للمثقف دور كبير.. ومسؤولية عظيمة.. فهو المظلة التي تنشر الفكر التوعوي بطرق مختلفة وكبيرة.. وشاملة.. حتى تصل أفكاره المنظمة إلى طبقات مختلفة من المجتمع القارئ.. الذي ينتظر الكم من المعلومات والمعرفة من كاتب محدد.. يتابعه القارئ بشغف ويحرص على قراءته بتأن..
في كل مقال أو تحقيق.. أو حضور أدبي يرفع حروفه على أسنة الوعي ويرسمها أنجما لامعة فيحتفي بحضورها القارئ نفسه..
المتلقي الذي يقرأ ليفهم.. ويقرأ ليعرف.. ويقرأ ليزداد وعياً.. للمثقف دور كبير جدا في عدم التمحور حول الذات وشرح الأحداث، وكل ما يشعر به المواطن البسيط بطرق أكثر سهولة ويسراً والالتفاف تحت مظلة ثقافية واحدة بين الكل ونشر بيئة أكثر صحة في المتلقي.. بعيداً عن نشر الآراء المتعصبة أو الهادفة إلى تشويش الدين أو نشر فكر رخيص.. أو الدعوة إلى مثل وعادات رديئة..
المثقف يحمل أمانة علمه ووعيه وثقافته للوصول بآخرين نحو بر الانفتاح العقلي غير المشوش والكلمات التي تساعد القارئ على فهم ما حوله بكلمات بسيطة وسهلة... تحبب في الدين وتدعو إلى الوسطية.. وتناضل من أجل خدمة الدين والدعوة إلى الله.. بالتي هي أحسن..
يحمل المثقف هذا الهم الكبير من أجل مجتمع واعٍ تصل له الحروف من غمامة الجمال لتمطر في أرضه الوعي والفهم المدرك..
دور كبير يحتمله المثقف لكنه أحياناً قد لا يحتمل هذه المسؤولية الكبيرة في التقوقع حول الذات والكتابة من أجل وجوده هو.. الكتابة من أجل أن يكتب..
فتضيع الأمطار التي تشتاق أرض يباب ليزهر الخير والجمال والحق في نفوس المتلقين من خلال كاتبهم.. ومعلمهم مبادئ الوعي والفهم.. هنا تكبر الفجوة.. ويكبر مستنقع الهوة الثقافية بين القارئ وكاتبه.. هنا لا ثقة تبادلية بينهما..
فالقارئ أبدا ينتظر كاتباً مثقفاً يمسك بيد تخبطه في الأحداث الدائرة..
يريد منه أن يدله إلى ما يحدث بطريقة لا تهاجم معتقده ودينه، ولا تقلل من عقله ولا تتركه يصارع ما يراه في قنوات فضائية مختلفة وأحداث مجتمعية مؤلمة..
الكاتب يحمل أمانة عظيمة ان يكتب عن الدين وسماحته ووسطيته وتعامله.. يحتاج القارئ كاتباً مثقفاً على مستوى عال يعيش معه أحداثه.. لا أن يكتب عن السياحة الخارجية «مثلاً» والقارئ يرى أحداثاً أليمة تشغل فكره يحتاج أن يملأ عقله وفق أحداث وتبريرات مقنعة ومنطقية.. ثم يلتفت الى ما سواها ..
| 
