Friday 5th september,2003 11299العدد الجمعة 8 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

10-10-1390هـ الموافق 8-12-1970م العدد 322 10-10-1390هـ الموافق 8-12-1970م العدد 322
شواطئ
نحن.. والزمن.. والأدب.
خالد الدخيل

عزيزي القارئ: لست في هذه الحلقات المسلسلة من هذه الزاوية الصغيرة.. والمتواضعة.. باحثاً علمياً.. أو منقباً عن حقائق لا يختلف عليها اثنان.. وانما هي - والله أعلم - مجرد آراء رأيتها.. وأفكار تخيلتها فأرسلت نفسي على سجيتها لتحدثك عما تحسه فقط.. فاقرأ ولا تغضب اذا لم تجن ثمرة.. ولكن قل فيما ستقرأ كل شيء.
عفواً أيها الزمن.. استميحك عذرا.. وتأكد أن القشة لا تقصم ظهر البعير - كما يقولون - هكذا بدأت أدافع عن رفيقنا الزمن في حياتنا اليومية إلى أن نموت.. وذلك عندما رأيت الناس على الوسائد المثيرة.. وعلى موائد الطعام.. وبين أروقة المجالس والديوانيات في المكتب - في المدرسة - في البيت في الشارع - بين أدخنة المصانع.. في الجو المكيف.. وغير المكيف.. في الليل.. وفي النهار.. في كل شيء شبّه الناس هذا الذي يسمونه «زمن» بالمطرقة ولا أدري هل هؤلاء الناس المسمون يعون «مسماهم» بأنه لولاه لما استطعنا التمييز بين كيفية الحياة.. وبين كميتها.. ثم ان الزمن هو طريقنا الوحيد في هذه الدنيا.. عليه نسير.. وفوق جوانبه تأخذنا أسنة النوم لتتقي أعصابنا المرهقة.. ورموشنا المتكسرة وجوارحنا المتعبة.. حرارة النهار.. بأعماله وفراغه.. تحت أجنحة الليل التي يرخيها لنا هذا الزمن المظلوم.. وبما أن الزمن يعني أيضاً تعاقب الفصول على سطح هذا الكوكب.. فلولاه.. لما كان في وسعنا جر ذلك الفصل.. الذي ينعم فيه البشر.. بالمياه النميرة - والامطار الغزيرة.. وتفتح اكمام الورد.. وتناثر وريقات الزهر.. على كل غصن من أغصان الحياة.. ولما استطاعت مآقينا اكتحالا بذلك النسيم.. عذب المداعبة - والذي يبعثره لنا فصلنا المفضل «الربيع» واذا كان الطريق تعتريه بعض المصاعب.. وتكتنفه كومة من المشاق والمتاعب فهذه سنة الحياة فينا تأخذ بقدر ما تعطي.. أي بقدر ما نطالبها من السعادة والراحة.. هي تجبرنا على دفع الثمن مقدما.. وبدون مقدمات.. إذاً علينا أن نحمل الثقل فوق ثقتنا بنفوسنا.. ونربطه بخيوط آمالنا الصوفية.. وقد يعترض معترض فيقول:
ماذا تريدنا أن نحب في جواد نمتطيه فيعدو بنا نحو آجالنا - مقربنا اليها بقدر مايستطيع؟ - ان من يريد أن يعجل بمواراتنا تحت التراب.. ويجلب لنا الفراغ بين كل فترة وأخرى لهو جدير منا بالتأفف منه.. ورميه بشبه المطرقة التي تطرق الرؤوس دون أن تحس هي بشيء!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved