فرنسا: يجب على أمريكا أن تسلم العراقيين مقاليد الحكم
مشاورات واتصالات مكثفة لمشاركة العراق في أعمال الجامعة العربية

* القاهرة - باريس - الوكالات:
صرحت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى بالقاهرة مساء الخميس أن اتصالات ومشاورات تجري حاليا بين العواصم العربية للتوصل إلى اتفاق بشأن مشاركة ممثل عن العراق في أعمال الدورة 120 لمجلس الجامعة المقرر عقدها يوم الثلاثاء المقبل.
وقالت المصادر انه «على الرغم من وجود بعض التباين في مواقف عدد من الدول العربية بشأن شرعية مجلس الحكم الانتقالي في العراق والتساؤلات الدائرة حول رفض أو عدم قبول شرعية تمثيل المجلس، إلا أن هناك اتجاها لدى معظم الدول العربية للموافقة على مشاركة العراق في أعمال الجامعة العربية».
وفسرت المصادر هذا الاتجاه بأنه يأتي «إنطلاقاً من حرص الدول العربية على التواصل مع العراق وعودته إلى الصف العربي».وقالت المصادر انه «لا يوجد بديل عن الحكومة العراقية الجديدة لتمثيلها في أعمال الجامعة العربية.. مؤكدة أنه لا فائدة تعود على أحد من قطع الاتصالات مع مجلس الحكم الانتقالي والحكومة العراقية الجديدة».
وكان وفد من مجلس الحكم الانتقالي في العراق برئاسة الدكتور ابراهيم الجعفري قد قام بزيارة الجامعة العربية مؤخراً وأجرى مباحثات مطولة مع السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة الذى أوضح «أن تعاون الجامعة مع مجلس الحكم الانتقالي العراقي يأتي في إطار فتح أبواب الجامعة العربية أمام كافة القوى السياسية العراقية وحرصا على التواصل مع الشعب العراقي وعدم تركه وحيداً في هذه الظروف الصعبة وعدم إغلاق الأبواب أمامه خاصة أن المجلس هو الجهة الوحيدة الممثلة للشعب العراقى في هذه المرحلة».وكان عدد من العواصم العربية استقبل وفداً من مجلس الحكم الانتقالي في العراق خلال زيارته الاخيرة للمنطقة.
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان مشروع القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بشأن العراق يجب ان يمنح السلطات العراقية مقاليد الحكم الحقيقية لإدارة اقتصاد هذه الدولة الغنية بالثروات النفطية.
وقال فيلبان وهو شخصية رائدة في ثلاثي فرنسا وروسيا وألمانيا الذي عارض الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق ان الولايات المتحدة يجب ان تسلم سريعاً السيطرة المالية والمدنية إلى الحكومة العراقية المؤقتة التي يرأسها الامريكي بول بريمر وان تحدد قريبا موعدا للانتخابات.
وقال فيلبان لصحيفة لو فيجارو نشر أمس الجمعة: «يجب ان ننقل بسرعة إلى السلطات العراقية الحالية السلطة الحقيقية ألا وهي الإدارة المالية والمدنية للبلاد».
وأضاف ان القوة المتعددة الجنسيات التي تسعي اليها واشنطن في قرار جديد في الأمم المتحدة يجب ان تكون في خدمة السلطات العراقية.وقال في المقابلة التي وزعت مقدما: «الأمن لا ينفصم عن المسائل الاقتصادية والسياسية، وإذا كان لا بد من إقامة قوة متعددة الجنسيات فيجب ان تكون في خدمة السلطات العراقية الجديدة».ويهدف مشروع القرار الامريكي إلى اقناع مزيد من الدول بالمساهمة بقوات وأموال في العراق لكنه يصر على ان تحتفظ واشنطن بالسلطة العسكرية الكاملة وبدور سياسي مهيمن.
وقال فيلبان ان مشروع القرار الامريكي سار في الاتجاه الصحيح بموافقته على العمل مع الأمم المتحدة.
واستدرك بقوله: «لكن النص لا يغير تغييرا أساسيا من الإطار الحالي فهو لا يزال يستلهم أساساً منطق الأمن ولا يأخذ في الحسبان بشكل كاف الضرورة السياسية لاعادة السيادة إلى العراق بنقل سلطات تنفيذية إلى موءسساته».
ومضى يقول: «فرنسا مقتنعة انه يتعين علينا ان نسلم السلطة السياسية إلى العراقيين دون إبطاء،
وأضاف: «لا ينبغي فعل شيء دون العراقيين».
وقال دو فيلبان: ان فرنسا تعتقد ان عملية إعادة إعمار العراق التي تتحكم فيها في المقام الأول السلطات الامريكية والشركات الامريكية يجب ان يديرها العراقيون أنفسهم.