يسعى «بعض» أبناء الوطن إلى ابراز ما يقدمه لوطنه من خلال تسليط الأضواء الإعلامية على بذله وعطائه، وهذه الفئة لا نلومها ونسأل الله أن يجعل أعمالهم خالصة لوجهه، ولكن هذه الفئة يكون نصيبها من ثناء المجتمع ووسائل الإعلام نصيب الأسد.
ومن أبناء الوطن من يقدم بلا ضجيج إعلامي ولا سعي إلى وسائل الإعلام من أجل ابراز ما قدم، وذلك إيماناً منه بأن ما يقدم للوطن وللمواطن ما هو إلا واجب أوجبه عليه دينه ، ولكن المشكلة لمثل هذا الموطن هي أنه «أحياناً» يساء إليه من وسائل الإعلام ويتهم في وطنيته مواقفه.
واحقاقاً للحق فإنني أحرر هذه المقالة المقتضبة عن شركة كانت السباقة في الوقوف مع رجال أمن أحد المجمعات التي تعرضت لحادث التفجير في الرياض إلا وهي شركة «جداول العالمية» التي أعلن رئيسها الشيخ محمد بن عيسى الجابر حال وقوع الكارثة أن شركته تتكفل بدفع راتب حراس الأمن الذين قتلوا مدى الحياة لأسرهم ومنح السالمين اجازة مدفوعة الراتب كفترة نقاهة وهذا أمر لا يستكثر من شركة عملاقة وإن كان في هذا الزمن يعد عملاً كبيراً وجليلاً يشكر عليه الشيخ محمد الجابر.
ولكن مما يؤثر في النفس أن تقوم بعض صحفنا المحلية باجراء لقاءات مع أناس لا يعنيهم الأمر يصورون الأمور خلاف الواقع ويسيئون إلى سمعة شركة كان من المفترض أن تكون لها من المادحين ولأعمالها من المقدرين.
إن ما قامت به شركة «جداول العالمية» من تكفل برعاية أسر المتوفين يصرف المرتب لهم مدى الحياة يعد عملاً انسانياً جليلاً تشكر الشركة عليه.
وبعد.. فإنني آمل من صحافتنا أن تكون وسيلة نقل الحقيقة لا وسيلة اثارة فحسب وأن لا تنشر ما يكون سبباً في اتهام بريء بل يجب أن تكون منبراً لدفع الناس إلى فعل الخير وتشجيعهم عليه.
|