* واشنطن طشقند ريفا دل غاردا «ايطاليا» موسكو بكين براغ ا.ف.ب:
خصص مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة جلسة لمناقشة مشروع القرار الامريكي الذي يدعو الى تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات في العراق بتفويض من الامم المتحدة على ان توضع تحت قيادة الولايات المتحدة.
ويأمل المشروع ايضاً ان يشجع مجلس الامن الدولي مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي شكلته الولايات المتحدة على تقديم «روزنامة سياسية» بشأن اعداد دستور وتنظيم انتخابات حرة.
واعلن وزير الخارجية الامريكي كولن باول أمس ان مشروع القرار الامريكي المقدم الى الامم المتحدة سيساعد على تنظيم انتخابات حرة في العراق.
وقال باول في كلمة القاها في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الامريكية أمس الجمعة «في هذا القرار سندعو مجلس الحكم العراقي الى تقديم خطة وروزنامة تسمح لهم باعداد دستور وتطوير مؤسسات سياسية واجراء انتخابات حرة».
وتابع باول يقول «يجب ان يؤدي كل ذلك الى اعادة سيادتهم. ان هدفنا الوحيد هو السماح للشعب العراقي باستعادة سيادته ، سيادة ترتكز الى الديموقراطية والحرية والتعايش السلمي مع جيرانه».
واكد باول من جهة اخرى ان القوات الامريكية «لن تغادر العراق في وقت مبكر ولن تبقى فيه طويلاً».
وقد عقد وزراء الخارجية الاوروبيون أمس الجمعة اجتماعاً تشاورياً في ريفا دل غاردا في شمال ايطاليا لمناقشة مشروع القرار الامريكي الجديد بشأن العراق المقدم الى الامم المتحدة.
والملف العراقي ادى الى خلاف عميق بين الاوروبيين الذين انقسموا بين مؤيد لنزاع مسلح ضد نظام صدام حسين «بريطانيا وايطاليا واسبانيا» وبين معارض لهذه الحرب وخصوصاً فرنسا والمانيا.
واعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ان مشروع القرار الامريكي لا يحمل الكثير وان بلديهما العضوين في مجلس الامن الدولي سيتشاوران لتقديم تعديلات عليه.
واعتبر شرودر الجمعة ان مشروع القرار الامريكي ادى الى تحريك الامور.
واضاف خلال مؤتمر صحافي «مشروع القرار ادى الى تحريك الامور. يجب الاعتراف بذلك وقد اتضح ذلك جلياً بالامس».
لكن المستشار الالماني رفض الادلاء بالمزيد مؤكدا ان المانيا تحتفظ بموقفها لشركائها في مجلس الامن الدولي.
لكنه قال «بغض النظر عن المواقف التي اعتمدناها خلال الحرب الامر يتعلق الآن بحصول الشعب العراقي على امكانية ان ينعم بالاستقرار والديموقراطية».
وفي وقت سابق من أمس قال الناطق باسم الحكومة الالمانية بيلا اندا في برلين ان مشروع القرار الامريكي «لا يزال غير كاف» مؤكدا انه «مسودة غير مكتملة الملامح».
وتريد المانيا ان تضطلع الامم المتحدة بدور رئيسي في العراق وان تنقل السلطة السياسية في هذا البلد في اسرع وقت ممكن الى حكومة عراقية.
وعلق الرئيس شيراك على مشروع القرار الامريكي بالقول انه «يبدو لنا في الحقيقة بعيداً نسبياً عن الهدف الذي يشكل برأينا اولوية» الا وهو «نقل المسؤولية السياسية الى حكومة عراقية باسرع وقت ممكن للخروج من منطق الاحتلال والدخول في منطق التنمية تحت مسؤولية العراقيين انفسهم».
وقد تباحث شيراك أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا بشأن مشروع القرار الامريكي الجديد حول العراق كما اعلن كبير مساعدي الادارة الرئاسية الروسي سيرغي بريخودكو.
ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن المسؤول قوله ان رئيسي الدولتين طالباً بمشاركة واسعة وسريعة للامم المتحدة في تسوية الوضع في العراق.
واستناداً الى وكالة ايتار تاس للانباء فإن الرئيس شيراك هو الذي بادر بالاتصال.
وفي العاصمة الصينية بكين ذكر مصدر رسمي أمس الجمعة ان الصين تدرس «بتمعن» مشروع القرار الامريكي حول العراق وتنوي المشاركة بشكل «ناشط» و«بناء» في مشاورات مجلس الامن.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة عن الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كونغ كوان قوله ان «الجانب الصيني يدرس بتمعن مشروع القرار الجديد الذي وزعته الولايات المتحدة على اعضاء مجلس الامن الدائمي العضوية وتأمل في اجراء تبادل عميق لوجهات النظر مع كل الاطراف المعنية».
واضاف المتحدث ان «الجانب الصيني مستعد للمشاركة بشكل نشط وبناء في هذه المشاورات ويأمل في ان يتم التوصل الى توافق باسرع وقت ممكن».
وقد انضمت روسيا أمس الجمعة الى المانيا وفرنسا في المطالبة بتعديل مشروع القرار الامريكي حول العراق الذي تعتبره غير كاف مكررة الدعوة الى ان يتضمن دوراً اساسياً للمنظمة الدولية في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس الجمعة خلال زيارة لاوزبكستان ان «مشروع القرار الامريكي يتضمن تحركا نحو مبادئ دافعت عنها روسيا على الدوام لكنه في حاجة الى اعادة دراسة جدية».
وذكر ايفانوف ان لروسيا اولوية اخرى مشدداً على ضرورة «التعجيل باعادة السيادة للعراق مع تشكيل هيئات حكم شرعية لتنفيذ كل مهام ما بعد الحرب».
ويصب هذا الموقف في اتجاه موقف فرنسا التي اعتبر وزير خارجيتها دومينيك دو فيلبان في حديث لصحيفة لو فيغارو ان المشروع الامريكي «لا يراعي بصورة كافية ضرورة سرعة اعادة السيادة للعراق» الغني بالثروات النفطية والذي تحتله القوات الامريكية والبريطانية منذ الحرب التي شنتها عليه في اذار مارس الماضي بدون موافقة الامم المتحدة.
ولا تستبعد موسكو كلياً مبدأ قوة دولية تحت قيادة امريكية يمكن ايضا ان يشارك فيها جنود روس كما قال مؤخراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي ايفانوف.
وذكر وزير الخارجية الروسي الذي يشارك في عاصمة اوزبكستان في اجتماع لمجموعة شنغهاي ان روسيا «ليس لديها اي حساسية في وضع هذه القوات تحت قيادة الولايات المتحدة لكن بشرط ان يوضع نشاطها تحت هذه السلطة في اطار تفويض من مجلس الامن الدولي».
لكن الوزير ما لبث ان اوضح ان مسألة القيادة يجب ان تبحث بعد ان يمنح مجلس الامن تفويضاً لهذه القوة تحت قيادتها دائماً.
وترى روسيا ان افضل طريقة لاعادة السيطرة على الوضع تتمثل في منح الامم المتحدة دوراً رئيسياً في العراق.
|