* واشنطن الوكالات:
أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش مساء الخميس ان الولايات المتحدة لا تزال تنتظر الفرصة لتصفية حساباتها مع اسامة بن لادن، الذي يقف وراء اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 والذي لم يتم العثور عليه بعد.
وفي بيان نشر قبل البدء بمراسم احياء ذكرى الاعتداءات التي تستمر من يوم الجمعة حتى يوم الاحد قال بوش «ان هذا النزاع اندلع في وقت وظروف حددها آخرون وستنتهي في وقت وظروف نحددها نحن».
وقبل الذكرى الثانية للهجوم على نيويورك وواشنطن الذي اودى بحياة نحو 3000 شخص. أضاف الرئيس «ان مرور الوقت لا يمكن ان يمحو الالم والاسى اللذين اصابا شعبنا».
وأعتبر بوش ان احداث 11 ايلول/ سبتمبر اظهرت قدرة الشعب الاميركي على تحمل المصاب وقال «ان قوة اميركا الكبرى هي في قلب وروح الشعب الاميركي». و حذرت وزارة امن الاراضي الاميركية مجددا من خطر وقوع اعتداءات ضد الولايات المتحدة والمصالح الاميركية عبر العالم وذلك قبل بضعة أيام من احياء الذكرى الثانية لاعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر.
وأوضحت الوزارة التي تشير إلى ان مستوى الانذار باق على ما هو عليه (اصفر مرتفع) وان هذا التحذير يستند إلى مجموعة من المعلومات التي اعطتها مختلف الوكالات الاميركية المعنية.
وقالت الوزارة في بيان «نبقى قلقين من جهود القاعدة المستمرة للتخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة والمصالح الاميركية في الخارج».
الا انها اضافت في البيان «ليس لدينا أي معلومات محددة في هذه المرحلة حول اهداف معينة او تواريخ تنفيذ مثل هذه الهجمات».
وتابع البيان «نعلم ان نشطاء فارين يعتبرون ان الهجمات ضد الولايات المتحدة اولوية وانهم يواصلون البحث عن سلسلة من الاهداف ويضعون تكتيكات وينمون قدراتهم لتحقيق اهدافهم».
وأكدت وزارة الامن الداخلي «ان الهدف الاول للقاعدة هو شن هجمات متزامنة ضد مصالح اميركية» ولكنها «لم تستبعد ايضا شن هجمات على اهداف غير منظورة».
وتحدث مسؤول عن مكافحة الارهاب في الشرطة الفدرالية (اف.بي.ايه) لاري ميفورد، امام صحافيين اميركيين عن وجود اعضاء من القاعدة على الاراضي الاميركية ولكن بشكل غير مكثف.
ومنذ عامين، تحذر السلطات الاميركية بانتظام من احتمال وقوع اعتداءات ضد الاميركيين وبعد 11 ايلول/ سبتمبر 2001. وضعوا نظاما للانذار بالالوان لاعلام السكان من دون ان يتجاوز حتى الآن المستوى الرابع (برتقالي عال جدا) بحسب هذا المقياس الذي يتضمن خمسة.
وقال مسؤولون من مكتب التحقيقات الاتحادي «اف.بي.اي» ووزارة الامن الداخلي ان الولايات المتحدة تواجه مخاطر هجمات من تنظيم القاعدة الذي يستهدف امريكيين ومازال له وجود في هذا البلد بعد عامين من هجمات 11 سبتمبر ايلول التي نفذت باستخدام طائرات ركاب مخطوفة.
وقال لاري ميفورد مساعد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي لمكافحة الارهاب ومكافحة التجسس ان تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة ابن لادن يمثل خطرا ارهابيا اعظم من الخطر الذي يمثله ارهابي منفرد.
وقال للصحفيين في مقر مكتب التحقيقات الاتحادي ان «القلق الاكبر مصدره التنظيمات الارهابية المنظمة مثل القاعدة، مازال تنظيم القاعدة يمثل بالنسبة لنا مصدر القلق رقم واحد».
وقال ميفورد «السبب في ذلك هو انهم أظهروا انهم ليس لديهم ما يكبحهم عن عمل أي شيء ولا يلتزمون بأي قواعد، وبالتالي نحن قلقون من انهم ربما يواصلون استهداف امريكيين ومن المحتمل ان يشاركوا في هجمات».
وأصدرت وزارة الامن الداخلي تنبيها قالت فيه انها مازالت تشعر بالقلق من «الجهود المستمرة من جانب تنظيم القاعدة» للتخطيط لشن هجمات متعددة ضد الولايات المتحدة والمصالح الامريكية في الخارج.
لكن التنبيه الذي استند إلى تقرير مخابرات قبل الذكرى السنوية الثانية لهجمات 11 سبتمبر ايلول قال ان الوزارة ليست لديها معلومات محددة بشأن اهداف بعينها أو مواعيد أي هجمات.
وقالت وزارة الامن الداخلي انها ليس لديها خطط لتغيير مستوى الانذار من وقوع هجمات ارهابية الذي سيبقى عند مستوى «أصفر» الذي يعني انه هناك مخاطر «عالية».
وقال ميفورد انه رغم ان تنظيم القاعدة مني بعدد من الانتكاسات الا انه مازال يمثل خطرا. وقال «انه تنظيم يتمتع بمرونة كبيرة. ولديهم القدرة على التغير والتكيف مع البيئةالمحيطة بهم واعتقد ان هذا هو ما نراه الان».
وعندما سئل بشأن تواجد تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة رد ميفورد بقوله «وجهة نظري هي ان تواجدهم صغير جدا لكنهم لهم وجود بالفعل.. ومن الواضح اننا لدينا ادلة على ذلك.».
وقال التنبيه الذي اصدرته وزارة الامن الداخلي ان تنظيم القاعدة مازال له عملاء فارون في انحاء العالم ويرون ان شن هجمات على اراضي الولايات المتحدة له «اولوية».
وأضاف انهم مازالوا يسعون إلى مهاجمة مجموعة من الاهداف باستخدام اساليب وقدرات مختلفة.
وقال «الهدف الاساسي للقاعدة هو القيام بهجمات متزامنة ضد مصالح امريكية». واضاف: وفي نفس الوقت فان الحوادث الارهابية الاخيرة في الخارج تسلط الضوء على احتمال ان يختار تنظيم القاعدة القيام بهجمات على نطاق صغير ضد مجموعة من الاهداف «الاسهل». من جهة أخرى ذكرت دراسة اميركية نشرت الخميس ان شعبية الولايات المتحدة تراجعت إلى حد كبير في الدول العربية والعالم الاسلامي على الرغم من حملة العلاقات العامة التي تقوم بها واشنطن منذ سنتين.
وقالت الدراسة التي اعدها المكتب العام للمحاسبة (جنرال اكاونتينغ اوفيس) التابع للكونغرس الاميركي ان الولايات المتحدة تتمتع اليوم بشعبية اقل بكثير من تلك التي كانت تحظى بها قبل اعتداءات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر 2001 في معظم الدول التي يشكل فيها المسلمون غالبية. وأوضحت احصاءات جمعها معدو الدراسة ان شعبية الولايات المتحدة تراجعت من 25% في منتصف 2002 إلى 1% في بداية العام الجاري في الاردن.ومن 35% إلى 27% في لبنان.
ومن 2000 إلى 2003. تراجعت نسبة المعجبين بالولايات المتحدة في المغرب من 77% إلى 24% وفي اندونيسيا من 75% إلى 15% وفي باكستان من 23% إلى 13% وفي تركيا من 52% إلى 15% .
وأكد معدو الدراسة ان هذا الاتجاه لم تؤثر عليه حملة اطلقتها الخارجية الاميركية في هذه البلدان عبر حملات دعائية ومؤتمرات وبرامج تبادل لتحسين صورة الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية انها ستأخذ في الاعتبار توصيات الدراسة.
|