعب الأمريكي عما حققناه من تقدم وعن الضرورة للمضي قدما.
وأضاف المتحدث الرئاسي ان الرئيس يرى ان من احدى مسؤولياته المهمة كرئيس للولايات المتحدة ان يطلع باستمرار الشعب الأمريكي على ما تحقق من تقدم في مكافحة الإرهاب.
وقرر الرئيس بوش هذا الاسبوع ان يتجه نحو الامم المتحدة للحصول على مساعدة مالية وعسكرية لاعادة اعمار وتأمين استقرار العراق وكلف وزير خارجيته كولن باول تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.
وينتشر حاليا في العراق قرابة 140 الف جندي أمريكي ومنذ انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في مطلع ايار/ مايو يواجهون عمليات مسلحة أسفرت عن مقتل اكثر من 60 جنديا في صفوفهم.
وتجد الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان أسقطتا نظام صدام حسين في نيسان/ ابريل صعوبات في اعادة بناء البنى التحتية الرئيسية واعادة النظام في البلاد.
وتلقت فرنسا والمانيا اللتان عارضتا الحرب على العراق، ببرودة مشروع القرار الأمريكي الجديد، وتتمتع فرنسا أحد الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي بحق النقض الفيتو.
وأقر بوش بأن الولايات المتحدة لا يمكنها الاعتماد على عائدات النفط العراقية في الاجل القصير لتلبية احتياجات الاعمار في البلاد.
وقال بوش في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي.ان.بي.سي إنه «سيدرس» اقتراحا للكونجرس يقضي بأن تحصل واشنطن على ما دفعت من تكاليف من خلال عائدات النفط العراقية في المستقبل.
وقال بوش: ولكن أولا وقبل كل شيء فان عائدات النفط في العراق ليست في الواقع مستقرة كما ستكون في المستقبل وأعني انني لا أعتقد انه يمكننا ان نعول الكثير في الاجل القصير.
وتقوم واشنطن باعداد صفقة انفاق واسعة من أجل عراق ما بعد الحرب يتوقع ان تبلغ اجمالا نحو 65 مليار دولار لكن المصادر قالت ان الرقم النهائي مازال يجري تحديده وقال أحد المصادر انه قد يتم توسيعها لتصل إلى 80 مليار دولار.
|