فألك الذي كان..
لماذا أنت دائماً في عراكٍ معه
لِمَ لا يعود إليك بهدوء..
ما الذي دعاه للاختفاء..
هل هي السنوات التي تعبأت بها أجندة حياتك..
هل هي التجارب..
هل هي وجوه الواقع وجهاته الأربع..
التي يستدير مؤشرها في كل مرة إلى مزيد من القتامة!
.. لماذا يهرب فألك منك..
لماذا يغادر ملامحك.. فجأة..
لماذا يبدو وكأنه يُسرق منك في ذات غفلة!
.. ويعود إليك
متسللاً..
يجلس القرفصاء..
تكاد لا تشعر به.. ولا تشرق له تلافيف قلبك..
.. هل يحل الاكتئاب
ضيفاً على المدينة..
هل يزور سكانها
واحداً.. واحداً..
هل يطرق أبوابهم على التوالي..
وهل كنت في آخر القائمة..!
.. كل الأشياء التي تعرفها وتخبرها..
تفضي لمزيد من الفأل..
فالله موجود.. والأمن موجود.. والوجوه الطيبة موجودة..
والحياة ممتدة.. متوردة بالحب والزهو.. والنبل..
فلم يغادرك فألك القديم..
وتنظر فقط إلى نصف يومك.. ونصف كأسك الفارغة..
لِمَ لا تعود إلى حيث كنت..
تنظر في الصباح.. لغته الأولى.. فاتحة يومه الجميل..
ولِمَ لا تنظر في الأخبار إلى طفلة نجت بأمر الله بينما الأنقاض قضت على المئات..
لِمَ لا تفتح نوافذك إلى السماء وتدع زرقتها ولون شمسها ونجومها تطوق قلبك وترسم في داخله نقوشاً بيضاء غير قابلة للسواد أبداً..
.. حاول ويكفيك شرف المحاولة!
|