* ما هي أورام الغدد الليمفاوية؟
أورام الغدد الليمفاوية من الأورام القابلة للشفاء باذن الله، حيث تصل نسبة الشفاء فوق 95% وخصوصاً في مراحل العلاج الأولي. وغالبا تتم الاصابة به في سن 10-30 عاما وقد تحدث في كبار السن (فوق 50 عاما). ويصيب غالبا الذكور بنسبة أعلى من الإناث (3 الى 1)، ومن أهم أسباب حدوثه اضطرابات في الجهاز المناعي للجسم أو الاصابة ببعض الفيروسات، ويتم تشخيصه مجهريا بأخذ عينة من الغدة المتضخمة وفحصها تحت الميكروسكوب ليتم التعرف على طبيعة الورم الذي ينقسم باثولوجيا الي أربعة أنواع أساسية.
النوع الأول ذو كثافة للخلايا الليمفاوية (ويعد من أحسن الأنواع إستجابة للعلاج) والنوع الثاني قليل الخلايا الليمفاوية والنوع الثالث تزيد به نسبة التليف في أنسجة الورم أما النوع الرابع فيتكون من مجموعة مختلفة من خلايا الجهاز المناعي بالجسم.
* ما هي أعراض المرض؟
يحدث تضخم الغدد الليمفاوية في تسعين في المائة من الحالات وتظهر في الرقبة أو تحت الابطين أو عند الفخذين أو خلف الغشاء البريتوني بتجويف البطن أو بتجويف الصدر وقد يسبب كحة مستمرة أو صعوبة في البلع أو تغيراً في الصوت. وقد يحدث تضخم في الطحال أو ارتفاع بدرجة الحرارة أو ضعف عام أو نقص حاد في الوزن، ونادرا ما يصيب العظام أو الكبد أو النخاع العظمي بنسبة لا تتعدي 5%.
* ما هي الفحوصات والأشعات المطلوبة؟
يتم عمل صورة دم كاملة ووظائف للكبد والكلى وعمل سرعة ترسيب للدم مع بعض التحاليل الخاصة التي تفيد في المتابعة أثناء وبعد العلاج، ويتم عمل أشعات مقطعية على الصدر والبطن والحوض وقد يحتاج لإجراء بعض الفحوصات الدقيقة كالرنين المغناطيسي أو الفحص الذري أو أخذ عينة من النخاع العظمي.
*ما هي العوامل التي تحدد نسبة الاستجابة للعلاج؟
يتم تقسيم المرض الى أربع مراحل حسب انتشار المرض بالغدد الليمفاوية بالجسم على أو أسفل الحجاب الحاجز أو انتشاره في أنحاء الجسم الأخرى كالكبد أو الرئة أو العظام، وعموما فإن نسبة الاستجابة والتحسن تكون ملحوظ في المراحل المبكرة من المرض وكلما كان المريض أصغر سنا مع عدم وجود أعراض ارتفاع بدرجة الحرارة أو العرق أو الضعف العام أو ارتفاع سرعة الترسيب بالدم.
* ما هي كيفية العلاج؟
يختلف العلاج تبعا لمرحلة الورم وكذلك سن المريض، وعموما فخلايا الغدد الليمفاوية تعد من الأنواع السريعة الاستجابة للعلاج ونتيجة ذلك قد يتم تدميرها وتتسبب في اضطرابات بوظائف الكليتين، ولهذا فالتحضير قبل العلاج الكيميائي بالمحاليل وزيادة قلوية البول واستخدام العلاجات التي تمنع ترسيب أملاح اليوريا في الكليتين يعد من أهم مراحل العلاج، ويتبعها غالبا 4-6 جرعات من العلاج الكيميائي بالإضافة إلى كورس علاج إشعاعي مخفف لأماكن تضخم الغدد الليمفاوية.
* هل العلاج الكيميائي له دائما آثار جانبية شديدة؟
لا، فبإعطاء الجرعات المناسبة حسب وزن وطول المريض وبإعطاء بعض العقاقير التي تقلل أو تمنع هذه الآثار الجانبية قد تم الحد من هذه المضاعفات الجانبية.
* هل العلاج الكيميائي يؤثر على الخصوبة والإنجاب؟
بعض أنواع العلاج الكيميائي قد تؤثر بصورة مؤقتة أو حتى نهائية على القدرة على الإنجاب ولكن هذا يعتمد على عدة عوامل أهمها نوع العلاج وعمر المريض، ومعظم أنواع العلاج الكيميائي المستخدمة حاليا في أورام الغدد الليمفاوية لاتؤثر غالبا بصفة نهائية على الإنجاب.
* هل يمكن حدوث ارتجاع للمرض بعد العلاج؟
إذا تم إعطاء العلاج كاملا بدقة وتبعا للمواعيد المقررة حسب خطة العلاج فإن ارتجاع المرض لايحدث إلا في نسبة ضئيلة جدا وقد يكون بعد فترة طويلة (قد تصل إلى 10 سنوات من انتهاء العلاج) وقد يكون خلال العام الأول من العلاج (ويكون دليلا على سوء استجابة الخلايا الورمية للعلاج) ولكن عموما نسبة استجابة الارتجاع للعلاج تكون كبيرة إلى حد ما ويتم السيطرة على المرض في معظم الحالات.
* هل هناك ضرورة للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي؟
مهم طبعا فبالعلاج الإشعاعي يتم تدمير وقتل الخلايا الورمية في حدود منطقة التخطيط الإشعاعي أما العلاج الكيميائي فيتم القضاء على أي خلايا سرطانية قد تكون منتشرة في الدم أو في خلايا الجسم.
* هل هناك طرق أخرى للعلاج؟
- في بعض الحالات المرتدة خلال عام من العلاج أو المرحلة الرابعة أو الحالات المستعصية للعلاج يفضل إعطاء علاج كيميائي مكثف مع عمل زراعة لنخاع العظام، وقد تستخدم الأنواع الحديثة من العلاج كالأجسام المضادة الموجهة للخلايا الورمية بالجسم وتصل الاستجابة في الحالات المستعصية للعلاج لنسبة حوالي 40%، وقد يتم دمج بعض أنواع المواد المشعة ذريا مع هذه الأجسام المضادة لتدمير الخلايا الورمية بنسبة 60% من الحالات.
د. خالد جلال - رئيس قسم علاج الأورام - مستشفى السعودي الألماني- الرياض
| 
