Saturday 6th september,2003 11300العدد السبت 9 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
الأكاديميون.. و«السيرة الذاتية»
عبدالرحمن بن سعد السماري

** يقولون.. والعهدة على الرواة.. إن أصحاب السعادة «الدكاترة» أي من يحملون درجة الدكتوراه في أي علم وفن.. يحرصون أشد الحرص على شيء اسمه «السيرة الذاتية».
** هذه «السيرة الذاتية» لدى سعادة الدكتور... هي أهم من البحث والدراسات وإثراء المؤتمرات والندوات والمساهمة العلمية الفاعلة في مجال تخصصه.
** سعادة الدكتور «أي دكتور كان» هاجسه.. السيرة الذاتية.. كيف تنمو.. وكيف تتورم وكيف تصبح «شحماً» ولا يهمه هذا الشحم.. ولو من باب «لقد استسمنت ذا ورم».
** هذا لا يهم.. المهم.. أن تكون السيرة الذاتية.. وارمة تورماً كبيراً.
** سعادة الدكتور.. يحرص أشد الحرص على أن يزج باسمه في أي ندوة أو مؤتمر.. حتى لو يكون سعادته مجرد مقدم لإحدى الندوات أو المحاضرات القصيرة الصغيرة.. وحتى لو كان دوره مجرد = أيها السادة.. نحييكم في هذه الأمسية الجميلة من أمسيات العلم والثقافة.. وضيفنا في هذا اللقاء.. هو سعادة الأستاذ الدكتور.. وكلمتين عن الدكتور ثم يقول.. فليتفضل سعادتكم!! = ومع ذلك يقال.. في سيرته الذاتية.. إن سعادة الدكتور أسهم مساهمة فاعلة.. وشارك بفعالية وحضور مشهود في ندوة كذا وكذا.. كإحدى الفقرات في سيرته الذاتية.
** وقد يكون سعادته سافر للندوة أو المؤتمر «يْطُوطِحْ» يديه.. أي لا بحث معه ولا دراسة ولا مشاركة.. ولا حتى مداخلة مضحكة.. ويكون خسر الجامعة أو الجهة التي أرسلته.. ثم يعود كما ذهب «يْدَرْبِيْ راسه» ليكتب في سيرته الذاتية.. إنه أسهم وشارك وحاضر وعمل.. وقال في الندوة.. أو المؤتمر الفلاني في البرازيل أو كوريا أو النيجر أو الصومال.
** ولهذا.. تجد سعادة الدكتور الفلاني.. قد شارك في مائتي ندوة أو مؤتمر أو مهرجان أو محاضرة.. والمسألة.. مسألة حضور.. أو على الأقل.. نوى الحضور.. ونوى المشاركة.. فهي مشاركة بالنية وتكفي..
** نخلص من هذا.. إلى أن أكثر السِّير الذاتية «مجرد حشو» أي أنها مجرد (حكي) وكلام (فاضي) أو كما يقول العوام «خرط في خرط».
* نحن لا ننكر مشاركات ومساهمات فاعلة لأساتذة مرموقين أسهموا في ندوات ومهرجانات ومؤتمرات.. وشاركوا فيها بفاعلية، وأثروا أبحاثها.. وكان حضورهم مشهوداً.. وكانوا نجوماً في مجالهم.. وخطفوا الأضواء في منتديات عالمية.
** نحن لا ننكر هذا.. ولا نعمم الحكم أبداً أبداً.. فهؤلاء الأكاديميون يستحقون أن تضاف هذه المشاركة إلى سيرتهم الذاتية.. لانهم قدموا شيئاً يستحق الإشارة إليه.
** أما أن يقال.. إنه شارك أو حضر أو أسهم أو أي صيغة أخرى وهو مجرد جالس (يْهُوجِسْ) أو (يْعَلِكْ عِلْكْ) أو حتى قدم لندوة أو قدم المحاضرة.. أو كان مجرد.. تكملة عدد.. فهذا غير مقبول.. وأجزم.. أن على كل أكاديمي.. أن يترفع عن أن يذكر ذلك في سيرته الذاتية.. التي يطمح من خلالها.. إلى منصب «لنبلش» ب «عُومةٍ» جديد.
** إن بعض السير الذاتية «بعضهم» تصل إلى خمسين صفحة.. وهي من هذا القبيل الذي ذكرته.. بل إنني قرأت لأحدهم.. من بين مساهماته.. أنه شارك في ندوة في مركز صيفي (عِقْبِ العصر) وشارك في مخيم برِّي (كشته)!!
** وعلى هذا.. فإن الكشتات والتسدِّح في الاستراحات وصكَّات البلوت قد تصبح جزءاً من السيرة الذاتية.
** إننا نستكثر علي أكاديمي درس لخمس وعشرين سنة.. كلها على مقاعد الدرس والتحصيل والبحث.. أن (يَتَشَفَّقْ) ليضيف مساهمات تافهة أو حضوراً بسيطاً لسيرته الذاتية.. بل إن بعضهم يقول: «وقد ساهم وحضر وشارك بفعالية في العديد.. أو في العشرات من الندوات والمؤتمرات والمهرجانات المحلية والإقليمية والدولية؟!»
** أو يقول: «وله مشاركات وحضور فاعل مشهود في عدة مؤتمرات وندوات ومهرجانات دولية كبرى».. وخذ من هذا «الهلس» و«الخرط».
** أعود وأكرر وأؤكد.. أن المشاركة إذا كانت فاعلة بالفعل.. وقدم هذا الأكاديمي أو ذاك.. شيئاً ذا بال.. وله قيمة.. فإنه يستحق أن يشار إليه في سيرته الذاتية.. لأنه عمل علمي يستحق.. ولأنه قدم بالفعل.. نشاطاً وأثرى الساحة بعلمه وليس (بخرطه) و(هلسه) وترززه..!!.
* علامات الدِّبور**
أبا الهدهد وغيره والدواجن جالهن صولات
طْيُور ما لهن وْكُور مختلفات الاجناس
حظيظ اللي قبل شوف المذلة والآهات مات
علامات الدِّبُور إلى تساوى الذيل والراس
«ديوان التميمي»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved