Saturday 6th september,2003 11300العدد السبت 9 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعاد.. الصَّحّاف وعاد.. الصَّحّاف
مشاعل العيسي

إن الوقت الذي ننفقه في التبرير
الأفضل منه.. أن ننفقه في الاعتراف
أتدري أنك.. ياصحاف
حينما قلت كلمة (علوج)
عشنا.. العجز.. والانكشاف
وأننا.. في اللغة ضِعاف
وألسنتنا العربية.. تعاني من
قحط وجفاف
***
ها قد عاد الصحاف
وبدأنا الولوج.. في نفق العلوج
والسؤال: متى سيتم الخروج؟
آه.. على أمة.. اخترعت الصفر
وبقيت تحته السنين العجاف
ألفت القواميس.. وبقيت في الدروج
لم تتفق إلاَّ على شيء واحد.. وهو (الاختلاف)
حتى في اللغة نتخاصم.. ونختلف في معنى (علوج)
قالها (أبوحفص) في عهد الخلافة والاستخلاف
لم تقم لها الدنيا.. وتقعد
إلاَّ عندما نطق بها.. الصحاف
آه.. على عربية.. نامت..
بعثها من مَرقدها حزب البعث
وظل يولول بالخاسىء والوغد
وكلام ممجوج
وصرنا نحن على اللغة.. العلوج
وفي زمن الحرب.. وعصر العلم
والدبابات والقنابل.. نعود لعهد الأسلاف
نمجد الخيل.. ونسرج لها السروج
***
ليتك يا صحاف.. قلت في كلامك.
بعض كلمات القرآن:
غاسق اذا وقب.. إيلاف
والعاديات والرقيم والبروج
وليتك تكلمت عن أصحاب الأعراف
أو ذكرت
إرم ذات العماد.. وبلاد مدين.. والأحقاف
بل ليتك ركزت على كلمة تهويد
وتطبيع.. وحكومة الائتلاف
حتى نعرف الكثير.. ونفتح القواميس..
التي بقيت جامدة.. وحزينة..
تأبى أن تخرج.. حينما أبينا نحن الخروج
***
يا ابن منظور:
هل انعقد لسان العرب المشهور والمهجور
ولماذا يا فيروزبادي
قاموسك المحيط.. يبقى بعيداً في المحيط
بينما نحن على الضفاف
***
صدقني يا صحاف
لو كانت أمريكا.. والأحلاف
يعلمون بما ستفعله لهم
لأنفقوا الملايين
ودربوا الآلاف
ممن هم على شاكلة الصحاف
لقد أسديت لهم خدمة
التخدير.. والتهوين.. والإضعاف
ووضعت على الحقيقة.. شِغاف
وأشغلتنا عن الحرب.. والضرب
وعلى قدر ما أضحكتنا في البداية
دفعنا ثمن الضحك من دموعنا..
أضعاف
***
ها هو الماضي يعود
أحمد سعيد.. ونكسة حزيران
محمد سعيد.. ونكسة بغداد
متشابهان في اللقب.. وفي النكوص
تتكلمون من قلب العواصم.. وكأنكم في الأرياف
جعلتما الصدق يعيش في بيت الكذب
والخداع والإرجاف
***
لا شك أننا سنهزم
ذلك لأننا في زمن القوة.. ضِعاف
ونحصد.. قبل وقت القِطاف
ونتكلم عن الجرأة.. ونحن نخاف
لا شك أننا سنهزم
ليس لأن عندنا صحاف واحد
ولكن.. لأن عندنا
مائة مليون صحاف
***
اعذرني ياصحاف.. فلم تكن
أنت المَعْنيّ حقاً
لكنك كنت طريقنا لهذا الاكتشاف
ولقد كنت وسيلتي أنا
لهذا البوح.. وهذا الاعتراف

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved