* غزة بلال محمد أبو دقة:
أعلنت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية حالة الطوارئ القصوى بين صفوف مجموعاتها التي تتولى تأمين وحماية شخصيات رفيعة في الدولة العبرية.
وتزعم تلك المصادر بأنها تلقت إنذارات خطيرة وإشارات مقلقة تشير إلى أن حركة المقاومة الاسلامية «حماس» ستقوم بضرب أهداف استراتيجية في العمق الاسرائيلي.
وأمر جهاز الأمن العام الاسرائيلي «الشاباك» بتعزيز الحراسة فوراً على عدد من وزراء الحكومة الاسرائيلية، وأجرت أجهزة الأمن مشاورات أمنية أعربت فيها عن تخوفها من احتمال قيام الفصائل الفلسطينية المسلحة بالتعرض لحياة مسؤولين اسرائيليين كبار انتقاماً لعمليات الاغتيال الاسرائيلية، وأشار مصادر أمنية إلى أن جهاز «الشاباك» الاسرائيلي أمر بتعزيز الحراسة على كل من «وزير الدفاع، وزير الخارجية، وزير المواصلات، وزير الأمن الداخلي، وزيرة التربية والتعليم، ووزير الإسكان...».
وتقول تلك المصادر: ان حركة حماس لم تعد تولي اهتماماً بالخطوط الحمراء، وأنها تعد العدة لاستهداف قيادات في اسرئيل رداً على عمليات الاغتيال التي تنفذها مروحيات الاحتلال بحق الأعضاء السياسيين في الحركة وكوادرها في الجناح العسكري «عزالدين القسام» حيث طالت صواريخ الاحتلال أحد عشر من قياداتها السياسية والعسكرية خلال الأسبوعين الماضيين.
وتنتشر قوات الأمن الاسرائيلية في المناطق التي يرتادها مسؤولون اسرائيليون بارزون ، وفي التجمعات السكنية والمتاجر والملاهي الليلية وعلى أبواب المدارس والجامعات خشية من تنفيذ أعضاء حماس عمليات فدائية صعبة كالتي وقعت في القدس قبل زهاء الأسبوعين.
هذا ومنحت حكومة شارون ضوءاً أخضر لرئيس هيئة الأركان الجنرال موشي يعلون للتعامل مع الحركة الاسلامية التي على ما يبدو أنها قد طورت من وسائلها القتالية «صواريخ القسام» لتصل إلى عمق المدن الاسرائيلية الواقعة إلى الشمال من مدينة غزة.
وقالت مصادر عسكرية في اسرائيل: ان يعلون مُنح الضوء الأخضر من المستوى السياسي في اسرائيل للقضاء على بنية حماس التحتية في المناطق الفلسطينية وبخاصة في قطاع غزة، فكل شخص من الحركة يخرج من مخبئه يتم استهدافه فوراً.. وتأتي تصريحات المصادر الاسرائيلية بعد وقت قصير من تأكيد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز مواصلة عمليات الاغتيال، وعلى تصميم حكومته على ضرب حركة حماس واستهداف القنابل الموقوتة فيها..
يأخذون التهديدات على محمل الجد
وفي تعقيب لحركة حماس على عمليات الاغتيال المنهجية لرموزها وكوادرها الفاعلة في الميدان قال الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة وزعيمها الروحي ل«الجزيرة»: لن يكون هناك حديث عن هدنة جديدة إلا بعد ان يدفع الاحتلال ثمن اغتيالاته غالياً، منوّهاً إلى أن الاحتلال الاسرائيلي سيعيش في ورطة لن يستطيع الخروج منها.
وقال د. عبدالعزيز الرنتيسي القيادي السياسي في حركة حماس معقباً على مواصلة اسرائيل لعمليات الاغتيال التي تستهدف كوادر الحركة: ان هذه الأفعال جرائم نكراء وان حماس ستنتقم لمقتل أعضائها.
وعلى صعيد متصل قالت مصادر اسرائيلية: ان جيش الاحتلال يأخذ تهديدات «حماس» على محمل الجد، وهو يعمل الآن على إقامة أكثر من عشرة معابر على الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة تجنباً لدخول رجال المقاومة الفلسطينية إلى عمق اسرائيل، هذا الجدار الذي أقيم بهدف سياسي وليس أمنياً، يبدو انه سيلتهم «58» في المئة من أراضي الضفة الغربية، وسيقضي على آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم المرتقبة.
«الموساد» يفعِّل من نشاطاته
هذا على الصعيد الداخلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أما على الصعيد الخارجي، فتحدثت تقارير اسرائيلية عن نيّة جهاز المهمات الخاصة في اسرائيل والمعروف ب «الموساد» تفعيل نشاطاته للوصول إلى قادة التنظيمات الفلسطينية في الخارج وبخاصة تلك الموجودة في سوريا ولبنان، وأفادت تلك التقارير بأن هناك طواقم مخابراتية تعمل على مدار الساعة لاصطياد القادة السياسيين، وبحسب ما جاء في تقارير اسرائيلية: ان الطريقة الناجعة لاستهداف أولئك القادة تكمن في استخدام سيارات مفخخة تستهدف المواكب التي تسير فيها سياراتهم الخاصة ولاسيما انه يصعب الوصول إليهم نظراً للاحتياطات الأمنية المشددة التي تتبعها تلك القيادات.
|