|
|
تعد زيارة ولي العهد الأمين الميمونة لروسيا.. زيارة غير عادية.. في هذه الظروف والمستجدات التي تشهدها المنطقة.. وتثبت مما لا يدع مجالاً للشك حرص القيادتين في البلدين الصديقين على تأكيد وتوثيق العلاقات في مختلف المجالات والميادين بينهما.. والحديث عن مسيرة العلاقات بين الرياض وموسكو.. حديث ذو شجون.. يحتاج إلى الرجوع إلى الكثير من المصادر على قلتها.. وخاصة التي تحدثت بمصداقية وحيادية ونزاهة.. وبالمناسبة وأنا أحاول أن ألم بشيء من المعلومات عن العلاقات بين البلدين الصديقين.. لفت انتباهي .. كتاب جميل ومتميز أصدره الباحث في الشؤون الروسية الدكتور ماجد بن عبدالعزيز التركي بعنوان «قراءة في العلاقات السعودية الروسية» .. ولست بصدد الحديث عن هذا الكتاب كاملاً، ولكن أكتفي فقط بالإشارة إلى المراحل الأساسية للعلاقات السعودية الروسية.. فقد قسم الدكتور ماجد تلك المراحل إلى ثلاث .. الأولى وهي مرحلة اعتراف الاتحاد السوفيتي بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - «ملكاً للحجاز ونجد وملحقاتها» وتعيين الدبلوماسي الكزاخي المسلم نظير كورياكولف.. سفيراً في السعودية.. وشهدت تلك المرحلة تطوراً كبيراً في العلاقات السياسية.. وتوجت بزيارة سمو وزير الخارجية آنذاك الأمير فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - حيث وصل إلى موسكو في 23 محرم 1351هـ .. وطبعاً العلاقات الثنائية في هذه المرحلة شهدت فتوراً شديداً فالتحالف السعودي الروسي كما أشار الباحث التركي لم ير النور كاملاً لاعتبارات سياسية واقتصادية وانتهت بسحب موسكو لسفيرها وتوقفت العلاقات رسمياً لتبدأ المرحلة الثانية في عام 1935م.. وهي مرحلة قطع العلاقات بجميع أشكالها بين البلدين.. إضافة إلى أن تلك المرحلة شهدت جملة من المواجهات الفكرية وجدلاً ثقافياً طويلاً ضمن حملة أيديولوجية شاملة من كلا الطرفين ومواجهات عسكرية غير مباشرة.. وطبعاً هذه المرحلة استمرت قرابة «53» عاماً.. والحديث عن سلبيات هذه المرحلة يطول ولست بصدد الحديث عنه الآن .. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |