Saturday 6th september,2003 11300العدد السبت 9 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مآثر داعية مآثر داعية
عبدالعزيز بن عبدالله حنفي( * )

تواردت إلى ذهني السيرة الحسنة لفقيدنا الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الفريان - رحمه الله - وتأثرت لوفاته رغم يقيني أن هذا مصير كل حي وأن كل شيء هالك إلا وجه الله تبارك وتعالى لكنها مشاعر وذكرى حسنة تجاه شيخ جليل وعالم فاضل طالما خدم الدعوة الإسلامية في مجالات كثيرة وكانت له مواقف إيمانية وذود عن حياض الدين.
عُرف الشيخ - رحمه الله - بحبه لخدمة القرآن الكريم بماله ووقته وفكره وجهده وبذل الكثير خلال رئاسته الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض حتى غدت واحدة من كبريات الجمعيات بالمملكة من حيث عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بها والأعداد الكبيرة لحفظة كتاب الله منّ الله عليهم بختم كتابه وكان للشيخ واخوانه منسوبي الجمعية الفضل بعد الله في العناية بنشر القرآن الكريم وتحفيظه وكانوا قدوة لنا في ذلك، كما أن للشيخ في الدعوة الى الله مجالاً رحباً وكان طيلة عمره يقدم للمسلمين النصح والتوعية والتوجيه بالكلمة والشريط والمقالة والإذاعة والرسائل والفتيا انطلاقاً من الأمانة التي وضعها الله في أعناق العلماء ليبلغوها للناس، كما أسهم في عمارة المساجد ومساعدة المحتاجين والبذل في أبواب الخير.
إن ما نورده من ذكر حسن هو ما عرفناه عن شيخنا - رحمه الله - وهذه سنة نبوية أكد عليها المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم فالمسلمون هم شهداء الله في أرضه والأحاديث النبوية في ذلك كثيرة منها «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان» الحديث، وقصة الجنازة التي مرت على النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى الناس عليها بخير فقال عليه الصلاة والسلام وجبت وجبت وجبت ثم مرت جنازة أخرى فأثنى الناس عليها شراً فقال عليه الصلاة والسلام وجبت وجبت وجبت فسأله الفاروق عمر بن الخطاب عن ذلك فقال عليه الصلاة والسلام «من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، «وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما مسلم شهد له اربعة بخير ادخله الله الجنة قلنا وثلاثة قال وثلاثة قلنا واثنان قال واثنان ثم لم نسأله في الواحد»، ومن تلك الأحاديث يتضح المنهج النبوي الكريم بأن نذكر محاسن موتانا ومآثرهم وعلمهم الذي افنوا العمر في ايصاله للناس والواجب علينا ان نحفظ لكل عالم حقه ونعمل على طباعة كتبه ودروسه ورسائله فلكل شيخ اسلوبه ومنهجه وطريقته في تناول قضايا المسلمين وهموم الدعوة وان كانوا جميعا ينطلقون من مشكاة واحدة ومصدر مستنير هو كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
رحم الله الشيخ عبدالرحمن الفريان ورفع درجته في عليين وعوض المسلمين عن فقده بخير.
و{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.

( * ) رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة - جدة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved