إلى رحمة الله.. فهو جابر عثرات الضعفاء والمساكين وهو قائم الليل وقارئ كتابه سبحانه وهو من سيفقده الآلاف من الفقراء ممن يزورون بيت الله كل رمضان ويكرم ضيوف الله منذ خمسين عاما وأكثر. لقد كنت جليساً له أكثر من عشرين عاماً ورأيت فيه من الخصال الحميدة والمزايا الطيبة والتي لا نعدها ولا نحصيها.. كان كريما في بيته وفي مزرعته في وادي لبن يسعد من يزوره من كافة الطبقات من أصحاب الحاجات ومن الفقراء والمساكين فالصدقات لا تعد ولا تحصى وموائد الطعام في كل وقت والضعفاء هم الأكثر.
كنت تقوم بذلك ترجو رحمة الله سراً وعلانية مع أخيك الذي يسعده ما تعمل صاحب المعالي الشيخ ناصر أبو حبيب الشثري والذي أسأل الله أن يمنحه الصبر والسلوان على فراقك وان يسعد بلقياك عند ربك. لقد عاصرتك في مكة المكرمة أكثر من عشرين عاماً في رمضان وكنت تأتي إلى مكة المكرمة مع والدك الشيخ الكبير عبدالعزيز أبو حبيب منذ خمسين عاماً ورأيت بيتك في مكة يؤمه المئات من جميع الفئات يومياً لتناول الطعام من جميع جنسيات زوار بيت الله الحرام وأنت تشرف عليهم وتسعد بسعادتهم فالكل يأكل ويحمل معه الطعام وبما يسّره الله من المال.
وكنت تقرأ كتاب الله في جميع الأوقات أكثر من عشرين مرة في شهر رمضان ولقد رأيتك لم يؤذن أبداً إلا وأنت في بيت الله الحرام وسألت كبار السن ممن عاصروا والدك في مكة المكرمة وذكروا لي أنك تحمل الماء على ظهرك لجلبه لوالدك وضيوفه من زوار بيت الله الحرام وكنت تحضر الخطب أيضا وتطبخ الطعام للجميع وكنت باراً بوالدك في أكثر من ذلك ولم تفارقه لحظة واحدة .
وقد أمر معالي الشيخ ناصر حفظه الله باستمرار إكرام ضيوف الله في بيت الله الحرام بمكة المكرمة كما هي عادتهم في كل رمضان إلى ما شاء الله.
وبعده خدمتك لصاحب الأيادي البيضاء الكريم ان الكريم أخيك معالي الشيخ ناصر الشثري والذي أسأل الله أن يثبته ويعينه على فراقك الصعب ويعظم أجره ويجمعك به في جنات الخلود فليرحمك الله ويجعل ما قدمته في موازين حسناتك ويجعل ما أصابك من أمراض زيادة في حسناتك. لقد فقدت برحيلك أخاً عزيزاً على الجميع وسوف يفقدك معي الضعفاء والمساكين وأصحاب الحاجات التي كنت تقضيها سراً ومن دون مَنٍ ولا أذى وكم كنت تزور المرضى وتواسيهم وتسأل عن حاجاتهم ومساعدتهم وتصلي على الأموات وتعزي أهلهم في بيوتهم وكنت باراً وواصلاً لرحمك وتسأل عن الصغير والكبير وتذهب إلى أخواتك في بيوتهن وتسعد بلقائهن وقضاء حوائجهن وكنت تسعد من يزورك بحسن أحاديثك ونصائحك المفيدة وخصالك الحميدة وتواصلك للجميع.
ولم أرك قط تأكل إلا بعد اطمئنانك على الجميع من الضيوف وغير الضيوف من أصحاب الحاجات التي لا تبخل بقضائها والطلب من أبنائك أو من تعرف بقضائها ترجو بذلك رحمة ربك بإذنه تعالى فيا ليتك رأيت الناس والدموع والأسى على فراقك وقد امتلأ الجامع الكبير جامع الملك خالد رحمه الله وأدوا الصلاة بعضهم خارج المسجد وكلٌّ يعزي نفسه فيك وذهبوا جميعا ليواروك الثرى كما كنت مع الجميع تفعل ويقدموا العزاء لاخوانك معالي الشيخ ناصر واللواء عبدالله والشيخ محمد آل ابو حبيب أصحاب الأيادي البيضاء في كل شيء يخدم عباده وبقية اخوانك وأبنائك.
أرجو الله ان يتغمدك برحمته وان يصلح أبناءك الذين ربيتهم على التربية الاسلامية ومكارم الأخلاق ويجبر عزاءهم وعزاءنا فيك إنه سميع مجيب.
|