* موسكو سعيد طانيوس واس:
تميز اليوم الأخير من زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بلقاءات ثقافية وأكاديمية.. وبصدور بيان ختامي مشترك شمل كافة المواضيع التي تمت مناقشتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف والمسؤولين الروس، بدءاً من الموقف من الصراع العربي الإسرائيلي، ومروراً بالمسألة العراقية.
وقد أكدت المملكة وروسيا في البيان المشترك على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، كما اتفق الجانبان على ضرورة التعاون لإقامة سلام عادل وثابت في الشرق الأوسط.
وأعربت المملكة وروسيا في البيان المشترك عن تأييدهما لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وأكدت المملكة وروسيا على ضرورة الحفاظ على استقلال وسيادة العراق ووحدة أراضيه، كما أكدت المملكة وروسيا على عزمهما توسيع التعاون لمكافحة الإرهاب.. كما لفت البيان احترام المملكة للمبادرة التي قدمتها روسيا لتوسيع التعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي، كما أكدت المملكة وروسيا بأنهما ستسعيان لزيادة حجم التبادل التجاري.
كما اتفق الجانبان على تنسيق السياسة النفطية بقصد تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية.
نص البيان المشترك
بناء على دعوة فخامة رئيس روسيا الاتحادية السيد فلاديمير بوتين في إطار تعزيز العلاقات الوثيقة بين روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بزيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية خلال الفترة من 5 إلى7 رجب من عام 1424هـ الموافق 2 إلى 4 سبتمبر 2003م.
وقد استعرض فخامة رئيس روسيا الاتحادية السيد فلاديمير بوتين وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال المباحثات جملة من القضايا الاقليمية والدولية كما استعرضا تدعيم التعاون بين البلدين الصديقين.
وقد استقبل ولي العهد السعودي من قبل دولة رئيس وزراء روسيا السيد م.م كاسيانوف.. كما أجرى الضيف السعودي لقاء مع عمدة موسكو يو. م. لوجكوف.
وانطلاقا من الأهمية البالغة لقضايا ضمان الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فقد اتفق الطرفان على التعاون الوثيق من أجل تحقيق سلام عادل وثابت في الشرق الأوسط بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي رقم «242 و338 و1397» ومبدأ «الأرض مقابل السلام» والمبادرة العربية التي اعتمدت في قمة بيروت وخطة «خارطة الطريق»، وأعرب الطرفان عن تأييدهما للجنة الوسطاء الدوليين «الرباعية» وبخاصة قضية ترتيب الرقابة ومتابعة تنفيذ «خارطة الطريق» بكافة مراحلها وطالب الطرفان بالتطبيق الكامل للقرارات الدولية المتعلقة بالخلاف الفلسطيني الإسرائيلي وأكدا على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف.
وأكد الطرفان ان مبدأ الحل الشامل العادل للنزاع العربى الإسرائيلي يتطلب تحريك جهود السلام على المسارين السوري واللبناني والعمل على استئناف المفاوضات على هذين المسارين من النقطة التي انتهت المفاوضات عندها.
وفيما يتعلق بالوضع في العراق أكدت المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية على أهمية الحفاظ على استقلال العراق ووحدته وسيادته.. ومن هذا المنطلق يأمل الطرفان أن يكون مجلس الحكم الانتقالي في العراق خطوة نحو إنشاء حكومة عراقية شرعية تأخذ على عاتقها إعداد دستور يتلاءم مع أوضاع العراق ويحفظ له استقلاله ووحدة أرضه ووحدته الوطنية ويضمن المساواة لكل العراقيين.
وأكد الطرفان على أهمية تقوية دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في ارساء دعائم الاستقرار في العراق وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب العراقي ودعم الاقتصاد العراقي عن طريق تفعيل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في العراق.
وأبدى الجانبان تأييدهما جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي.
ولدى استعراض الخطر الذي يشكله الإرهاب الدولي على المجتمع العالمي أعرب الطرفان عن ادانتهما لكافة أشكاله ومظاهره وعبَّرا عن تصميمهما على مكافحة الإرهاب وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بالإضافة إلى الجهود الجماعية التي تشكل أداة فعالة في التصدي للإرهاب واجتثاثه من جذوره.
وأبدى الجانب السعودي تقديره وتفهمه لرغبة روسيا الاتحادية توسيع تعاونها مع منظمة المؤتمر الإسلامي.
كما استعرض الطرفان وضع العلاقات الاقتصادية بين البلدين وأخذا بعين الاعتبار القدرات الضخمة والمتنوعة للتعاون الاقتصادي بين روسيا والمملكة العربية السعودية فإن الطرفين سيعملان على زيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات.. كما اتفق الطرفان على مواصلة الجهود للوصول إلى التنفيذ الكامل لمتطلبات الاتفاقية العامة الموقعة بتاريخ 20 نوفمبر 1994م بين حكومتي روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية وعبر الطرفان عن ارتياحهما لنشاط اللجنة المشتركة الروسية السعودية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني.. واتفق الطرفان على ضرورة التنسيق والتعاون في السياسة البترولية بقصد التوصل إلى استقرار سوق النفط العالمي والحفاظ على مستوى ملائم للأسعار وتلبية احتياجات البلدان المستوردة لمواد الطاقة وبالتعاون والتنسيق مع الدول المنتجة..
ويرى الطرفان أن مثل هذا التعاون سواء على أساس ثنائي أو متعدد الأطراف سيعمل على تحقيق مصالح الدولتين ودعم الاتجاهات التنموية الايجابية في الاقتصاد العالمي.. وأكد الطرفان استعدادهما لمتابعة العمل المشترك من أجل إنجاح أعمال المنتدى الدولي للطاقة الذي توجد أمانته العامة في الرياض مع اعارة اهتمام خاص لقطاع الطاقة بما في ذلك تنفيذ مشاريع واستثمارات مشتركة في قطاعي النفط والغاز.
وتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاقية تعاون بين حكومتي البلدين في قطاع النفط والغاز ومذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأكاديمية العلوم الروسية ومذكرة تفاهم بين اللجنة الحكومية للرياضة والثقافة البدنية في روسيا الاتحادية والرئاسة العامة لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية ومذكرة تفاهم بين غرفة التجارة والصناعة الروسية ومجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية.. كما اتفق الطرفان على ضرورة متابعة العمل على تطوير قاعدة قانونية للعلاقات الثنائية وذلك عن طريق إبرام المزيد من الاتفاقيات في المستقبل.
وقد عبَّر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني عن وافر تقديره وعميق شكره لفخامة رئيس روسيا الاتحادية السيد فلاديمير بوتين وحكومة روسيا الاتحادية وشعب روسيا الصديق لما لقيه سموه والوفد المرافق له من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وقد وجه سموه باسم خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية دعوة لفخامة رئيس روسيا الاتحادية السيد فلاديمير بوتين للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية وقد قبلت الدعوة مع الشكر وسيتم تحديد موعدها في وقت لاحق.
|