سعدت يوم الجمعة الموافق 1/7/1424هـ بمقال الأخ تركي التركي الذي كان بعنوان «حتى لا نؤجج الإرهاب» أشاطره الرأي وأشكره على نقده البناء الذي يدل على وعي ورقي من كتب المقال فلقد لامس كبد الحقيقة وأضاء إضاءات جميلة لما يجب ان يتضمنه أي برنامج من البرامج المرئية التي تناقش قضية الإرهاب.
لا يخفي على الكثير الظروف الحالية التي نعيشها ونراها من عمليات استهدفت أمن المملكة ولكن نحمد الله على جهود رجال الأمن ونعتز بهم في كشف هذه العمليات وتوفير الأمن للشعب، في نفس الوقت نتفاجأ بمن هم خلف هذه التفجيرات من أبناء الوطن للأسف الشديد بمن غرر بهم واتبعوا منهجاً فكرياً خاطئاً.. كما لا يخفي كذلك على الكثير في الآونة الأخيرة تلك الاتهامات المزعومة من الغرب التي تصف المملكة والإسلام بالإرهاب؟!!!
فنحن في خضم هذه الظروف نحتاج إلى وقفة قوية واعية من إعلامنا نفند فيها تلك الاتهامات المزعومة لكننا لسنا بحاجة لتوجيه الخطاب للغرب لأننا نعي بل نؤمن بأننا لسنا إرهابيين على زعم قولهم بل بحاجة لتوجيه الخطاب إلى من هم داخل بلادنا إلى شبابنا.. إلى أبنائنا.. لنكن صورة مشرفة لبلادنا في تعاملنا مع رعاياهم المقيمين في بلادنا على المنهج الإسلامي الحنيف الذي يحرم إراقة الدماء بلا ذنب..
وأنا في هذا المقال أوجه الخطاب لوسائل الإعلام التي تخاطب جميع شرائح المجتمع الأمي قبل المثقف والصغير قبل الكبير خصوصاً تلك التي تلقي مادتها على مسامعنا وبما يعيش بعض شبابنا اليوم في زمن الإتكال، لذا فإننا بحاجة إلى مثل وسائل الإعلام تلك التي تلقي مادتها دون البحث عنها.. كالإذاعة.
لذلك أوجه هذا المقال إلى الإذاعة لأنها تخاطب جميع فئات المجتمع ولما يتميز به المذياع من مميزات تجعل من السهل على الجميع اقتنائه .. فنحن بحاجة إلى برنامج إذاعي جماهيري يطرح هذه القضية ويوضح موقف الإسلام من تلك الهجمات ويصحح بعض المفاهيم لدى شبابنا الغيور على دينه. كما يبين منهج الإسلام في التعامل مع الأجنبي المقيم في بلد إسلامي، ويضرب لنا الأمثال في مواقف وتعامل سيد البشر الرسول صلى الله عليه وسلم مع تلك الفئة والصحابة رضي الله عنهم حيث كانوا خير مثال لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف ويتطرق إلى الهجمات التي استهدفت أمن المملكة وراح ضحيتها الأبرياء سواء كان رجل الأمن أم المواطن ويصحح مفاهيم الفئة الضالة التي كانت خلف تلك الهجمات والتفجيرات ويوجه الآباء بمتابعة أبنائهم وحمايتهم عن تلك الأفكار الضالة وكذلك يبين ما يجب على ولي الأمر فعله إذا وجد أحد أفراد أسرته ممن تأثروا بتلك الأفكار وكيف يقوم فكره إلى المنهج السليم ..
اسمحوا لي بان أخص هذا المقال إلى البرنامج الإذاعي المتألق «أهلاً بالمستمعين» الذي طالما ناقش مواضيع وقضايا اجتماعية عاصرناها وطرحها بأسلوب واقعي وواع من قبل المستمعين وكما عودنا كذلك هذا البرنامج من تقبله للرأي والرأي الآخر فهنا نطلب من أسرة البرنامج طلباً لا أمراً طرح هذا الموضوع.
وأتمنى ان لا يغيب عن ذهن الكثير من متابعي ومحبي الإذاعة ان ذكر اسم هذا البرنامج ليس من باب تهميش باقي البرامج الإذاعية والتقليل من شأنها وقدراتها ولكن لما يتميز به هذا البرنامج من وقت كاف لعرض هذه القضية حيث تطرح لمدة 3 أيام ويسمح للمستمعين بالنقد البناء والحوار الهادف فمثل هذه القضية لا يكفي لها لا يوم ولا حلقة.. كما يخاطب هذا البرنامج فئة كبيرة من المجتمع بحاجة إلى مناقشة هذا الموضوع.
فهل يحق لنا ان نفخر بإذاعتنا إذ تضم برنامجا في مثل هذا المستوى من التميز ونطلب طرح هذه القضية من باب بتر أيادي التخريب والعبث في أمن هذه البلاد وليس من باب التدخل في شؤون الغير.
ولكم جزيل الشكر.
ريما /الرياض
|